تمكنت الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة "أنجام" رغم حداثة نشأتها وفي ظرف قصير من افتكاك 3500 موافقة بنكية إلى غاية نهاية شهر سبتمبر الفارط، حسب السيد بن أشنهو مدير الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، الذي أكد في تصريح ل " المساء" أن الأمور بدأت تتحرك في الآونة الأخيرة على مستوى البنوك التي أصبحت أكثر استجابة مقارنة بالسنتين الماضيتين، وتراهن "أنجام" رغم الميزانية المتواضعة المخصصة لها على إطاراتها وعلى الخصوص المرافقين لمختلف المشاريع المعروضة أمامها لتحقيق المزيد من النتائج، وحسب السيد بن أشنهو فإن الجزائر وضعت كل الميكانزمات لجعل القرض المصغر أداة فعالة لمكافحة الفقر والتخفيف من البطالة في أوساط الشريحة الواسعة خاصة الأكثر هشاشة·
تسعى الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة "أنجام" رغم صغر سنها الى تحقيق حلم العديد من الشباب البطال والأسر الجزائرية عديمة الدخل و كذلك ذات الدخل المحدود وهذا رغم محدودية الميزانية المتواضعة المخصصة لها، ويرى مدير "أنجام" الذي التقت به "المساء" أن مصالحه تسعى الى تحقيق أقصى حد من النتائج لتلبية رغبات العدد الهائل من الطلبات· وهذا بالإمكانيات المتوفرة حاليا إلا أن الرفع من حجم الإمكانيات المالية سيسهل حتما من عمل هذه الوكالة التي استحدثت لمكافحة الفقر والبطالة في المدن والأرياف بمنح الأولوية للتشغيل الذاتي والعمل في البيت والنشاطات التقليدية والحرف المنتشرة على الخصوص في الأوساط النسوية·
وعبر المتحدث عن ارتياحه للتجاوب الذي أصبحت تبديه البنوك المتعاملة مع الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، خاصة منها البنك الوطني الجزائري وبنك التنمية المحلية علما أن الوكالة التي تتعامل إضافة الى هذه البنكين مع القرض الشعبي الجزائري والبنك الخارجي الجزائري وكذا بنك الفلاحة والتنمية الريفية، كما عانت الوكالة منذ نشأتها من عدم مرونة الإجراءات البنكية وثقلها مما اثر سلبا على العديد من المشاريع·
ورغم مرور أربع سنوات على صدور المرسوم المتعلق بإنشائها إلا أن عمل الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة "أنجام" لم ينطلق فعليا على أرض الواقع إلا في منتصف سنة 2005 و مع ذلك فهي تعتبر المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تتجه إليها الشريحة الأكثر هشاشة في المجتمع قصد الاستفادة من قروض بدون فوائد أو بفوائد ضئيلة جدا كون الوكالة تتكفل بتسديد نسبة معتبرة من هذه الفوائد للبنوك المقرضة·
وتشكل"أنجام"الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة ومعها صندوق ضمان مخاطر عدم التسديد الذي انشئ بالموازاة مع الوكالة جزءا من استراتيجية الدولة الخاصة بمكافحة البطالة· وتتمثل مهامها في تسيير القرض المصغر وتقديم الدعم والمرافقة للمستفيدين في تنفيذ مشاريعهم متابعة النشاطات المنجزة ومساعدة المستفيدين عند الحاجة لدى المؤسسات والهيئات المعنية بتنفيذ مشاريعهم· وهي متواجدة عبر كل الولايات ب10 فروع و ب49 تنسيقية تقوم بدراسة الملفات والبت فيها على المستوى المحلي وفق طبيعة العمل الذي تبنته مند نشأتها وهو لامركزية نشاطها·
