أبدعت سميرة فرحات، حرفية في صناعة قفف الدوم والحلفة التقليدية، في صناعة سلل من الدوم متعددة الاستعمالات، جعلت من بعضها أكسسوارات، يمكن حملها كحقيبة يدوية، خاصة خلال فصل الصيف؛ إذ تتماشى جيدا مع الملابس الخفيفة لذلك الموسم وألوانه الجميلة. كما يمكن استعمالها كحقيبة للتبضع، أو للنزول إلى الشاطئ، أو حتى لتزيين البيت. واختارت لها الطابع الريفي؛ إذ تحاول الحرفية من خلال أعمالها، رد الاعتبار لهذه القفة التي وضعتها الأكياس البلاستيكية على جانب؛ مسيئةً للبيئة.أوضحت الحرفية على هامش مشاركتها في معرض الصناعة التقليدية المنظم بمناسبة احتفالية رأس السنة، بالرواق الفني مصطفى كاتب، أن القفة التقليدية من أقدم ما كانت تستعمله الجدات للتسوق؛ جمالا ومتانة، كما تُعد صديقة للبيئة، وهو ما جعل جيل الأمس يتعلق بهذه القفة، ويحملها الكبير والصغير، والرجل وحتى المرأة، إلا أنه في الوقت الراهن وبعد الغزو الكبير للأكياس البلاستيكية، تراجع استعمالها بشكل كبير، بل انعدم تقريبا، وسط المجتمع الجزائري.
وأصبح التفكير "غير الصديق للبيئة" طاغيا على السلوكات اليومية، بل لا يأبه تماما مستعملو تلك الأكياس بما قد يخلفه ذلك من آثار على المستقبل القريب، وحتى البعيد؛ تقول : " بل نحن اليوم نعيش آثار ذلك الدمار الذي لحق بالبيئة؛ بسبب الفضلات البلاستيكية، التي تقضي على التوازن البيئي من جهة، وتشوه المنظر الجمالي العام للمحيط الذي نعيش فيه، من جهة أخرى".
وأشارت سميرة إلى أن الأدهى والأمر أن، اليوم، يتم اللجوء إلى أكياس بلاستيكية لا تتطابق تماما مع معايير السلامة. وأخطر من ذلك، كثير منها أكياس من بلاستيك معادة الرسكلة، وبذلك فهي غير غذائية؛ أي لا يصلح استعمالها في حمل الأغذية خصوصا غير المغلّفة؛ كاللحوم، والخضار والفواكه، والخبز؛ فالاحتكاك المباشر مع الأغذية مضر بالصحة.
وأشارت المتحدثة إلى أنه بالرغم من قرارات الحكومة وقف استعمال الأكياس البلاستيكية خاصة السوداء مع وقف إنتاجها في فترة مضت، إلا أن عودتها اليوم، توصف بالقوية؛ إذ أضحت تطغى على الاستعمالات اليومية؛ يستعملها، تقريبا، جميع الباعة، بعضها بني اللون، ولها رائحة مزعجة وكريهة، وما ذلك إلا دليل على نوعية البلاستيك المستعمل غير الصحي.
وأضافت الحرفية أن إعادة استعمال القفة اليوم أمر ضروري، ولهذا يتعمد كثير من الحرفيين إضفاء تلك اللمسة الفنية على القفف، وهذا ما ساعد كثيرا في رد الاعتبار للقفة؛ والدليل على ذلك شراؤها من طرف النساء والفتيات، اللواتي بتن يستعنّ بها للتسوق، أو حتى لحملها كحقيبة يد، خاصة أنها تتوفر، اليوم، بألوان وأشكال وأحجام مختلفة، تلبي جميع الأذواق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com