الجزائر

مرضى الجنوب المصابون بالسرطان ممنوعون من العلاج في الشمال أكثر من 2000 مريض يصارعون الموت في صمت



مرضى الجنوب المصابون بالسرطان ممنوعون من العلاج في الشمال                                    أكثر من 2000 مريض يصارعون الموت في صمت
طالبت عائلات مرضى مصابين بالسرطان من ولايات ورفلة وأدرار وتمنراست وغرداية، بتدخل أعلى السلطات، لوضع حد للمعاناة التي يواجهها أبناؤهم، جراء التجاهل الكلي من قبل وزارة الصحة إزاء مشكلة عدم تمكنهم من العلاج بهذه المناطق.
قال متحدثون باسم تنسيقية أقارب مرضى السرطان في الجنوب، التي تضم أسر المرضى من 4 ولايات هي غرداية، أدرار، تمنراست وورفلة، إن أكثر من 2000 مريض من ولايات الجنوب يواجهون الموت البطيء في صمت، في ظل تجاهل كلي من وزارة الصحة.
وتشير شكوى للتنسيقية إلى أن مركز بيار وماري كوري لمكافحة داء السرطان بالعاصمة، رفض التكفل بعلاج عدد من المرضى من ولايات عدة في الجنوب في الأشهر الأخيرة. وطلب السيد حسين لصدر، أحد ممثلي التنسيقية، بتدخل رئيس الجمهورية ''بصفة عاجلة لإنقاذ حياة أمهاتنا وإخوتنا وآبائنا وأبنائنا المرضى المهملين''.
وتقول شكاوى أقارب المرضى إن بعض العاملين في مركز بيار وماري كوري لمكافحة داء السرطان بالعاصمة، لا يحسنون معاملة مرضى مصابين بالسرطان من ولايات الجنوب، كحالة السيدة كرايمة قندز من تمنراست، التي فارقت الحياة قبل أيام بسبب مضاعفات سرطان عنق الرحم، قالوا إنها لم تحصل على أي علاج في المركز رغم تنقلها إلى العاصمة واتصالها بالمركز عدة مرات في ديسمبر .2011
ولا يتعلق الأمر هنا بالسيدة التي فارقت الحياة شهر أفريل 2012 فقط، بل يتعداه إلى العشرات من المرضى، إذ تشير شهادة عدد من أقارب المرضى إلى أن أسرة المريض تواجه المصير المحتوم الذي غالبا ما يكون موت مريضهم في صمت، في ظل ''تجاهل كلي من السلطات وسوء معاملة في بعض المستشفيات''.
وتقول السيدة ''حاج عمر .ع '' التي تتابع علاج شقيقتها منذ عدة أشهر، متنقلة بين العاصمة وغرداية: ''أكاد أموت 100 مرة في اليوم وأنا أرى شقيقتي تعاني من مضاعفات المرض''. وأضافت أنها واجهت مشاكل في مركز بيار وماري كوري لمكافحة داء السرطان بالعاصمة، لكن رغم هذا وجدت بعض الاهتمام والمواساة من العاملين به، وقد تقرر إخراج أختها رغم أن حالتها الصحية تتدهور يوما بعد الآخر ''واليوم أجلس وأنا أراقب تدهور صحة أختي عاجزة عن فعل أي شيء لها''. ويعاني المصابون بهذا الداء من كل مناطق الجنوب حاليا، من تحمل مشقة التنقل الدوري إلى كل من الجزائر العاصمة ووهران، لإجراء بعض الفحوص الخاصة والعلاج الكيميائي. وفي عدد من المناطق، يتنقل المرضى لمسافات تتعدى ال1400 كلم، دون أن تتوفر لهم أي إمكانية لتعويض مصاريف التنقل الباهظة والتي يدفعونها دوريا، فيما تفتقر أغلب المؤسسات الاستشفائية العمومية بالجنوب لأجهزة خاصة بكشف سرطان الثدي. وحسب تصريح لأحد الأطباء العاملين بمستشفى تريشين إبراهيم بغرداية، فإن تأخر التشخيص كثيرا ما ينتج عنه عدم جدوى العلاج.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)