الجزائر

"مسار وحوار وصورة" كتاب يروي حياة الصحفي محمد ملايكة




صدر حديثا عن المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، كتاب جديد عنوانه "مسار وحوار وصورة" يروي حياة ومسار محمد ملايكة، أحد نجوم الشاشة الصغيرة ومقدم الأخبار المسائية الرئيسية "نشرة الثامنة" لسنوات عديدة.يقع الكتاب في 108 صفحة ويضم بين دفتيه مقدمة، ومدخلا إلى مرحلة الدراسة، ثم حياة ملايكة في التلفزيون ما بين 1970 و2015، تليها شهادات من تعامل معهم من وزراء إعلام ومدراء بالتلفزيون وبعض قدامى الصحفيين بالتلفزيون، بالإضافة إلى ملحق للصور التي تلخص أهم لحظات حياة الرجل، وهو لا ينسى فيضع صورة أمه المرحومة الحاجة فاطمة التي عمرت قرابة القرن وأثمرت، 99 سنة.قدم للكتاب الإعلامي بالتلفزيون العيد بلعروس الذي ذكر في سفر الأشواق لم يكن يومها أهل الحنايا يدركون انه سيكون فيما بعد احد أبنائهم هو فتى الشاشة بلا منازع، وهو الذي ابتدأ الرحلة في سن مبكرة بل الرحلات، فاختلف عن الكثيرين من أنداده لأنه عاش يمتص الرحيق من زهرة لزهرة ويستنشق عبق الأماكن العطرة، وهو صاحب الوجه الذي يفرض الدلالة والانشراح، حيث المشاهد يحس بان الصورة تفيض حبورا أو ترسل نوعا من الحب المتبادل بين المديع والمتلقي.يحكي ملايكة وباختصار عن بداية دراسته التي ابتدأها بقريته واد العلايق والمدرسة الفرنسية، ودرس بأحد مدارسها الخاصة العربية، وفي 1962 ومباشرة بعد إعلان الاستقلال رحل إلى المغرب وعمره 15 سنة ومدينة الدار البيضاء تحديدا ليسجل في إحدى الثانويات بها وليدرس سنة كاملة ويعود بعدها إلى أرض الوطن وليلتحق بمدرسة المعلمين ببوزريعة، التي كان يديرها عبد الحميد مهري ،ليتحصل على منحة ويسافر إلى الأردن في بمدرسة عسكرية بمدينة الزرقاء 1964، لينتقل إلى مدرسة النجاح بنابلس الفلسطينية التي كانت في ذلك الوقت تحت سلطة الأردن قبل حرب 1967، ليتحصل في ذات السنة على شهادة الباكالوريا.لا يزال ملايكة يذكر أيامه السعيدة جدا والتي قضاها في نابلس التي هي قريبة من القدس التي كان يزورها ملايكة أسبوعيا وخاصة أيام الجمعة لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.اتجه بعدها إلى القاهرة والى جامعتها، لكن بعد اندلاع الحرب العربية الإسرائلية قرر العودة إلى الجزائر بعد سنتين من الدراسة بجامعتها الشهيرة.تردد ملايكة كثيرا ليبدأ في كتابة حياته المهنية بالتلفزيون الجزائري، لأنه كان يعتبر ذلك حياة خاصة لا يجب إذاعها أمام الملأ، لكنه استجاب أمام إلحاح الأصدقاء وكذا العائلة، قرر الكتابة ولكن باختصار والإبقاء على ملخص لحياته المهنية في التلفزيون، مركزا على بداية مشواره المهني، والمسؤوليات التي تقلدها طوال المشوار، وكذا التركيز على بعض الأعمال التلفزيونية التي أنجزها ملايكة ولم تبث إلى يومنا هذا.كانت البداية أواخر 1969، بعد إجراء مسابقة، كان من متصدري القائمة والناجحين بامتياز، لينتقل إلى التلفزيون في 1971، إلى قاعة تحرير التلفزيون، بدأ ترجمة برقيات وكالات الأنباء العالمية، فرانس براس، رويترز، من الفرنسية إلى العربية.كان ظهوره الأول في نشرة الثامنة مع حراث بن جدو، وقد كان يقدم الأخبار بالإذاعة والتلفزيون، ليصبح بعد سنتين أو ثلاث مقدما رئيسيا ومنشطا رئيسيا للجريدة الرئيسية للساعة الثامنة.