ما هي اللعبة القذرة التي يقوم بها الإرهابي غير التائب مدني مزراق؟ بل ما هو الدور الجديد الذي أسند إليه الأن؟ حتى يعتذر على الكلام البذيئ الذي قاله في حق رئيس الجمهورية بهذه الطريقة؟اعتذارات مزراڤ بينت أن الرجل مجرد نمر من ورق، وأنه لم يعد ”يكتف دجاجة” على حد التعبير الشعبي، وبالتالي لم يعيد يخيف أحدا، وحدهم الذين غرر بهم وجمعهم حوله من أجل إبراز قوته من أجل المساومة المحتملة مع السلطة الخاسرون.وهو بهذا الإعتذار دفن نفسه إلى الأبد، وهو أمر إيجابي، فليست السلطة التي ستمنعه من ممارسة السياسة مثلما صرح بذلك بيانا منسوبا لرئيس الجمهورية وقبله الوزير الأول ومدير ديوان الرئيس. بل بهذا أظهر أنه لم يعد له أي وزن وكل ما يهمه هو حماية مصالحه ومصالح من يحركوه عند الحاجة.لست ضد الإعتذار كمبدأ، وإنما ما قام به هذا الإرهابي، كشف زيف هؤلاء الذين ألحقوا الويل بالبلاد قبل أن يقايضوا مآسي الجزائريين ودمائهم بالمصالح.مزراڤ لم يخف إلى على مصالحه وعلى ثروته التي جمعها من وراء ”المصالحة” المزيفة مع السلطة، وليس على أمن واستقرار البلاد، وهو الأن أحرق ورقته نهائيا وعليه أن يختفي إلى الأبد، على الأقل إحتراما لأهل ضحاياه.فهل كان الإعتذار هو الثمن الذي دفعه لينجو من المتابعة القضائية وتلصق المسؤولية وحدها للقناة التي أرسل منها رسالته النتنة، وهو الذي لم يعتذر للجزائريين على الدماء التي سفكها والجرائم التي ارتكبها وقال أنه ليس بتائب ولا بنادم على ما قام به من قتل؟ألهذه الدرجة لم يعد يهم هؤلاء إلا حماية ثرواتهم ورقابهم؟ فبمجرد أن ”وروه العين الحمراء” مثلما يقول المثل الشعبي حتى سارع الإرهابي إلى الإعتذار للرئيس ونسج ديباجة من المديح في حقه والإلقاء باللائمة على خصومه بحثا عن عدو آخر يشفي فيه غله؟!وحدها القناة وصحفييها من دفعوا الثمن، وقد تكون هذه الحادثة الواسخة خاصة بالنسبة للصحفين الذين فقدوا بغلقها مناصبهم درسا للإعلاميين، فليس من باب الأخلاق والمهنية، ومن باب احترام ضحايا الأزمة الأمنية أن نفتح الإعلام أمام مصاصي دماء الجزائريين، وليس لأن السلطة أخطأت عن قصد أو غير قصد لما استضافت الإرهابي ولا أقول ”الرجل” لاستشارته أثناء المشاورات لإعادة تعديل الدستور، لنسقط جميعا في الجرم، وعلينا ألا نذكره إلا كمجرم وكقاتل لجنود أبرياء لم يحاسب على جريمته، وهذا يتنافى مع كل الشرائع ومع الأخلاق.فليس هناك من كيد ومن مخاطر تهدد الجزائر إلا وجود مثل مزراڤ كغول تحركه أطراف كلما كانت في حاجة إلى تخويف الجزائريين لإجبارهم على تقبل سياسة الأمر الواقع والاختيار بين الجبن والفوضى!ليذهب ومن معه إلى الجحيم!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com