الجزائر

مرشحون بين الجد والهزل



الانتخابات الرئاسية تكتسي أهمية بالغة نظرا للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية والدور المنوط به وبالنظر إلى المرحلة الراهنة التي تمر بها بلادنا وما يحيط بها من صعوبات ومخاطر وأزمات وتحولات تمس مختلف مجالات الحياة فالعالم في تغير والعلاقات الدولية يسودها التوتر بسبب النزاعات والاضطرابات الواقعة في أكثر من منطقة بالإضافة التدخلات الخارجية والضغوطات من القوى الكبرى والمنظمات الدولية وكل هذه التعقيدات والصراعات المختلفة تحتاج إلى شخصية قوية ذات حنكة وخبرة في المجال السياسي لمواجهة التحديات المطروحة على الساحة الداخلية والخارجية فالعملية ليست بسيطة كما نرى وكثرة الراغبين في الترشح تبدو ظاهرة غير صحية ورغم أن العملية في بدايتها، فمنهم الغث والسمين والعاقل والمجنون وأصبحت صورهم وتصريحاتهم متداولة في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي ومحل سخرية من الجميع وبشكل غير مسبوق وسمعنا منهم تصريحات غريبة فقد ادعى أحدهم أنه المهدي المنتظر و صرنا وكأننا نتفرج على مسرحية هزلية فيها ممثلون لا يعون ما يقولون ومنهم من عجز عن تركيب أسنانه ويريد أن يجعل الجزائر في مستوى أمريكا أو أكثر منها ولا بأس بذلك فالشعب يحتاج إلى التسلية والانتخابات تحتاج إلى الفرجة لتكون عرسا ديمقراطيا وكما قال الشاعر المتنبي (( ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ,,,, ليضحك ربات الحداد البواكيا)) والحقيقة أن الكثير من الذين سحبوا استمارات الترشح يفتقرون لأدنى الشروط المطلوب توفرها في رئيس الجمهورية ولن يتمكنوا من جمع التوقيعات المطلوبة (60ألف توقيع) ومع ذلك تم التركيز عليهم وتقديمهم للجمهور بحثا عن الإثارة وإهمال شخصيات لها مكانتها وتحظى بالاحترام ولها تجربة وبرنامج وقادرة على خوض المنافسة بقوة ومدعومة من أحزاب سياسية مثل السيد على بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات الذي ترأس الحكومة وتولى مهام أخرى في الدولة وكذلك الدكتور عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم والوزير السابق عبد القادر بن قرينة مرشح حركة البناء والدكتور الشاب عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل والسيدة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال ومحمد هادف عن الحركة الوطنية للأمل ومن الشخصيات المستقلة نجد اللواء المتقاعد علي غديري الذي يحظى بالاهتمام ولم يوفق في ندوته الصحفية وحديثه المتلبس عن إحداث القطيعة في حالة فوزه والتي رد عليها الوزير الأول والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحي الذي يريد الاستمرارية من خلال ترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة وعبر عن املله آن يستجيب الرئيس لدعوة أحزاب التحالف الرئاسي المكون من الارندي والآفلان وأحزاب أخرى والتي ينتظر أن تعلن بشكل رسمي عن ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في التجمع الشعبي الذي ستنظمه يوم التاسع فيفري في القاعة البيضوية بالجزائر العاصمة وكل المؤشرات تؤكد أن الرئيس لن يتأخر كثيرا في الإعلان عن ترشحه.حسب المعلومات المسربة من مصادر بالتحالف الرئاسي فالأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت فالعملية الانتخابية التي بدأت بوجوه نكرة وكائنات سياسية مجهولة وبتصريحات ووعود ساذجة ومضحكة ,فبعد دراسة الملفات لن يبقى في الساحة إلا الذين تتوفر فيهم الشروط وعندها يبدأ السباق الحقيقي الجدي وعندئذ يمكن الكشف عن البرامج والأفكار وعرضها على الناخبين ليصوتوا لصالحهم والنهاية ستكون مختلفة عن البداية والقوي سيفوز وللباقين شرف المشاركة .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)