يواجه 1500 طفل جزائري الموت المحتم سنويا بسبب عجز المستشفيات الجزائرية عن علاج مرض "الصلب المشقوق"، غير المعترف به من طرف وزارة الصحة كمرض مزمن و"قاتل"، ولا تزال وضعية مئات الأطفال المصابين بداء الصلب المشقوق أو ما يعرف بالأجنبيةب " spina-bifida " في مواجهة المجهول بسبب وضعية العلاج من هذا الداء الذي لا يزال خارج دائرة التصنيف في دائرة الأمراض المزمنة وخارج التكفل بنفقات العلاج منه خارج الوطن، خصوصا وأن كلفة التنقل والتدخل الجراحي وما يتبعهما من متابعة طبية وتأهيلية تجاوز في كثير من الأحيان سقف مليون دولار، وهو المبلغ الذي أحبط كثيرا من أولياء المرضى الذين يشهدون يوميا عذاب أبنائهم في انتظار الموت المحتوم، حيث يصيب المرض الحلقات السفلى من عمودهم الفقري وما يفرزه من سوائل تقوم بإغراق المخ وتكبير الجمجمة في صورة تشوه ثان يتبع ذلك الذي يصيب العمود في صورة ورم خطير بارز يطبع أسفل الظهر. وقد تعمقت المخاوف بحسب جمعيات مهتمة بأمراض العمود الفقري في الجزائر بسبب تضاعف الإصابة بهذا الداء الذي تخطى سقف ال 1500 حالة سنويا أغلبها يواجه مصير التشوه والشلل والموت.. إلا أن حالة الطفل المريض "لحرش منيب"، صاحب السنوات الثلاث، التي كللت بالنجاح بالعلاج في الولايات المتحدة الامريكية سنة 2010 عقب استجابة جمعية مغاربية- أمريكية يرأسها البروفيسور الجزائري عز الدين اسطنبولي لنداء والديه وقيام الجمعية باستئجار طائرة خاصة نقلت الطفل الذي عالج وشفى من إصابته بهذا الخطر القاتل الذي كان يتربص به منذ ولادته.وشكلت حالة منيب ابن مدينة الأغواط دافعا جديدا وأملا منطلقا لذوي وأهالي المصابين بهذا الداء، وشكلت أيضا فضاء لعدد من الجمعيات الناشطة في ميدان المساعدة المرضية، فعرفت جمعية البروفيسور اسطنبولي تهاطل مئات طلبات المساعدة التي تخص مرضى من الأقطار المغاربية شكلت القادمة من الجزائر نسبتها الكبيرة.واعتبر البروفيسور اسطنبولي ابن مدينة تلمسان أن ترخيص مصالح وزارة الصحة لجمعيته بإجراء مثل هذا النوع من العمليات في الجزائر سيرفع كثيرا من الغبن عن أبناء وطنه، وسيحيي الأمل لدى الكثير من العوائلالمفجوعة بمعاناة فلذات أكبادها، يبقى بعد ذلك مشكل التأهيل الحركي الذي أبدت جمعية الشفاء لمرضى العمود الفقري بولاية المدية التكفل به، بالنظر إلى ما تحوزه من مقرات ووسائل متطورة وخبرة وتجربة في الميدان.. الأمرالذي إن حدث ستعرف آلاف العائلات الخروج من دائرة الإحباط وفقدان الأمل في معالجة أبنائها من مرضى الصلب المشقوق وإعلان مرحلة جديدة مع الأمل في أن يعود هؤلاء المرضى إلى صف الحياة العادية المتعافية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com