لم يهضم قاطنو مزرعة "بلعمري محمد" الواقعة بالمخرج الشرقي لولاية سيدي بلعباس ما يعانوه من مشاكل نتيجة تقاذف المسؤولين لقضيتهم،فلم يفهم بعد هؤلاء لأي إقليم ينتمون ولا لأي جهة إدارية تؤول قضيتهم العالقة منذ سنوات،فدائرة سيدي بلعباس تبرأت من هذا المشكل مدعية بأن هذه المزرعة تتبع إقليميا إلى دائرة سيدي لحسن وهي الكفيلة بمنح سكان هذه المزرعة سكنات ضمن الإطار الاجتماعي،لتنفض دائرة سيدي لحسن هي الأخرى عن كاهلها مسؤولية شؤون سكان هذه المزرعة الاجتماعية،لتتحول القضية إلى صراع بين جهتين إداريتين وأصبحت جذورها شائكة ومتشابكة،وهو ما بات يلزم والي الولاية التدخل من أجل تحديد الاختصاص الإقليمي ووضع حد لإلقاء التبعية والتملص من المسؤولية وقذف الكرة من ملعب لآخر.فسكان هذه المزرعة التي تضم أكثر من 30 عائلة تناسوا مشكلتهم المتمثلة أساسا في الحصول على سكن لائق وراحوا يبحثون عن التراب الذي ينتمون إليه و الاختصاص الإداري للدوائر ،خاصة وأنهم كانوا يظنون يقينا بأنهم من مدينة سيدي بلعباس باعتبار أن المزرعة لا تبعد سوى بكيلومتر واحد عن البلدية الأم وهي تقابل مؤسسة "ايني" التابعة إقليميا وإداريا لبلدية بلعباس،وما يؤكد أحقيتهم بتراب بلدية *****التصويت و استخراج وثائق الهوية من بلدية بلعباس سيدي بلعباس هو استخراجهم لمختلف وثائق الهوية كشهادات الميلاد الأصلية وشهادات الإقامة وعقد القران بمصلحة الحالة المدنية لبلدية سيدي بلعباس وحتى حق التصويت بمختلف العمليات الانتخابية حسب السكان الذين فتحوا قلبهم للجمهورية يمارسونه بالمكاتب المنتشرة ببلدية بلعباس ،وما خلف أيضا ردود أفعال غاضبة من طرف السكان هو استفادة سكان مزرعة تقع بمقابل تجمعهم السكني من سكنات اجتماعية بإقليم بلدية سيدي بلعباس وهو ما حز في نفوسهم واعتبروا بأن ذلك هو القطرة التي أفاضت الكأس،فهم يتساءلون عن سبب تخلي دائرة بلعباس عنهم في وقت أنهم في أمس الحاجة لسكن لائق يقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء ، فهل يعقل أن يبحث المواطن عن الاختصاص الإداري للدوائر بدلا من الانهماك في مشاكله، أليس من المفروض أن هذا من الأمور البديهية التي يجب على المسؤول المحلي أن يعرفها و لا يناقش فيها أصلا المواطن المغلوب على أمره ، أليس من الغريب حسب السكان الذين يعيشون هذه الوضعية منذ الاستقلال أن يبحثوا عن حل لمشكل الإختصاص الإداري لمزرعتهم؟وان رجعنا إلى المشكل الرئيسي المتعلق بهؤلاء المواطنين فنجد حالة عيشهم كارثية وهو ما وقفت عليه الجمهورية التي زارت هذا الموقع في اليوم الذي شهدت فيه المنطقة تساقط كثيف للأمطار،لنجد طرق محفرة مليئة بالبرك المائية و أسقف البنايات مغطاة بالزنك الذي لا يقي من الأمطار التي تملئ بيوتهم و متاعهم بالمياه مما يجعلهم في حالة طوارئ مع سقوط الأمطار ، و لاحظنا انعدام الإنارة بالمزرعة مما قد يسبب مشاكل أمنية كبيرة لسكان المكان الذي تبين أنه خالي من قنوات الصرف و هذا المشكل لوحده يجب دق ناقوس الخطر عليه لما قد يترتب عليه من مشاكل صحية للسكان لا سيما إذا اجتمع مع مشكل الرطوبة حقيقة لا يصدق أنه يوجد مكان مثل هذا على بعد 1 كلم من بلدية سيدي بلعباس خالي من أبسط المرافق و شروط الحياة العادية و البسيطة و كل هذه المعاناة و يضاف إليها إستهانة المسؤول المحلي بهم و تهاونه في حل مشكلتهم و لا مبالاته بمواطنين عين أو أنتخب من أجل خدمتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : س بوعشرية
المصدر : www.eldjoumhouria.dz