الجزائر

مريض "آلزهايمر" يفقد العقل ولا يفقد الإحساس



مريض
حذرت المختصة في علم النفس كريمة محيوة، من الاعتماد في علاج المصاب بداء "آلزهايمر" على الأدوية الكيماوية فقط التي ينحصر دورها في استقرار الحالة، أو تأخير ظهور بعض الأعراض المصاحبة للداء، ودعت في السياق إلى ضرورة أن يتحول أهل المريض إلى مرافقين نفسانيين، لأن المرض يُفقد المريض عقله ولا يفقده إحساسه الذي يلعب دورا كبيرا في استقرار حالته وتجنب تدهورها.انطلقت المختصة في علم النفس عند اهتمامها بمرضى "آلزهايمر"، من البحث في العلاقة بين الأدوية الخاصة بالذاكرة والأدوية التي تعالج الجانب النفسي وتأثير كل منها على الحياة المرضية للشخص المصاب بآلزهايمر، والسؤال المطروح تقول: أيّ من هذه الأدوية تلعب دورها في تحسين حالة المصاب بآلزهايمر من الجانبين العقلي والنفسي؟ فاتضح بعد أن تمت معاينة ثمانية مرضى يعانون من المرض في مراحله الأولى بالمصلحة المختصة في مستشفى فارنس فانون بالبليدة، وبعد تطبيق الاختبار عليهم، قام المختص بفحص الحالة العقلية والنفسية بعد الاطلاع على كل ما يخص قدراته لأخذ فكرة عن حالته قبل تناول الأدوية ومقارنتها بعد تناول الأدوية، لأن مرض "آلزهايمر" إلى جانبه كونه يفقد الذاكرة، لديه العديد من الأعراض النفسية المصاحبة له، ومنها الاكتئاب والتوتر والهيجان والعدوانية.أظهرت نتائج التحقيق، حسب المختصة النفسانية، أن الأدوية لم يكن لها تأثير كبير على الصحة العقلية، أي أنها تلعب دورا فقط في استقرار الحالة إلى حد ما، لاسيما أن المرض عند الحالات التي مسها البحث كانت في بدايته، مما يعني أن الأدوية لا تحسن من حالة المريض، أما عن تلك المرتبطة بالحالة النفسية، فقد أشارت النتائج إلى وجود نوع من التحسن بتراجع حالات القلق والاكتئاب والعدوانية، وهذا يدل على أن الأدوية المرتبطة بعلاج الحالة النفسية كان لها تأثير واضح على صحة المريض، الأمر الذي يقودنا إلى المطالبة بالاهتمام أكثر بالعلاج النفسي وعدم التركيز على العلاج العقلي، وأن الأمر أيضا لا ينبغي أن يتوقف عند الأدوية النفسية التي يتعاطاها المريض وإنما التوجه أيضا إلى ما يسمى بالرعاية العائلية النفسية للمريض، والتي لا ينبغي إيكالها للمختص النفسي، بل للعائلة التي يقع على عاتق أفرادها الاهتمام أكثر بمريضهم، لأن مريض "آلزهايمر" يفقد الذاكرة ولا يفقد الإحساس.المطلوب اليوم حسب المختصة النفسانية لتقديم الرعاية اللازمة لمرضى "آلزهايمر" يجب لفت انتباه العائلة إلى الطريقة الصحيحة للتعامل فيها مع هذه الفئة المريضة، مشيرة إلى الواقع في المؤسسات الاستشفائية، حيث يكشف وجود نقص في الاهتمام بالجانب النفسي للمرضى، لهذا ينبغي أن تنتبه العائلة إلى دورها، لأن العناية بالجانب النفسي تؤخر الأعراض وتساعد على استقرار الحالة العقلية للمريض، إذ تعتبر العائلة ببساطة بمثابة المحفز.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)