الجزائر

مسؤولون توب



مسؤولون توب
من غرائب ما يحدث بين الإعلام والسياسة، هو تلك العلاقة التي تكون أحيانا سمنا على عسل حين يخدم الإعلام السياسي، أو زفت على بدنجان حين يرصد الإعلام أخطاء السياسيين، لدرجة أن وصل الحال ببعض الذين يمارسون السياسة عندنا طلب الأسئلة من الصحفيين وارسالها لهم عبر البريد ثم يجيبون عنها، وفي بعض الأحيان يحذفون أسئلة ويضعون أخرى مكانها ويرسلون لك الأسئلة مرة أخرى لتراجعها كصحفي، ثم تقرر إن كان بإمكانك محاورة هذا المسؤول التوب فوق العادة أم تعدل عن الفكرة وتبحث عن سوبر مسؤول آخر. للعلم لا يوجد في الإعلام مثل هذه الحوارات ولا يعترف بها أستاذة الصحافة بالمرة، لأنها ليست حوارا أصلا . وبعض الذين يمارسون السياسة أيضا هم من يكتبون الأسئلة ويجيبون عنها ثم يوقع الصحفي السبق الكبير. شخصيا أذكر أن أحد رؤساء الأحزاب وبعد جهد مضني قبل بأن أجري معه حوارا ولكن بشروطه، أولها ان ارسل له الأسئلة عبر البريد الإلكتروني، ورغم محاولتي اقناعه أن الأمور لا تتم بهذه الطريقة إلا أنه "أصر إلحاحا" على موقفه، فلم يكن لي سوى ان اخضع، وحين ارسلت الأسئلة راح "شيخنا" يرفض أغلب الأسئلة مثل الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية وموقفه من بعض الأمور السياسية المعينة، ولم يترك من الأسئلة سوى تلك الأسئلة التي تظهره " كعنتر شايل سيفه" وبعد أن رأيت الأسئلة المحذوفة اضفت أسئلة أخرى على شكل " ماهي أكلة الشيخ المفضلة" هل يحب الشيخ "أكل قلب اللوز في شعبان" وما رأيك في السباحة بالألباغا" فرد علي وعلامة تعجب كبيرة -وكل هذا تم طبعا عبر الإميل- قائلا " اتهزأ بي يا ولد" . هكذا هم المسؤولون سوبر والتوب .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)