الجزائر

مرحبا بعودة مصر!؟



مرحبا بعودة مصر!؟
مرحبا بنبيل فهمي وزير الخارجية المصري في بلادنا. أقولها نكاية في من تصدوا لهذه الزيارة بحجة أن يده ويد نظامه ملطخة بالدماء.زيارة وزير الخارجية المصري للجزائر جاءت في وقتها، وربما تأخرت كثيرا، لكنها جاءت ليس فقط لتطوي صفحة سوداء في تاريخ العلاقات بين البلدين أيام الأزمة الكروية التي خلقها نظام مبارك ليعبد بها طرق التوريث، لكن انتصر أحرار مصر ليس للجزائر فحسب، بل انتصروا للمصريين أنفسهم بتخليصهم من الأمر الواقع الذي حاول مبارك ونجله فرضه على شعب بحجم الشعب المصري.مرحبا بنبيل فهمي، وبكل مصري، رفض الاستغباء بالغطاء الديني، ورفض أن يكون حطبا مثلنا، لنار كانت ستلتهم مصر، مثلما كانت نار أخرى ستلتهم الجزائر، لو لم يتصد رجال للدولة الدينية التي كانت ستجرف كل شيء في طريقها.وزير الخارجية المصري قال وهو ينزل بالجزائر أن إعادة مصر إلى مركزها يتطلب حوارا مع دول مثل الجزائر، وهو محق في ذلك، فمن مصلحة الجزائر ومصلحة تونس وسوريا وكل دول المنطقة أن تعود مصر إلى دورها، ولا أعني هنا دورها الذي كان رهن إشارة البيت الأبيض مثلما كان ذلك زمن الإخوان وقبله زمن مبارك والسادات. وأكبر دور يجب أن تلعبه مصر وبمساعدة الجزائر هو اجتثاث الفكر الأصولي من مجتمعها، وليس فقط تصديها للظاهرة الإرهابية التي صاحبته طوال تاريخه وتسترت عليها مصر وغضت عنها البصر حتى تفاقمت وكادت أن تحرق بلادنا مثلما هي اليوم تحرق سوريا وليبيا وتحاول حرق تونس.ما يجب أن يفهمه النظام المصري الحالي، هو أن تكون مصر حلقة مهمة من الكل، وليست القائد والآخرون أتباع. فالفخ الذي وقعت فيه مصر بعد ثورة يناير، وسقوطها بيد الإخوان وانصياعها للإملاءات الأمريكية، يجبرها على إعادة ترتيب أفكارها، وتغيير نظرتها للآخرين. والجزائر من الدول التي تفطنت مبكرا للخطر الإسلاموي وتصدت لمشروع دولته ودفعت الثمن غاليا، لكنها في المقابل كسبت تجربة في الميدان تؤهلها ليس لإعطاء الدروس للآخرين، وإنما للعمل مع بقية دول المنطقة لإبعاد هذا الخطر عن مجتمعاتنا. ومصر من جهتها قادرة على قيادة فكر مستنير بفضل الطبقة المثقفة التي تمتلكها والتي هي قادرة على قلب الكفة لتحصين المجتمع من الفكر الظلامي، لأن كسب المعركة ضد الإخوان أو ضد السلفية وضد أي تيار إسلاموي، لن يكون أمنيا، ولن يكون في ساحة المعركة التي تحاول فلول الإخوان توجيه مواجهة النظام المصري إليها. وإنما المعركة الكبرى في المجتمع، لأن الهدف الكبير الذي وضعه حسن البنا مؤسسة حركة الاخوان، هو تهيئة مجتمع مؤمن بأفكار الإخوان، وبعدها يأتي الانقضاض على السلطة سواء بالعنف أو عن طريق الصناديق، ويسمونها التمكين، وهذه المرحلة نجح فيها الإخوان أمام صمت السلطات المصرية طوال عقود.فالانتصار على الإخوان ليس بتصنيفهم جماعة إرهابية، لأن أفعالها الإرهابية معروفة منذ تأسيسها، لكن الانتصار يجب أن يكون في البيوت وفي الحواري وفي المدرسة وفي البرامج التربوية التي يجب تنقيحها، وليس فقط سياسيا.فهل ستقوم مصر بدورها هذا؟!مرة أخرى مرحبا بنبيل فهمي وحتى بالسيسي إن كان ينوي زيارة الجزائر، لأن مصيرنا واحد وكفاحنا واحد!!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)