الجزائر

مدير مركز دراسات الشرق المعاصر برهان غليون لـ''الخبر'' النظام السوري يخيف الشعب بالفتنة الطائفية



تغيير الأنظمة العربية الحالية سيعطي زخما للقضية الفلسطينية  قال برهان غليون، المفكر العربي، مدير مركز دراسات الشرق المعاصر، إن قول السلطات السورية بأن الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا هو مشروع فتنة طائفية يُحاك ضدها من قوى خارجية، هو مجرد استراتيجية من النظام للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة .
ويرى برهان غليون، الذي يشتغل أستاذا لعلم الاجتماع السياسي بجامعة الصوربون في باريس، في اتصال هاتفي مع الخبر أمس، بأنه لا غرابة أن يلجأ النظام السوري إلى مثل هذه الطرق لتخويف المواطنين بالفتنة الطائفية من أجل إجهاض الانتفاضة الشعبية، كما يقول برهان غليون، وقوله أيضا إن هناك قوة غير مضبوطة تطلق النار على المواطنين هو أمر غير مقبول كذلك، وأردف قائلا: كيف يمكننا أن نصدق أن السلطة غير قادرة على توقيف هؤلاء؟ وبالتالي التسليم بوجود هذه المجموعات هو بمثابة إدانة للنظام وليس للمتظاهرين.
وعن نظرته لمؤشرات تطور الأمور في الميدان، وإن كان بإمكان التحاق سوريا بركب التحول الذي حدث في كل من تونس ومصر، قال برهان غليون إن كل الشعوب العربية، اليوم، أمام مشروع واحد، وهو الانتقال من النظام الديكتاتوري إلى النظام الديمقراطي، مؤكدا في السياق أن هذا المشروع سيأخذ مجراه في سوريا بكل تأكيد. إلا أن ذلك سوف لن يتم بسهولة تامة، لأن النظام سيقاوم بقوة، كما يقول المتحدث ذاته. وسيقول هذا الأخير إننا فهمنا الأمر، ويتوقع أن يقول أيضا للشعب إن وجودكم في الشارع سوف لن يجلب لكم أي فائدة، ما دام أننا سنقوم بالإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة، وبالتالي سيأمرهم بالعودة إلى بيوتهم، ويسعى لإيهامهم بأنه سيتولى الباقي، لأن استمرار هذه الاضطرابات سيهدد أمن سوريا والمنطقة، على اعتبار أن هذه الأخيرة مخطط لها من الخارج، إلا أن الشعب لا يثق في النظام، كما قال، لأنه يريد القيام بإصلاحات شكلية وتجميلية، ويحول دون الوصول إلى انتقال ديمقراطي حقيقي، إلا أن هناك تصميما وإرادة قويين من السوريين لإحداث التغيير اللازم وعدم التنازل عن إقامة نظام ديمقراطي حقيقي على الأقل.
بالمقابل، توقع برهان غليون أن تطول الأمور أكثـر، وسوف لن يكون هذا الانتقال بالأمر السهل.
وفي حال تحقق الانتقال الديمقراطي المنشود في سوريا، وتأثير ذلك على المنطقة وإسرائيل، فقد أكد برهان غليون أنه في حال تحقق ذلك سيكون له أثـر هام، وسيحقق تكاملا أكبر بين الأقطار العربية، وسيغير الكثير من الوقائع، لأن عودة القرار للشعوب العربية سيعمق التضامن فيما بينها أكثـر، وهذا ما سيخيف بدون شك إسرائيل التي عملت كل ما في وسعها لتحييد الشعوب العربية. بالمقابل فإن تغيير الأنظمة العربية الحالية سيعطي زخما ودعما إضافيا للقضية الفلسطينية .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)