مساندة الأطباء المقيمين في إلغاء الخدمة المدنية تتسع 122 لقاء مع الوزارة و20 اعتصاما ومسيرتان والإضراب لم ينته

الدكتور أخاموخ: ''لسنا أهالي والسلطات مدعوة لتشييد مستشفى بالجنوب'' رئيس مجلس أخلاقيات الطب: ''الجزائر ليست في حرب'' دعا رئيس مجلس أخلاقيات الطب، محمد بقاط بركاني، إلى تجميد قانون الخدمة المدنية ومراجعة إلزامية هذا النظام وفقا للمقترحات التي أعدتها لجنة الصحة بمجلس الأمة. وأضاف بأن ''الجزائر ليست في حالة حرب'' وبالتالي لا يوجد أي مبرر للإبقاء على الخدمة المدنية التي لم تجلب، حسبه، سوى المتاعب للطبيب والمريض، دون أن تقدم حلولا ناجعة للعجز المسجل في الخدمات الصحية بمنطقة الجنوب والولايات الداخلية.  أدان الدكتور بقاط، في كلمة مطولة ألقاها خلال ندوة صحفية نظمها، أمس، التكتل المستقل للأطباء المقيمين، المعاملة السيئة وغير المسبوقة لقوات الشرطة مع مسيرة الأطباء الأربعاء المنصرم. وقال إن مطالب المقيمين كلها مشروعة كما أن احتجاجاتهم واضحة الأهداف من حيث أنها تريد وضع حد لتسيير كارثي دفع ثمنه قبلهم أجيال من الأطباء الأخصائيين .
ودق المتحدث ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الخطيرة التي آلت إليها المستشفيات الجزائرية، بفعل السياسات الصحية العرجاء ، مستشهدا في ذلك بالإضرابات المتكررة لمستخدمي كافة أسلاك القطاع. وعلق في مداخلته على تصريحات الوزير الأول، أحمد أويحيى، الأخيرة بالتأكيد على أن وطنية الأطباء الجزائريين لا يمكن الطعن فيها، قائلا: لو لم نكن وطنيين حتى النخاع لما بقينا في الجزائر .
وأعلنت تنظيمات الدفاع عن حقوق المرضى في نفس اللقاء دعمها المطلق لحركة الأطباء المقيمين. وشدد منسق الشبكة الوطنية للمصابين بالأمراض المزمنة، عبد الحميد بوعلاق، على أن هذه المساندة جاءت بعد استماع الجمعيات لانشغالات الأطباء واقتناعها بشرعية مطالبهم. وبرأي ذات المسؤول فإن أزمة الأطباء المقيمين أعمق بكثير مما تبدو عليه في الظاهر، وهي مرشحة للتفاقم مستقبلا إذا لم يتحرك وزير الصحة ويتخذ قرارات شجاعة من أجل إحكام سيطرته على القطاع وإنهاء هيمنة رؤساء المصالح الاستشفائية، محملا إياهم مسؤولية تدني الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية والتي أضحت، على حد تعبيره، ملكية خاصة دون أي رقيب أو حسيب . ويتابع بالإشارة إلى أن الأساتذة أصبحوا يشكلون لوبي يقف مباشرة وراء الفوضى التي تشهدها المستشفيات، وعوض أن تركز الوزارة جهودها على اضطهاد الأطباء المقيمين، يضيف بوعلاق، عليها تسوية مشاكلهم حتى تتسنى لهم العودة إلى العمل والدراسة.
من جانبهم، واجه مندوبو التكتل المستقل للأطباء وزارة الصحة بمجموعة من الإحصائيات تؤكد صدق نيتهم في الحوار و عدم رغبتها في تلبية المطالب، حيث بلغ عدد الاجتماعات المنعقدة بين الطرفين 122 لقاء لم تفض إلى أية نتيجة، يضاف إليها 20 اعتصاما وطنيا ومسيرتان وأزيد من 3 أشهر من الإضراب المفتوح، وكان تدخل الطبيب المقيم أخاموخ الياس من منطقة التوارف لافتا للنظر، إذ ندد بتصريحات وزير الصحة التي وصف فيها سكان الجنوب بالأهالي. وأفاد في هذا الشأن بأن السلطات لو كانت لها إرادة حقيقية في التكفل بسكان الجنوب لشيدت لهم مستشفى جامعيا على غرار الـ13 مستشفى الموزعة عبر مختلف مناطق الوطن ولا تكتفي بإرسال أطباء إلى هذه الأماكن بدون تجهيزات وهياكل صحية مؤهلة.