مرضى يعانون وآخرون يموتون في صمت بولايات الجنوب

يعاني المرضى بولايات الجنوب خاصة عاصمة الواحات ورڤلة، في ظل النقص المسجل في عدد الأطباء المختصين، الأمر الذي أجبر هؤلاء المرضى على التنقل إلى ولايات الشمال من أجل العلاج، ما زاد من آلامهم وأثقل كاهلهم بالمصاريف الإضافية، خاصة من محدودي الدخل.أعرب المرضى القاطنون بورڤلة، عن امتعاضهم الشديد بسبب نقص أطباء الاختصاص، في الوقت الذي تعهدت فيه الوزارة الوصية بزيادة عدد الأطباء الأخصائيين وشبه الطبيين، غير أن الوعود التي أطلقتها الوزارة الوصية، ظلت حبرا على ورق، وما زاد من حدة تذمرهم مؤخرا هجرة 03 أطباء مختصين في جراحة الأنف والحنجرة لولايات الشمال. ويجد هؤلاء الأطباء أنفسهم مجبرين على مغادرة المناطق الجنوبية التي يزاولون بها مهامهم، بسبب عدم توفير مديرية الصحة بهذه المناطق مساكن لهم، وكذا عدم التقيد بتعليمات الوزارة الوصية القاضية بتوفير سكنات لائقة، وظروف ملائمة وسبل الراحة من أجل تشجيعهم على العمل بالولايات المذكورة. ورغم أن وزارة الصحة تفرض على الأطباء المختصين العمل لمدة عامين في إطار أداء الخدمة المدنية بولايات الجنوب، إلا أنهم بعد انقضاء المدة المذكورة يجدون أنفسهم مجبرين على مغادرة الولاية الجنوبية بسبب مشكل عدم توفير السكن الذي يعد أكثر من ضرورة لهذه الفئة، فيما يرفض أخرون حتى العمل للمدة المفروضة عليهم، خاصة النساء الذين يجدن أنفسهن مشتتات بين أداء واجبهن ومسؤولياتهن العائلية في ظل عدم توفير مسكن ملائم لهن. يأتي هذا العجز رغم أن وزارة الصحة أعلنت مؤخرا عن تدعيم مناطق الجنوب بما فيها ورڤلة ب 43 طبيبا مختصا، إلا أن هذه الأخيرة لم يلتحق بها سوى 03 أطباء فقط، ما جعل المؤسسات الاستشفائية عاجزة عن تقديم خدمات طبية جيدة للمرضى، رغم توفرها على كل التجهيزات والمعدات الطبية، وهو ما يتنافى وتعليمات وزير الصحة الذي شدّد أكثر من مرة على ضرورة النهوض بالقطاع بالجنوب. وحسب تصريح عدد من المرضى ل "الشروق" فإن المشكل القائم جعلهم يتنقلون إلى الولايات المجاورة من أجل العلاج، رغم المعاناة التي يعيشونها نتيجة تأخر تحديد المواعيد الطبية وتأجيلها في بعض الأحيان في آخر لحظة، الأمر الذي دفع بالبعض إلى الاستنجاد بالمختصين بالتداوي بالأعشاب والرقية الشرعية، للتقليل من آلامهم.