دعا المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الأول حول "أدب المذكرات في الجزائر ودوره في حماية الذاكرة الوطنية" الذي نظمه مخبر المتخيل الشفوي وحضارة الكتابة والصورة بجامعة باتنة، إلى إبراز أدب المذكرات في الكتب المدرسية؛ لربط الأجيال الصاعدة بالهوية الجزائرية، وإقامة نشاطات مرافقة؛ من ذلك تنظيم معرض للكتاب العلمي، وتوسيع مجال المشاركة، وفتح المجال لتخصصات العلوم الإنسانية، وطبع أعمال الملتقى في كتاب جماعي.ناقش المتدخلون في أشغال الملتقى 9 محاور؛ منها حفريّات أدب المذكرات في الجزائر (مسح) أركيولوجي، معرفي، نقدي، وتقاطع أدب المذكرات مع السيرة الذاتية والرواية والتاريخ، والتعبير اللغوي في أدب المذكرات، وأدب المذكّرات والبينية الثقافية وأدب المذكرات عند أعلام جمعية العلماء المسلمين.
كما سُلط الضوء على عدة قضايا تخص أدب المذكرات في الجزائر، من خلال البحث في الفروق بين أدب المذكرات والسيرة الذاتية، وبقية الأجناس المجاورة لها، وكذا معالجة إشكالية التجنيس بين أدب المذكرات وفن الرواية. وتم مناقشة عدة مذكرات لشخصيات ثقافية وأدبية جزائرية بارزة؛ مثل عثمان سعدي، والبشير الإبراهيمي، وأحمد طالب الإبراهيمي، وزهور ونيسي، وعبد الملك مرتاض، وآسيا جبار، والأمير عبد القادر، وأحمد باي، وأبوالقاسم سعد الله، وغيرهم.
وركز المتدخلون في هذه الجلسات العلمية على موضوع "أدب المذكرات في الجزائر" لما يكتسيه من أهمية أدبية وجمالية ومعرفية وأيديولوجية، بالنظر إلى كون الموضوع يشكل حلقة وصل بين حياة مشاهير الأدباء والمفكرين الجزائريين من جهة، والمراحل الحاسمة التي مر بها المجتمع الجزائري في العصر الحديث في مواجهته عنف التاريخ والتحولات الجوهرية من جهة أخرى.
وحسب رئيسة الملتقى الدكتورة وناسة صمادي، فإن أدب المذكرات يسعى في جوهره، إلى التوفيق بين سرديات الهوية والأحداث التاريخية الكبرى التي تؤطر الديناميكيّة الاجتماعية، والثورة الجزائرية في أدب المذكرات، وشعرية أدب المذكرات في الجزائر، وعالمية أدب المذكرات في الجزائر.
ويهدف هذا، حسبها، إلى تحقيق جملة من الغايات، التي تمكن طلبة الدكتوراه والباحثين، من الاطلاع على هذا الحقل الإبداعي المهم، والإشكاليات التي يطرحها، والكشف عن الأبعاد والدلالات الفنية والمعرفية والإيديولوجية لجنس أدب المذكرات، فضلا على تبيان خصوصية اللغات المعتمدة، واستراتيجيات البينية الثقافية في الكتاب، ومن ثمة تبيان أصالة الأدب الجزائريّ، وعالميته من خلال أدب المذكرات. واستطردت قائلة إن ذلك من شأنه رصد تجليات جدلية الذاكرة الفردية والذاكرة الجمعية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بزاعي
المصدر : www.el-massa.com