الجزائر - A la une

مساجد تتحول إلى مأوى للمشردين والمجانين في بشار في حين تصرف إدارات الملايير لتزيين الواجهات



مساجد تتحول إلى مأوى للمشردين والمجانين في بشار في حين تصرف إدارات الملايير لتزيين الواجهات
في وقت تتنافس فيه كبريات المدن الإسلامية في العناية بمساجدها وجامعاتها الإسلامية، صارفة بذلك الملايير من أجل جلب أحسن المهندسين المعماريين في الزخرفة وتشييد المساجد، نجد المساجد عندنا آخر اهتمامات الدولة، بعدما أضحت مهمة انجازها موكلة للمحسنين وهي الشماعة التي باتت تتحجج بها الدولة، حتى تتنصل من مثل هذه المرافق التي تحتل مكانة هامة في أهم شعائر المسلمين.

تجتمع آراء وانطباعات الشارع البشاري، على أن معظم مساجد الولاية، إن لم تكن كلها لا تحظى بالاهتمام اللازم من طرف الجهات الوصية على القطاع، ولا من رجال الأعمال على اعتبار أن إنجاز المساجد يكون على عاتق المحسنين المتطوعين من رجال المال والأعمال. وجودها بالصورة التي هي عليها اليوم، لا يشرف هذه المدينة التي باتت مقصداً للكثير من الجنسيات الأجنبية، لاسيما أولئك الراغبين في التعرُّف عن الإسلام والمسلمين والذين تكون وجهتُهم الأولى هي بيوت الله.
جولة على مستوى عدة أحياء وشوارع بعاصمة الولاية بشار كشفت لنا صورة سوداوية عن واقع المساجد بها وأن تعددت الأسماء التي لا تخرج جميعُها عن أسماء الصحابة والتابعين فبعضها وضع به حجر الأساس منذ أكثر من عشرين سنة ولا يزال إلى حد كتابة هذه الأسطر من دون واجهة مهيئة ولا يزال لون الاسمنت طاغياً عليها وكأنها في بداية الانجاز على غرار مسجد حي الجيهاني الذي شيِّد على مكان منحدر عن الطريق دون الأخذ في الاعتبار عامل الأمطار وتصريف المياه، ما جعل استكمال انجازه تواجهه جملة من العقبات ولم يُكلف المحسنون أنفسهم عناء طلاء الواجهة الخارجية إلى اليوم رغم أن أحدهم تطوع لانجاز المئذنة التي باتت تظهر للعيان وكأنها لا تنتمي إلى المسجد المذكور بعدما تم زخرفتها وطلاؤها، وبحيّ البدر أكثر الأحياء التي باتت تعرف تمركزا سكانيا كبيرا، فإن المسجد الذي يتوسط عمارات الحي فبدل أن يشيد على واجهة الطريق التي لا تزال بها مساحات غير مستغلة أنجز ومنذ سنوات بين عمارات الحي وهو الآخر لا يزال من دون تلبيس ولا طلاء يعطيه البهاء المطلوب الذي يفترض أن تكون عليه المساجد والأمر ذاته بالنسبة للمسجد الواقع بحي الأرصاد الجوية (المتيو) المسجد الواقع بحي الصبان ومساجد أخرى بحي بشار الجديد والقائمة طويلة مساجد وضع لها حجر الأساس من أكثر من عشر سنوات إلا أنها لا تزال تبدو للعيان على أنها ورشات لم ولن تنتهي.
في المقابل يشهد مسجد عبد الله بن عمر بوسط مدينة بشار وضعا لا يحسد عليه ففضلا عن ضيقه الذي لا يختلف فيه اثنان بعدما أصبح يستقطب المئات من المصلين نظرا لموقعه، فقد أصبح مبيتا للمشردين والمختلين عقليا فضلا عن المتسولين الدائمين والموسميين الذين ساعدوا على تلويث محيط المسجد بالفضلات في الظل الصمت المطبق من المسؤولين حتى الجمعيات التي كانت تتشدق باهتمامها بتلك الشرائح ونظمت في وقت من الأوقات ملتقيات وطنية يبدو أن الأمر كان من باب استعراض العضلات فقط.
واقع آخر يعانيه هذا المسجد وهو محاذاته لأقدم سوق للخضر ما جعل روائح بقايا الخضر واللحوم التي تنبعث من الحاويات تثير استياء المصلين.
ورغم أن المعمول به أن المساجد مسؤولية إنجازها وتهيئتها تكون على عاتق المحسنين، فهل تبقى على هذا الحال إن لم تتحرك لدى هؤلاء الغيرة على بيوت الله ويتحمّلون مسؤوليتهم على الأقل في استكمال ما تم انجازه من مساجد تكون منارات وصورة عن واقع المسلمين في بلادنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)