الجزائر

مسؤولية أخلاقية



توقعات وزير الداخلية بسعي الإرهابيين إلى القيام ببعض العمليات الاستعراضية بمناسبة الانتخابات بدأ يتأكد، فالجماعات الإرهابية تواجهها حربا بلا هوادة من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي وبقية قوات الأمن، ولا شك أن هذه الجماعات أصبحت عاجزة عن تنفيذ أعمالها الإجرامية في العاصمة والتجمعات الحضرية الكبرى.
السعي إلى استغلال فترة الانتخابات تبرّره الرغبة في إحداث صدى إعلامي يعيد للجماعة الإرهابية المسماة "السلفية للدعوة والقتال" بعض القدرة على الإيقاع بالشباب، فضلا عن محاولة تشويه صورة الجزائر في الخارج حيث ستكون الأضواء مسلطة عليها في فترة الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع، غير أن هذا ليس السبب الوحيد الذي سيدفع الإرهابيين إلى محاولة إلحاق الأذى بالمواطنين.
خلال الأشهر الأخيرة تلقت الجماعة الإرهابية ضربات قاصمة على الصعيد المعنوي، فقد استسلم بعض أمرائها وأصدر مؤسسها "حسان حطاب" بيانا يدعو فيه المسلحين إلى العودة إلى المجتمع والاستجابة لنداء المصلحة الوطنية، وأكثر من ذلك فإن مكاشفاته الأخيرة تمثل ضربة موجعة لهؤلاء الذين يُصرّون على استدراج الشباب إلى العمل المسلح عن طريق الخداع.
هذا الوضع يثبت لنا مرة أخرى أن الإرهاب تلقى هزيمة نهائية في الجزائر، وما نشهده من عمليات إجرامية معزولة هو دليل ضعف لا دليل قوة، لكن هذه العمليات قد تأخذ أبعادا أخطر إذا تحولت إلى مادة للدعاية السياسية في الحملة الانتخابية التي ستنطلق بعد يومين، وقد يكون من المفيد التذكير بأن تجديد رفض العنف والإرهاب يجب أن يكون واضحا من قبل جميع المرشحين، وأي تراجع على هذا المستوى سيكون منح فرصة أخرى للقتلة لتبرير أفعالهم الشنيعة.
لم يعد هناك أي مجال لتأثير الجماعة الإرهابية على التوجهات السياسية في البلاد أو على أي أحداث تعيشها، فقد نُزِع الغطاء السياسي عن هذه الفئة الضالة وعلى كل المشتغلين بالسياسة تقع المسؤولية الأخلاقية في تجنيد المجتمع لمواجهة هذه الآفة التي تسيء إلى ديننا الحنيف وتشوّه صورة مجتمعنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)