يعتبر مسجد المشور جزءاً من القلعة الضخمة التي بدأ في تأسيسها المرابطون خلال حصارهم لمدينة أقادير على عهد أميرهم يوسف بن تاشفين، وأتمهما السلطان الزياني يغمراسن في أواسط القرن السابع الهجري بجنوب المدينة، والمعروفة بقلعة المشور.
يعتقد أن فترة بناء المسجد تعود إلى بداية القرن السادس الهجري (517 هـ) وتم توسعته من طرف الزيانيين في القرن الثامن الهجري.
أسس المسجد على أرض منبسطة في شكل مستطيل من الشرق إلى الغرب، جدرانه غليظة ذو ثمانية سواري مربعة الشكل، بمدخل واحد ونوافذ متعددة على الجوانب الأربعة.
أما منارة المسجد المربعة الشكل، فقد بنيت في مؤخرة المسجد على جهة الغرب، زينت بنقوش جميلة تعطي للمسجد طابعه الخاص، وتضفي على قلعة المشور كلها قداسة ومهابة قليلاً ما نجدها في القصور الأخرى.
لعب مسجد المشور دوراً بارزاً في الحياة الثقافية والحضارية بتلمسان في فترات عديدة، فكان مقصد العلماء والفقهاء والرحالة والطلبة، وتخرج منه طلبة العلم والفقه، وحظي برعاية خاصة من الحكام والسلاطين. وكان المسجد يقع بالقرب من قصر السلطان الذي كان يستعين بالعلماء والفقهاء في تسيير شؤون الدولة وفي تربية الأمراء وتعليمهم، وفي الدواوين المختلفة للدولة.
وقد تعرض مسجد المشور للتخريب والتدنيس من طرف المستعمر الفرنسي بعد احتلاله لمدينة تلمسان، فحول المسجد إلى كنيسة فأزالوا قبة المسجد وغيروا من ملامحه الإسلامية وأزاحوا منبره ومحرابه وكل الكتابات العربية الموجودة على جدرانه، واستحدثوا بدلاً منها أشكالاً هندسية مسيحية، ولما استغني عنه كنيسة بعد اتساع المدينة وبناء كنائس جديدة للأوروبيين المحتلين، حول المسجد إلى مستودع للمستشفى العسكري مما تسبب في تشويه ملامحه أكثر فأكثر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/09/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : http://www.almasalik.com