ربط الفنان ماسينيسا تراجع مستوى الأغنية الشاوية الحالية، مقارنة بما كانت عليه، بمؤديها أنفسهم. وقال في حوار مع ''الخبر''، إن هناك بعض المغنين لا علاقة لهم لا بالأغنية الشاوية ولا بتاريخها ومضمونها، موضحا أنهم يغنون من أجل الغناء فقط.
عرفت الأغنية الشاوية تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ما سبب ذلك في نظرك؟
أعتقد أن السبب الأساسي يعود إلى مؤدي الأغنية الشاوية أنفسهم، فهم وراء انحطاطها، عكس ما كانت عليه في التسعينيات، عندما كان لكل فنان فرقة تقوم بالتأليف والتلحين والتوزيع، بمعنى الاعتماد على العمل الجماعي، قبل أن تتحوّل إلى أغنية ''الساندويتش''، فالفنان يسجل بمفرده في الأستوديو، كما أنه يستعين بنص مكتوب أثناء قيامه بذلك، وبعدما ينتهي من التسجيل يرمي النص المكتوب، وهكذا غاب العمل الجماعي ونزل مستوى الأغنية الشاوية إلى الحضيض.
رغم تدني مستواها إلا أن ثمة من يتغنى بها؟
لا يجب أن نغطي الشمس بالغربال، إذ هناك بعض المغنين مستواهم الثقافي لا يساوي شيئا، ولا علاقة لهم لا بالأغنية الشاوية ولا بتاريخها ومضمونها، فهم أصلا لا يفهمون ما يؤدون، أي أنهم يغنون من أجل الغناء فقط.
نفهم أن الأغنية الشاوية الحالية أصبحت تجارية؟
نعم، هذا صحيح، وقد أصبحت تسمع في النهار وترمى في المساء، خلافا لأغاني التسعينيات التي لا تزال مسموعة إلى حد الآن، كونها مبنية على بحوث في الكلمات والألحان وغيرهما. بينما في الوقت الحالي، أضحى الفنان يعتمد عليها في الأعراس، وهذا خطأ كبير، كون الفنان الحقيقي ينبغي عليه إسماع عمله في المحافل الكبرى وليس الأعراس.. يا ليت فن الثمانينيات يعود اليوم، حتى نستمتع بالكلمات النظيفة والألحان الجميلة، وليس الكلمات الهابطة التي يؤديها بعض الفنانين الذين لا يحترمون أنفسهم.
على ذكر الأعراس، ألم يؤثر ''الديسك جوكي'' سلبا عليك؟
في الواقع، ''الديسك جوكي'' يؤثر عليّ، لأنني عندما أحيي حفلا فنيا ما أكون مرفقا بالفرقة التي أشتغل معها، وهذا أعمل به في المهرجانات المحلية والدولية، ف''الديسك جوكي'' مجرد آلة تصنع لك الموسيقى ليس إلا.
أثار بعض الفنانين، مؤخرا، قضية سرقة الأغاني، هل تعرضت لذلك؟
ثمة بعض الشباب الذي أعاد أداء أعمالي، وهذا ليس في محله ولا يخدم الفن، رغم وجود مؤسسة اسمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، لكنها للأسف نائمة. أضف إلى ذلك، أن ظاهرة القرصنة ساهمت إلى حد بعيد في تراجع عدد الموزعين، لأنه قد يعود عليهم بالخسارة، وهذا أثّر بشكل كبير على الفنان وجعله يتوقف عن إصدار الألبومات، وهو ما ينطبق عليّ شخصيا منذ ثلاث سنوات، إذ بحوزتي أزيد من 40 أغنية غير مسجلة للسبب المذكور، مع العلم أنني أعتزم تسجيل أغنية ''سينغل''، إلى جانب أغنية أخرى مع الصديق كريم أومسعودان، يمتزج فيها الطابعين الشاوي والقناوي.
وكيف هو حال الفنان الجزائري؟
ثريّ في الصيف وفقير في الشتاء، وكل هذا بسبب مسؤولي الثقافة الذين لا يحترمون الفنان الجزائري، خاصة ما تعلق بمستحقاته، خلافا للأجانب، وحتى محافظي المهرجانات حوّلوا المهرجانات إلى شبه ملكية خاصة، يدعون البعض ويقصون البعض الآخر لسبب أو لغير سبب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عباس فلوري
المصدر : www.elkhabar.com