قد يتساءل الكثيرون من هو المدرّب الذي كان له شرف تأهيل فريق صغير بحجم اتحاد بوفرة إلى الدورة النّهائية الدولية المزمع إقامتها في العاصمة الإنجليزية لندن مطلع شهر أوت المقبل؟ ومن هو المدرّب الذي سرق الأضواء دون غيره من المدرّبين الآخرين؟ وكيف ينظر مهندس التتويج التاريخي لفريق اتحاد بوفرة بخصوص مشاركة فريقه في دورة تشيلسي؟ كلّ هذه الأسئلة سنتعرّف عليها من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع المعني بالأمر مرزاق بقالم·
- بداية، هل كنت تتوقّع تتويج فريقك بالدورة الوطنية لمؤسسة كوكا كولا؟
دون فخر منّي ودون مجاملة انتظرت هذا التتويج الموسم الماضي، لكن ولأسباب لا داعي لذكرها حرمنا من هذا اللّقب، لكن ها نحن هذه السنة نتوّج بلقب الدورة، والحمد للّه تتويجنا كان أكثر من مستحقّ بشهادة جميع التقنيين والمدرّبين، بل وبشهادة حتى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والذي أشاد بالمستوى الرّفيع للاعبي فريقي، وأنا سعيد جدّا بمثل هذه الاعترافات والإشادة، حيث تدفعني إلى العمل أكثر من أجل قيادة الفريق إلى أعلى مكانة ودرجة·
- ستمثّلون الجزائر مطلع شهر أوت المقبل في دورة تشيلسي الدولية بمشاركة خيرة النّوادي العالمية، هل بإمكان فريق بحجم اتحاد بوفرة أن يمثّل الكرة الجزائرية في هذا العرس الكروي للنّاشئين أحسن تمثيل؟
هذا السؤال طرحه عليّ الكثيرون، الكلّ متخوّف من عدم قدرة فريقي على تمثيل الجزائر في دورة تشيلسي الدولية، لكن جوابي هو واحد انتظرونا في تشيلسي، وأقول للجميع إننا سنترك دمنا، فالدم الجزائري غالي إذا سال من الجزائريين خارج أرض الوطن، وسنقول كلمتنا في هذه الدورة، لذا أقول لا خوف من تمثيل اتحاد بوفرة للجزائر في إنجلترا·
- ما هي الأشياء التي تخيفك؟
أخشى الإرهاق، خاصّة وأن دورة تشيلسي تلعب في وقت تتواجد فيه الأندية الجزائرية في راحة، الأمر الذي يجعل من المستحيل عليّ إيجاد منافسين لإقامة مباريات ودّية تحضيرية، ما يضطرّني إلى برمجة خطّة عمل تتوافق مع اللاّعبين، خاصّة وأن هؤلاء يوجدون في راحة·
- وماذا عن واقع الفريق ماليا؟
نحن نعمل وفق إمكانياتنا الخاصّة، وبالمناسبة أتقدّم بالشكر الجزيل إلى كلّ من قدّم لنا يد المساعدة، وفي مقدّمتهم رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوفرة السيّد محمد بلقاضي ولا ننسى رئيس دائرة بوفرة السيّد سعيد اكروف، إضافة إلى والي ولاية البليدة السيّد محمد وشان· فكلّ هؤلاء لم يبخلوا بمساعدتنا ماديا ومعنويا، الأمر يجعلني جدّ متفائل لتشريف الكرة الجزائرية في تشيلسي أحسن تشريف·
- وماذا كذلك؟
أشكر السيّد محمد العيفة المنسّق العام لمؤسسة (سوناطراك) الذي قدّم لنا يد الدّعم ولولاه لما وصلنا إلى هذه المكانة، وأعده بتشريف الكرة الجزائرية أحسن تشريف في دورة تشيلسي·
- هل لديك معلومات بخصوص الأندية المشاركة في دورة تشيلسي؟
كل ما أعرفه عن هوية النّوادي المشاركة هو حضور أقوى المدارس الكروية خاصّة في أوروبا، منها نوادي ميلان آسي ومانشيستر يونايتد وبايرن ميونيخ وباريس سان جرمان وريال مدريد وبرشلونة وبنفيكا البرتغالي ودينامو كياف الأوكراني وغيرها من الأندية الأوروبية الكبيرة·
- ألا تخيفك هذه الأندية الكبيرة؟
لا أخشى أيّ فريق، فطالما أنني واثق من إمكانيات لاعبي فريقي فسنكون خير سفراء للجزائر في دورة تشيلسي·
- كيف سيكون ردّك لو توصّل بعض من لاعبي فريقك بعروض احترافية في نوادي أوروبية كبيرة؟
بالعكس، يسعدني أن يحترف أيّ لاعب من فريقي في فريق أوروبي كبير، فهذا شرف ليس لفريقي فحسب، بل للنّوادي الجزائرية· تصوّر كيف سيكون كلام أكبر الصحف الأوروبية لو قدّر اللّه ونال أحد لاعبي فريقي إعجاب الجميع وكان محلّ طلب أقوى الأندية الأوروبية، فنحن سنلعب في دورة تشيلسي بالألوان الوطنية وليس بألوان فريق اتحاد بوفرة، فألوان القمصان ستكون بألوان العالم الوطني·
- بعد كلّ هذا من هو مرزاق بقالم؟
لاعب سابق في فريق اتحاد بوفرة، لعبت لهذا الفريق بجميع أصنافه، اعتزلت اللّعبة مطلع التسعينيات وفور الاعتزال دخلت عالم التدريب وأشرفت في بداية الأمر على الأصناف الصغيرة لأتولّى فيما بعد تدريب فريق الأكابر ودرّبته في الكثير من المواسم، وحقّقت معه العديد من الإنجازات بصعودنا أكثر من مرّة إلى أعلى المستويات، لكن حبّي للأصناف الدنيا جعلني أأسّس مدرسة لكرة القدم بإمكانيات بسيطة جدّا· لكن وبفضل اللّه وتفاني الجميع وحبّي لمهنتي ها أنا أحقّق ما لم يحقّقه حتى كبار المدرّبين الجزائريين المشرفين على الأصناف الشبّانية، فهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن العمل والمثابرة وحبّ المهنة تصل بصاحبها إلى أعلى المعالي، فما كان بالأمس القريب أشبه بالمستحيل ها هو اليوم حقيقة، وهناك من لم يصدّق أن فريقا بحجم اتحاد بوفرة المنتمي إلى بطولة الجهوي الأوّل سيشارك في دورة عالمية تحضرها أقوى الأندية الأوروبية·
- هل من كلمة نختم بها جلستنا هذه؟
أشكر جزيل الشكر جريدة (أخبار اليوم) التي فتحت لنا الأبواب لتعرّف بفريقي وبهوّيتي، متمنّيين لكم كلّ التوفيق والنّجاح، كما أشكر كلّ من ساعدنا من قريب أو من بعيد على وصولنا إلى هذه المرتبة التي نحن عليها اليوم، وكما يقال إن الوصول إلى القمّة صعب لكن البقاء عليها أصعب، فهناك تحدّيات كبيرة تنتظرنا في دورة تشيلسي، وعلى عاتقنا مسؤولية لا يقدّر وزنها· فبعد أن دافعنا في دورة (سوناطراك) بزرالدة عن ألوان فريق اتحاد بوفرة، سندافع في دورة تشيلسي عن الألوان الوطنية، لكن أعد الجميع بأننا لن نخيّب أحدا في هذه الدولة وسنكون بإذن اللّه تعالى خير سفراء للجزائر في لندن·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/06/2011
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سأله كريم مادي
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com