الجزائر

مرشّحو الرئاسيات الفرنسية يغازلون الجزائر



* احتياطي الصرف الجزائري يسيل لعاب هولاند·· ساركوزي ورافاران!بدأت حرب الانتخابات الرئاسية الفرنسية تأخذ منحنيات تصاعدية مع اقتراب موعد إجرائها في ربيع العام المقبل، وفي ظلّ الأزمة المالية الخانقة التي يواجهها الاقتصاد الفرنسي لم يجد أبرز المرشّحين للرئاسيات الفرنسية غير التودّد للجزائر ومغازلتها على أمل الاستفادة بشكل أو بآخر من ارتفاع احتياطي الصرف من العملة الصعبة في الخزينة الجزائرية واقترابه من مستوى المائتي مليار دولار·
ويبدو أن احتياطي الصرف الجزائري يسيل لعاب هولاند، ساركوزي ورافاران، أبرز مرشّحي الرئاسة الفرنسية، ويتعلّق الأمر ب (الرئيس المترشّح) نيكولا ساركوزي ومرشّح الاشتراكيين فرانسوا هولاند، إضافة إلى المترشّح القوي جون بيار رفاران الوزير الأوّل الفرنسي السابق· وبدأت ملامح الغزل الانتخابي الفرنسي للجزائر، مع تراجع حدّة التصريحات الباريسية الرسمية باتجاه بلادنا، حيث صار كبار مسؤولي فرنسا يكتفون بتصريحات دبلوماسية فيها كثير من الغزل للجزائر وباتت الجزائر مقصدا لبعض المسؤولين الفرنسيين، آخرهم وزير الداخلية الذي زار بلادنا قبل أيّام قليلة، وهو ما يشير إلى حرص ساركوزي على (عدم إغضاب) الجزائر، على الأقل في الوقت الحالي الذي يتسم بكثير من الحساسية مع اقتراب نهاية عهدته الأولى وتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية عليه· من جهته، بادر فرانسوا هولاند مرشّح الاشتراكيين للانتخابات الفرنسية القادمة قبل أسابيع بإرسال رسائل سياسية إيجابية جدّا باتجاه الجزائر، مؤكّدا أنه في حال انتخابه رئيسا لفرنسا سيتعامل بطريقة أفضل مع الملفات التاريخية التي تعيق التقارب بين الجزائر وفرنسا· ويواصل الوزير الأوّل الفرنسي السابق السيناتور جون بيار رفاران، المرشّح لرئاسيات 2012، مغازلته العلنية للجزائر، حيث قال في (آخر أشعاره) إن الجزائر تعدّ من البلدان (الأكثر أهمّية للقرن ال21)·
وفي تدخّل له خلال ملتقى (الجزائر وفرنسا في القرن ال 21) الذي نظّمته الجمعية الوطنية الفرنسية، يوم السبت، بمبادرة من جمعية فرنسا-الجزائر صرّح السيّد رفاران في هذا الشان (إن الجزائر تعدّ من بين الدول الأكثر أهمّية للقرن ال 21 بفضل قدرة نموها الهائلة والتي يمكن لفرنسا أن تعمل معها في إطار تعاون متعدّد الأشكال)، وأوضح يقول: (يمكن لهذا البلد اليوم بفضل إرادته السياسية أن يخلق حركية نمو قوية)، مبرزا (أهمّية المخطّط الخماسي (2010-2014) الحامل لمشاريع كبرى) ويفتح الأفق لخلق عدد هام من مناصب الشغل· ولدى تطرّقه إلى مشروع إنجاز مصنع (رونو) في الجزائر أكّد السيّد رفاران أن هذا الشروع يعدّ هدفا يمكن (المضي قدما نحوه بشكل عملي من خلال الاستجابة لتطلّعات الشعب الجزائري بتوفير مناصب الشغل باعتبار أن صناعة السيّارات تعدّ ركيزة هامّة في هذا المجال)، مضيفا: (هناك طاقات كبيرة وتكنولوجيات في الجزائر، فتحقيق هذا المشروع في الجزائر وللسوق الجزائرية والأسواق التي تهمّ هذا البلد وإقامة شراكات استراتيجية تعد أهدافا يمكن تحقيق تقدما باتجاهها)، وفيما يخص الآفاق المشتركة أكّد على ضرورة أن يتقاسم البلدان جملة من الرؤى العملية، حيث يمكن تجسيدها بشكل واقعي وفي إطار الاحترام المتبادل، وذكر في هذا السياق إمكانية بناء مصنع للبتروكيمياء في الجزائر بالنّظر إلى الطاقات من المنتوجات الخام التي تملكها الجزائر، معتبرا أنه (من المؤسف أن لا يكون لهذا البلد الكبير اليوم صناعة تحويلية مولّدة للقيمة المضافة بحيث يمكن لمجموعات فرنسية أن تكون شريكة معه)، وخلص إلى القول إنه (إذا طبقنا الاحترام المتبادل وكانت هناك تطلّعات واقعية وقدرة على تحديد آفاق التعاون) فسيمكن هذا من بلورة (المصير المشترك بين الجزائر وفرنسا)·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)