الجزائر

مرحلة الذهاب بالأرقام 15 جولة ''استهلكت'' 28 مدربا والقادم أعظم



أُسدل الستار، ليلة أول أمس، عن المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى، بإجراء المباراة النهائية بين وفاق سطيف أمام اتحاد العاصمة، وهي المواجهة التي سمحت لأبناء عين الفوارة بانتزاع اللقب الشتوي بفارق الأهداف عن نظرائهم من سوسطارة .
 أهم ما ميز النصف الأول من البطولة لموسم 2011/2012 هو التقارب الكبير بين مستوى الفرق، بدليل أن الرائد لا يبعد عن صاحب المرتبة الثامنة سوى بخمسة نقاط. والنقطة المميزة الثانية هي احتجاج جميع الفرق، دون استثناء، على الحكام واتهامهم بخدمة مصالح فرق على حساب أخرى، وهذا دائما في ظل الصمت المطبق من قبل اللجنة المركزية للتحكيم بقيادة بلعيد لاكارن.
إقالة المدربين علامة جزائرية مسجلة
باتت إقالة المدربين من مناصبهم، بحجة النتائج السلبية، علامة مميزة وخاصة برؤساء فرق البطولة الوطنية. وأكبر دليل على هذا الأرقام التي عرفتها مرحلة الذهاب، من خلال تسجيل عدد ثماني وعشرين تقنيا، سواء كان محليا أو أجنبيا، أشرف على حظوظ فرق المجموعة. والبداية بمتصدر الترتيب وفاق سطيف، الذي اعتمد في هذه المرحلة على مدربين، وهما الفرنسي كاستيلان والسويسري غيغر، واتحاد العاصمة أيضا على مدربين، هما الفرنسيان  رونار ونيكول، وصاحب الرتبة الثالثة شباب بلوزداد على الإيطالي سوليناس قبل أن تتم إقالته وانتداب المدرب مناد في مكانه، وبعده أولمبي الشلف الذي اعتمد أيضا على مدربين، هما مزيان إيغيل ونور الدين سعدي، وشبيبة القبائل على ثلاثة مدربين وهم صايب ثم كعروف لينصب بعدها إيغيل.
 أما الصاعد الجديد شباب قسنطينة فقد اعتمد في البداية على البرازيلي دوس سانتوس ثم بوعراطة، أما عميد الأندية مولودية الجزائر فاعتمد على ثلاثة طواقم فنية، البداية كانت مع بن شيخة ثم منفلاتي، قبل أن يتم تكليف الفرنسي براتشي. وبدورها فإن جمعية الخروب لم تخالف القاعدة باعتمادها على مدربين، هما  بوغرارة ثم الشاب الهادي خزار، ومن جانبها فإن مولودية وهران نجحت في تحطيم الرقم القياسي باعتمادها على أربعة مدربين على مراحل مختلفة، والبداية كانت مع الفلسطيني حاج منصور ثم حنكوش، قبل أن تتم إقالته والاستنجاد بشريف الوزاني الذي استقال سريعا، قبل أن تتم إعادة حنكوش مرة أخرى. ومن جانبه فإن متذيل الترتيب نصر حسين داي اعتمد على مدربين في خمسة عشرة مباراة، وهما المغترب مجاهد، ثم إقالته والاتفاق مع المدرب حموش الذي يهدد الآن بالاستقالة، حيث أن الحصيلة تؤكد أن خمسة فرق فقط حافظت على مدربيها من دون أن تقيلهم، وهي شبيبة بجاية (فؤاد بوعلي)، اتحاد الحراش (بوعلام شارف)، وداد تلمسان (عبد القادر عمراني)، مولودية العلمة، (مجيد طالب)، شباب باتنة (العراقي عامر جميل)، ومولودية سعيدة (توفيق روابح).
 ومن خلال إلقاء نظرة بسيطة على الأرقام والأسماء، نجد أن الفرق اعتمدت على ثمانية وعشرين مدربا، طيلة هذه المرحلة، وهو رقم كبير جدا، ويتطلب إعادة النظر من قبل الهيئات الرياضية في القوانين التي تحكم بين المدربين والأندية.
