نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 04 فبراير 2017 12:10 تواصل المديرية العامة للأمن الوطني، سياستها الخاصة بتطوير القطاع تماشيا مع التحديات الكبيرة التي تواجهها في الميدان، بما فيها ملف حوادث المرور والاحتباس المروري الذي صار يشكل أزمة في المدن الكبرى، كالعاصمة ووهران، ولهذا الغرض تم تدعيم حوَّامات الشرطة، بجهاز حديث مدعم بتقنية "الهاند فيو" بمعنى المحطة الصغيرة التي يمكن لها تقفي أثر المخالفين من السائقين المتهورين، والتدخل في الوقت المناسب لتخليص الطرقات من الازدحام المروري الرهيب، الذي أحيانا يكون مرده إلى عائق بشري، لبَّينا دعوة خلية الإعلام على مستوى الأمن الولائي بوهران، لمرافقة إحدى الفرق الطائرة التي تعتمد على طائرة الهيليكوبتر لمراقبة المدينة من الجو، في حين تقوم فرق أخرى بالبر، بتوقيف المخالفين، بعد ضبطهم على شاشات الكاميرا بدقة جيدة، وتفاصيل دقيقة.البداية كانت من مطار أحمد بن بلة الدولي بوهران، حين وصلنا إلى مركز الوحدة الجوية، لنجد الفرقة المكونة من نحو 8 طيارين زيادة على التقنيين، مجتمعة حول طاولة اجتماع يومي، لتفقد أحوال الجو، ودراسة المهام التي ستوكل إليهم خلال الرحلة الاستطلاعية، حيث لمسنا إتقان المجموعة للغتين الفرنسية والإنجليزية، كونهما من شروط الاتحاد الدولي للملاحة الجوية، لتسهيل مهمة التواصل سواء مع مراكز المراقبة، أم حتى تشغيل الحوامات التي مدون عليها رموز وكتابات باللغة الإنجليزية، رغم أنها إيطالية الصنع حسب ما أكده لنا أحد المؤطرين بالمركز .بعد إخراج الحوامة من المستودع الضخم، بواسطة جهاز جر آلي، يتم تزويدها بمادة الكيروزان، لتخرج الفرقة المعنية بالتحليق، وهي مكونة من 3 إلى 4 أفراد سائقان وعون مكلف بتصوير الأحداث إلى جانب مساعد له، يتم مراقبة الحوامة من طرف فريق تقني للتأكد من سلامتها، ليحين موعد الإقلاع، ومن هناك تبدأ عملية التواصل عن طريق اللاسلكي، حيث تكون البداية من مركز الوحدة الجوية، هناك توجد شاشة عملاقة تنقل صورا وفيديوهات حية خاصة بما ترصده الحوامة، في نفس الوقت يتم تتبع الحوامة برا بواسطة سيارة خاصة رباعية الدفع، مزودة بجهاز "الهاند فيو" الذي يساعد على التواصل بين الفرقة الجوية والبرية. حافلة ركاب تغامر بحياة المواطنين وسيَّدة "تقلَّد شوماخار"؟رافقنا السيارة قرابة ساعة من الزمن، وكم كانت دهشتنا كبيرة، حين كنا نتابع رفقة الأعوان ما ترصده كاميرات الحوامة العملاقة، حيث يمكنها أن تقترب لمسافات كبيرة، وتنقل أدق التفاصيل من الجو مثل نوع السيارة ورقمها التسلسلي، من علو شاهق، وبالفعل تم وضع حاجز مباغت بعدما تلقينا خبر سيارة تناور بشكل خطير، في الطريق الاجتنابي، وما هي سوى لحظات حتى تم توقيف السيارة من نوع "بيكانتو" غير أن صدمتنا كانت كبيرة، حين وجدنا أن السائق المتهور سيدة في عقدها الرابع قالت إن أحد أقاربها في المستشفى، وعليها التنقل سريعا للاطمئنان عليه، وقد انهارت السيدة بعدما أعلمها الضابط الذي قاد العملية أن حوامة الشرطة هي من رصدتها من أعلى، وقد اعتذرت وتم إطلاق سراحها.خلال نفس الخرجة تم الحديث عن حافلة من نوع تويوتا تنشط بين البلديات الشرقية، رصدتها كاميرا المراقبة من أعلى الحوامة، حين سائقها كان يسير بسرعة جنونية ويناور بكل جرأة، ليتم تنبيه الفرقة البرية وتم على الفور توقيفه، وتوبيخه كونه كان مسؤولا عن أرواح العشرات من الركاب. الحوامة تطارد سيارة مسروقة على طريقة أفلام هوليوود؟؟خلال الصور والفيديوهات التي يتم الاحتفاظ بها على مستوى مركز الوحدة الجوية بالسانيا، لفت انتباهنا أحد الفيديوهات الذي قيل لنا إنه صور قبل نحو شهر، يتعلق الأمر بعملية مطاردة، لسيارة مشبوهة صنفت في خانة المركبات المسروقة، حيث بعد تلقيها بلاغا بأوصاف المركبة، والطريق الذي سلكه السارق، تم تعقب أخيرا المركبة، والتقاط صور دقيقة لها وحتى للسارق، من أعلى، ما سهل على الفرقة البرية توقيفه في إحدى نقاط المراقبة، وتقديمه إلى العدالة وإرجاع السيارة المسروقة.الحوامة تحبط مخطط أعمال شغب بحي شكلاوة ؟؟من الأمور الإيجابية التي حققتها مصالح الأمن بفضل الحوامة المزودة بكاميرات مراقبة، هو تدخلها في تنظيم عمليات ترحيل سكان الأحياء الفوضوية نحو مساكن جديدة، ويذكر أحد مرافقينا أنه تمكن رفقة زملائه من صد أعمال شغب كان يحاول بعض الطفيليين إشعال فتيلها، تزامنا مع عملية ترحيل سكان دوار شكلاوة، حيث تجمع مشاغبون لم يجدوا أسماءهم على مستوى قائمة المرحلين، وحاولوا منع الجرافات من هدم بيوتهم القصديرية، غير أن الحوامة رصدت التحركات المشبوهة، وتم تفريق المتظاهرين في ظرف قياسي وتم تجنيب المنطقة أعمال شغب، زيادة على جاهزية الفرقة المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن، سواء من خلال نقل فرق التدخل الخاصة، أم حتى تنوير المنطقة المعنية بالاعتداء، كون الحوامة مزودة بكاشف ضوئيprojecteur عملاق يمكنه إضاءة حي بأكمله ومن علو شاهق يفوق 3 كيلومترات، إلى جانب رصد تحركات الإرهابيين وتصويرها لتحويلها على شكل معلومات إلى فرقة التدخل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جريدة الشروق
المصدر : www.elheddaf.com