قال'' : لستُ أنا الذي يسمح في حُلْمِه، ونصفه، لا لستُ أنا من يأخذوا مني، ومن بين يدي ''كُرْمالة'' بهذه السهولة، وهذه القسوة.'' !''ثم اردفَ :
لا. لستُ أنا من يطعنوه في الظهر ليأخذوا منه زهرة شبابه، ورونق طفولته، وعبق أحلامه، من بإمكانه دفع هذه الهموم عني، لمن كنت أفني عمري وشبابي بالغربة؟!
- كيف با''لجمعي'' يدفع ''بكرمالة'' إلى أحضان رجل آخر؟
- أين هي العهود التي كانت بيننا؟
- كيف به ينقض ما عاهد عليه أبي وعمي قبل وفاتهما، ونحن في عزّ طفولتنا، لا نفترق عن بعضنا، نلعب معاً، نحمل القفة إلى جدنا وهو في حصاده، نجلب المياه من الحاسي، نرعى في السهول والقمم المحيط بدشرة ''بوطالب'' معا، نقطف الزهور، ذات اللون الأحمر ونضيع في نشوة تلك الطفولة، وكأننا خُلقنا ليكون الطيب روح ''كرمالة'' وتكون هي جسده!
- لماذا غيّر كل هذه الصور الجميلة التي جمعتكما، وحرمكما من تحقيق فرح يضمكما معا؟!!
- لا ؟ لا !
- لا أسمح لأي كان أن يأخذ ''كرمالة'' مهما كان، ولو كان على رقبتي.
أخته ''مريم'' قصد بعث اللوم على ابنة عمها ومن دافع الغيرة التي تطلقها العانس طبعا قالت:
(أزواج الأقارب كلدغة العقارب)
أما أخته الثانية، الأكبر منه و قصد تهدئة ثورة أخيها وحثّه على التريث خوفا من عودة النوبات القلبية التي تنتابه قالت:
(احرث البلاد القريبة، وهات المرأة البعيدة )
و هم في شجون الحديث فاجأ أختَيه :
(بدّل باب داركْ، وخذ ابنة عمّك و لو بارتْ)
- قال'' :كرمالة'' كانت هي أغنيتي المفضلة، كلماتها، لحنها الشجي موسيقاها الثائرة، تقاسيم القصبة، و دندنات البندير، التي تنعشني.
- كيف أسمح لهم أن يأخذوا ''كرمالة'' بهذه السهولة. ومن بين يدي، وأمام الجميع، إلى بيت شخص آخر، لم يكن له وجودا في أرشيف ذاكرتنا، ولم ترسم له موطنا في قلبها، سواء في الحلم أو في اليقظة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net