الجزائر

مزارعون طالبوا السلطات ببذل مجهودات ميدانية أكثر



مزارعون طالبوا السلطات ببذل مجهودات ميدانية أكثر
الجفاف و ضعف الإرشاد الفلاحي يهدّدان الفلاحة بقسنطينةدعا فلاحون أمس الثلاثاء بقسنطينة، السلطات إلى بذل المزيد من الجهد الميداني لتطوير القطاع الفلاحي الذي يقولون إنه يشهد انكماشا بالولاية على مستوى النتائج خلال السنوات الأخيرة، بسبب الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الإرشاد الفلاحي، حيث طالبوا بالاهتمام بالمجتمعات الريفية ودعمها من خلال المرافقة التقنية، لتحريك التنمية وتحقيق الأمن الغذائي، الذي تحول إلى رهان و ضرورة ملحة للانتقال نحو اقتصاد بديل .
و نظمت أمس، مديرية الفلاحة بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية، الطبعة ال 24 لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي بقصر الثقافة مالك حداد، تحت شعار «الإستثمار في المعرفة من أجل أمن غذائي مستدام»، حيث اشتكى الفلاحون من عدم الاهتمام بمطالبهم، لاسيما ما تعلق بالاستفادة من قروض في إطار الإستثمار، باعتبار أن 80 بالمئة منهم، لا يملكون أزيد من 20 هكتارا، كما تحدثوا عن صعوبة في تطبيق نظام تنوع المحاصيل وضعف التأطير ونقص اليد العاملة المؤهلة، فضلا عن عدم توفر أصناف البذور التي تتوافق ونوعية الأراضي بالعديد من المواقع الفلاحية.
وطالب الفلاحون بتطوير نظام السقي كما تحدثوا عن نقص في التحكم في وسائل الإنتاج و الاستعمال العشوائي للأسمدة، فضلا عن ضعف المصادر التقنية الموثوق بها، وطالبوا أيضا بضرورة إعداد بطاقة تقنية مفصلة تخص الأصناف والأنواع الملائمة، مشيرين إلى أن العديد من الأراضي الفلاحية تعرضت للتعرية وهي تفتقر حاليا إلى المواد العضوية.
و ركز المشاركون في الملتقى على ضرورة مرافقة سكان الأرياف و تزويدهم بالتقنيات و المعلومات اللازمة، لإنجاح مشاريع تربية المواشي والنحل وغيرها من الشعب الأخرى، لاسيما في مجال الأشجار المثمرة وزراعة الحبوب و الخضر و البقول الجافة، حيث ذكر أحد الفلاحين بأن الجميع أصبح يغامر بالعمل وإنفاق مبالغ ضخمة دون معرفة النتائج، كما طالب آخرون بضرورة استغلال مياه وادي الرمال في السقي وتمديد قنوات سد بن هارون إلى الولاية.
وفي مجال الإرشاد الفلاحي، أكد المتدخلون بأنه تم تسجيل نقص في جانب الإتصال وطالبوا بإنشاء خلية إنذار وإعلام، كما استغربوا عدم حضور غالبية فلاحي الولاية، الذين وصل عددهم إلى حوالي 5 آلاف فلاح، كما شددوا على ضرورة ملاءمة مواضيع الإرشاد مع احتياجات المزارعين مع الاهتمام وتكوين صغار الفلاحين، والتخفيف مما وصفوه بالإجراءات الإدارية البيروقراطية وهي التي تسببت في الأساس في عرقلة العملية الإنتاجية.
وذكر مدير المصالح الفلاحية غديري ياسين، في تصريح لوسائل الإعلام ، بأن جميع الإمكانيات تم تسخيرها و بأن التحضيرات جارية لإنجاح الموسم الفلاحي، حيث أكد بأن الدولة ستواصل تقديم الدعم المالي عبر بنك الفلاحة والتنمية الفلاحية، إذ أن حوالي 1000 ملف دعم مالي بقيمة 1 مليار دينار، تم منحها للفلاحين، أما بالنسبة لحملة الحرث والبذر فإن جميع الوسائل متوفرة، لاسيما في مجال قروض الحبوب الشتوية في إطار الشباك الوحيد.و تابع المتحدث بأنه تم خلال العام الماضي و رغم نقص تساقط الأمطار، تسجيل أرقام قياسية مقارنة بالظروف الصعبة، حيث تم إنتاج مليون و 200 ألف هكتار، و جمع 900 ألف منها على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة، وهو رقم يعكس، كما قال، مهنية الفلاحين الذين احترموا المسار التقني للحبوب ما جنب الولاية كارثة، إذ توجد، بحسبه، بلديتان فقط تضررتا جزئيا و هما أولاد رحمون وعين اعبيد، مضيفا أن الحملة الماضية للإرشاد الفلاحي تعتبر ناجحة.و طمأن غديري بأن مطالب جميع الفلاحين المتضررين ستتحقق، حيث تم رفعها للجهات الوصية والتكفل بها فعليا، من خلال تأجيل ديون العام الماضي آليا، أما فيما يخص مطلب التأجيل لثلاث سنوات، فقال إن هذا الأمر يعالج على مستوى الإدارة المركزية والمؤسسة البنكية، مبديا تفاؤله بالنتائج ومضيفا أن ما على الفلاحين إلى التشمير عن سواعدهم والعمل.
وأكد مدير المصالح الفلاحية، بأنه وتطبيقا لتعليمات الوزارة الوصية، تم تقليص نسبة الأراضي البور، حيث أنه و من مجمل 125 ألف هكتار من المساحات الصالحة للزراعة، تم زرع 85 ألف هكتار من الحبوب بجميع أنواعها وهو رقم يعد الأكبر منذ استقلال الجزائر، مضيفا بأن المطلوب ليس إنتاج القمح فقط، بل أيضا تنويع وتوسيع مجال المنتوج، خاصة مع توفر المرافقة التقنية، إذ أن قسنطينة تضم معاهد تقنية من شأنها أن تساعد الفلاحين، فضلا عن مجهودات الإدارة في جانب التحسيس، مشددا على ضرورة استغلال جميع المساحات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)