263 هدف في المرحلة والوفاق أحسن هجوم
عرفت مباريات مرحلة الذهاب المنتهية من البطولة تسجيل 263 هدف، بمعدل 19,2 في المباراة الواحدة، مع تسجيل رقم 169 هدف في المباريات التي لعبت داخل الديار، و94 هدفا في اللقاءات التي جرت خارج الديار. والملاحظ أن المتصدر وفاق سطيف كان أحسن هجوم على الإطلاق بتسجيله 34 هدفا في جميع مبارياته، والأكثر من هذا فإن هدافي البطولة هما اللاعبين  محمد أمين عودية وعبد الرحمان حشود بتسجيلهما لثمانية أهداف كاملة لكل منهما. وأضعف هجوم هو لصاحب المرتبة الأخيرة نصر حسين داي الذي اكتفى بتسجيل ثمانية أهداف فقط.
والمباراة التي شهدت تسجيل أكبر عدد كبير من الأهداف كانت بين وفاق سطيف أمام مولودية وهران في ملعب الشهيد أحمد زبانة بوهران،بفوز الكحلة بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، مثلها مثل مباراة الجولة الأخيرة بين شباب باتنة أمام الضيف مولودية وهران بملعب أول نوفمبر بباتنة، والتي انتهت بفوز المحليين بأثقل نتيجة في المرحلة، وهي خمسة أهداف مقابل هدف واحد. وتعد مولودية وهران أضعف دفاع في البطولة بتلقيها 29 هدفا كاملا، أما أفضل وأقوى دفاع فكان من نصيب شبيبة بجاية التي تلقت تسعة أهداف فقط.
وداد تلمسان يصنع الاستثناء في فرق الغرب
والملاحظ على مجريات المرحلة الأولى أن تشكيلة وداد تلمسان الشابة، وبقيادة مدربها عبد القادر عمراني، استطاعت تحقيق نتائج ايجابية وصنع الاستثناء في فرق الغرب الجزائري، وهذا نظرا للمرتبة الجيدة التي تحتلها برصيد 22 نقطة، وبفارق خمسة نقاط فقط عن المتصدر وفاق سطيف، على عكس فريقي مولودية سعيدة ومولودية وهران اللذين يحتلان مؤخرة الترتيب، ووضعيتهما أكثر من حرجة مع انطلاقة مرحلة الإياب من أجل ضمان البقاء في نهاية الموسم. والنقطة الغريبة في مسيرة الزيانيين هي انهزامهم في ثلاث مباريات خارج الديار، وبنفس النتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف أمام مولودية العلمة ووفاق سطيف ومولودية الجزائر.
وضعية صعبة للنصرية وعودة ومرتقبة إلى الجحيم
يبدو أن مدرسة نصر حسين داي لم تستطع مواكبة منافسة الدرجة الأولى، لأنها تعد الفريق الوحيد الذي لم يفارق ذيل الترتيب منذ بداية البطولة، حيث لم تستطع من مجمل خمسة عشرة مباراة كاملة سوى حصد ثمانية نقاط كانت كلها تعادلات من دون أن تسجل ولو انتصار واحد في البطولة، وهو ما جعل النصرية الفريق الوحيد في المنافسة الذي لم يذق طعم الانتصار، ما يجعل المتتبعين يتنبأون بعودة وشيكة إلى جحيم القسم الثاني، لا سيما وأنها لا تستفيد في مرحلة العودة من أفضلية اللعب داخل الديار في ثماني مباريات كاملة.
التحكيم النقطة السوداء والتلفزيون خارج مجال التغطية
وكان التحكيم النقطة السوداء في مرحلة الذهاب، بسبب احتجاجات جميع الفرق على هيئة بلعيد لاكارن، واتهامها صراحة بخدمة مصالح فرق على حساب أخرى. كما أن بعض اللقاءات شهدت كوارث تحكيمية تستحق دخول الأرقام القياسية، مثلما حصل في لقاء نصر حسين داي أمام جمعية الخروب بملعب 20 أوت، عندما لم يحتسب حكم اللقاء هدفا لصالح المحليين لما زارت الكرة المرمى، ولمست الشباك لأسباب لا تعلمها سوى اللجنة المركزية للحكام.
التلفزيون الجزائري، وبمختلف قنواته، وبحصصه الرياضية المختلفة هو الآخر، لم يواكب تماما ما يعرف بـ الاحتراف ، حيث لا يزال المناصر البسيط رهينة مسؤولين لا علاقة لهم بالإعلام، وأكبر دليل على هذا تخصيص كاميرا واحدة في نقل مجريات لقاءات البطولة من مختلف الملاعب. وعند إبداء الشكوك حول لقطة ما فإننا نجد منشط حصة ما تسمى دوري المحترفين يقول المقولة الشهيرة للمشاهدين لكم الحكم .. ويبقى للقراء الحكم على حقيقة البطولة الوطنية التي سميت ظلما المحترفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)