تحدث ملايكة في كتابه عن إعادة هيكلة الإذاعة والتلفزيون التي قال بأنها سياسة خاطئة تبينت مع الوقت. كما تحدث عن نجاته في 1973 من تحطم الطائرة المقلة لوفد رجال الإعلام المرافق لرئيس الدولة أنداك، كونه لم يذهب في الطائرة، ولعب القدر في عدم ذهابه وناب عنه الراحل المرحوم صالح ديب، حيث اتصل مسؤول الأخبار مدني حواس بالمنزل ليطلب منه الاستعداد للسفر إلى فيتنام في زيارة رئاسية، لكن ملايكة كان في عطلة، ووجد الخادمة التي نسيت أن تعلم ملايكة بأمر المكالمة الهاتفية، ولم تتذكر إلا في اليوم الموالي. كما تحدث عن نجاته من سقوط السور الكبير الموجود قبالة الإذاعة الذي انفجر كانفجار القنبلة، ووقع هذا الانفجار بعد 5 دقائق من ركن سيارته أمام المؤسسة، كما نجا في هبوط اضطراري للطائرة السوفياتية.لقد خرجنا إلى حياة التقاعد من المؤسسة كالغرباء، لقد طلب منا ان نذهب في عطلة طويلة لاستكمال أشهر العطل السنوية المتراكمة، حيث قضيت 14 شهرا في عطلة قبل الإحالة على التقاعد، وغادرنا المؤسسة نهائيا دون شكر ولا استقبال ولا توديع ولا تكريم من طرف المسؤول الأول في التلفزيون، كما تفعل البلدان المتحضرة.في شهادته يقول محي الدين عميمور وزير الإعلام السابق، تعرفت على محمد ملايكة، الذي كان صورة متميزة لإعلامي الستينات والسبعينات، وكنت أعجب بأسلوب تقديمه المتميز للنشرة الإخبارية، حيث كان يقدمها بحياد ايجابي قل نظيره في زمن الرداءة التي نعيشها اليوم، وكان قادرا على أن يقدم خبر أي حدث بالغ الخطورة بنفس الصوت العميق الهادئ الذي يمكن أن يقدم به مباراة كرة محلية أو حفلا موسيقيا شعبيا أو قصيدة شعرية، وذلك بحساب دقيق لنبرات الصوت.. "كنت أعجب كيف كان يتحكم فيه".أما صورية بوعمامة، التي تعتبر نفسها تلميذة ملايكة، فتحكي عن وحش الشاشة وسيدها، نائب المدير العام للتلفزيون ، الذي وجدت نفسها معه وجها لوجه في 1985، وهي تدخل عتبة التقديم، والذي طلب منها قراءة خبر من صحيفة قديمة بالأستوديو، أمام الكاميرا، وفور الانتهاء قال لها "كنت أظن أن الكاميرا ستسيطر عليك، فإذا بك تسيطرين على الكاميرا"، وهي الجملة التي صارت تستخدمها مرارا لتحية أستاذها في التلفزيون كلما لمحته حتى قبل إلقاء السلام، واليوم وقد غادر الرجل التلفزيون -تقول بوعمامة- ما زلت أحفظ كلامه وأقول "مثل هؤلاء لا يجب أن يتقاعدوا لان مهنة المتاعب لا تعترف بالتقاعد".كما يضم الكتاب شهادات كل من محمد بن عمرو الزرهوني وزير الإعلام السابق، وعبد القادر العلمي، المدير السابق للتلفزيون، عز الدين بوكردوس، صحفي سابق بالتلفزيون ومدير عام جريدة الشعب سابق، ملاح بلقاسم، كاتب دولة سابق وصحفي بالتلفزيون، مصطفى خليفي، مدني عامر، محمد بوعزارة، خليفة بن قارة، جمال نزار، وفتحي سعيد.للتذكير فإن محمد ملايكة من مواليد 23 أكتوبر 1946 بواد العلايق بولاية البليدة، درس بالجزائر ثم المغرب وانتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تحصل على شهادة الباكالوريا، ثم ولى وجهته صوب إلى جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الصحافة، حيث درس لمدة سنتين قبل أن يعود إلى الجزائر ويلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، عمل لسنوات طويلة كصحفي بالتلفزيون الجزائري إلى أن أحيل على التقاعد في 2015.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)