كشف اليوم أخصائيون وخبراء في متابعة تطور المضاعفات الصحية والمالية لداء السكري بصنفيه (أ) و (ب) بأن فاتورة التكفل بمرضاه فاقت 180 مليار دينار سنويا في الجزائرأي 18 ألف مليار سنتيم وهو الداء الأول الذي أصبح يكلف خزينة الدولة نسبة واحد بالمئة من الدخل الوطني الداخلي الخام. كما يعد ثاني مرض أكثر فتكا بالصحة العمومية في البلاد حسبما جاء في مداخلات اليوم الدراسي المنظم من قبل جمعية الأطباء الأحرار بمعية قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بقاعة جامعة المدية.
"معضلة داء السكري في الجزائر، كما في العالم والدول النامية، لم تعد متوقفة عند صنفي المرض (أ) و (ب) فحسب بل صارت في تنامي سكري الأطفال وزحفه على الفئات الأصغرسنا من المعتاد و تلك التي كان مرتبطا طبيا بها... البدانة، سوء التغذية أو نقصها، تضاؤل الجهد البدني والرياضي في الأوساط الحضرية، كلها عوامل ضاعفت من استفحال خطر المرض وجعلت منه قاطرة لباقي الأمراض ذات العلاقة به وفي مقدمتها أمراض القلب والشرايين" يقول البروفيسور بن قرطبي أخصائي الأمراض المعدية.
المرض الذي بلغ فتكه بصحة 10 بالمئة من سكان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويمس في الفئة الأكثر نشاطا ومسؤولية إجتماعية وأسرية في الجزائر( بين سن 45 و64 سنة)، ترتبط سرعة وتيرة تناميه لأكثر من الثلثين في عدد إصاباته بالمحيطات الحضرية وبالطباع الغذائية السيئة وحتى بنذرة أوغياب التشخيص الممنهج أو التلقائي من قبل الأفراد، أو المتابعة المعيارية للمختصين في العلاج والوقاية.
"صحيح أن الجزائر ضمنت تغطية صحية لعدد مصابي السكري من خلال شبكة إجتماعية، ضمنت في الظاهر العلاج باستخدام آلية بطاقة الشفاء عن طريق الضمان الإجتماعي، لكن تبقى فئات من غير المؤمَّنين إجتماعيا خارج النطاق، خاصة ونحن نصادف أشخاصا يلجؤون إلى التسول من المارة بعرض وصفات قصد التمكن من شراء الدواء" يضيف البروفيسور بن قرطبي.
" أصبح داء السكري يلتهم مريضه الكهل ذي الأربعين سنة بعد مرور 11 سنة عن حمله هذا المرض إذا كان ذكرا وبعد مرور 14 سنة إذا كان إمرأة وانتقلت تكلفة علاج المريض الواحد من 3.5 ملايين سنتيم سنويا عام 1998 إلى 6 ملايين سنتيم حاليا، كما تقلص الجهد الجسدي لأكثر من 60 بالمئة من الجزائريين إلى ما لايتعدى 30 دقيقة للفرد يوميا، مما يجعل السكري أكثر فتكا بمصابيه"، يقول البروفيسور بوعمرة رئيس مصلحة الوقاية بمستشفى البليدة.
أما الدكتورة حداد أخصائية في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي بباب الواد في العاصمة والتي أسهبت في عد مخاطر داء السكري على المرأة الحامل المصابة وطرق العلاج الواجب آتباعها، وتأثيراته الجينية على المولود وعلى صحتها فآعتبرت أن غياب منهجية للتشخيص التلقائي إشكالا في الصحة العمومية ذاتها، كما أطلقت إنذارا حول سكري الأطفال.
"أنا أعتبر أن إصابة طفل بالسكري من الصنف (ب)، ليس مجرد خلل فظيع في خارطة الصحة العمومية في الجزائر، بل كارثة حقيقية يجب أن تستوقفنا حيال هذه المنظومة الصحية وبلا شك تبقى ظاهرة بدانة الأطفال وإضطرابات التغذية وتراجع الرضاعة الطبيعية والتمدن المفرط للمجتمع حقائق تقف خلف ذلك" بحسب قول المتحدثة في مداخلتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ص س
المصدر : www.elkhabar.com