المرافقون·· العمود الفقري وأداة أساسية لنجاح أي مشروع
يعتبر المرافق الذي يقوم بعمل جواري محض العمود الفقري في جهاز وكالة "انجام" فهو الوسيلة التي تتابع بواسطته الوكالة النشاط الجديد المرغوب في إنشائه وترافقه وتقدم النصائح والإرشادات فبدونه لا يمكن أن تضمن نجاح المشاريع· وتعتمد إدارة الوكالة على هؤلاء المرافقين بدرجة كبيرة في الوصول إلى الهدف المتمثل الى إيصال المقاول المستفيد من القرض البنكي الى بر الأمان حيث يبدأ هذا العمل الجواري الأساسي بمجرد حصول المستفيد من القرض على شهادة التأهيل الممنوحة من طرف التنسيقية الكائنة على مستوى الولاية التي يقطن بها المستفيد ليستمر خلال عملية خلق النشاط وبعد ذلك لمساعدة المقاول على ضمان تسويق منتوجه· ولهذا الغرض يوضح السيد بن اشنهو مدير الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة أن هذه الأخيرة تقوم في كل مرة بتنظيم معارض يتم خلالها عرض منتوجات صاحب النشاط للبيع· وحسب المتحدث فإن عدد المرافقين التابعين للوكالة بلغ الى غاية نهاية سبتمبر من السنة الجارية 287 مرافقا ذوو مستوى جامعي، حاملون شهادة الليسانس في عدة تخصصات وعلى الخصوص العلوم القانونية والاقتصاد والمالية وغيرها من التخصصات ذات الصلة مع عالم التسيير، وهم موزعون حاليا بنسبة مرافق واحد على الأقل لكل ولاية إلا أنه حسب السيد بن اشنهو فإن الوكالة تمنح الأولوية كلما توفرت الإمكانيات لتوظيف المزيد من المرافقين الذين تحرص إدارة "أنجام" على تكوينهم لتعزيز نجاعتهم في الميدان بينما لا يتعدى حاليا العدد الإجمالي للعاملين بالوكالة ال 394 عاملا 44 فقط بالمقر الرئيسي بالعاصمة· علما أن وكالة "انجام" اعتمدت سياسة اللامركزية منذ نشأتها·
قروض بمساهمة رمزية ودون فوائد من 30 ألف الى 400 ألف دينار
تقدم الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة ثلاثة أنواع من القروض تتراوح ما بين 30 ألف الى 400 ألف دينار ويقدم القرض الأول المعروف بالسلفة المعفية من الفوائد
(30 ألف دينار) موجهة لاقتناء المواد الأولية والعتاد وتقدر المساهمة الشخصية للمستفيد ب10 بالمائة بينما تتكفل الوكالة ب90 بالمائة من القرض على أن يسدد على مدى 15 سنة· أما القرض الثنائي (بين البنك والمستفيد) فيتراوح مابين 50 ألف و100 ألف دينار يمنح البنك 95 بالمائة منها و5 بالمائة كمساهمة شخصية أما دور الوكالة هنا فهو التكفل ب 80 بالمائة من الفوائد البنكية في حين يقع على عاتق المستفيد تسديد 10 الى 20 بالمائة من هذه الفوائد· أما النوع الثالث للقرض فيعرف بالقرض الثلاثي (بين الوكالة والبنك والمستفيد) ويسدد المستفيد 5 بالمائة من قيمة المشروع في حين تتكفل الوكالة ب25 بالمائة والبنك ب 70 بالمائة ولا يتكفل صاحب المشروع إلا ب 10 الى 20 بالمائة من الفوائد البنكية· وحسب آخر حصيلة لنشاطات الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة فإن عدد القروض الممنوحة من البنوك في ارتفاع ملحوظ حيث أوضح السيد بن اشنهو أن التحدي القائم أمام الوكالة هو تحقيق المزيد من النتائج بنجاح المشاريع و التزام المستفيدين بتسديد ديونهم للبنك في الوقت المطلوب وهو ما يشجع البنوك على تقديم المزيد من القروض· فكلما نجح مستفيد كلما كان بإمكانه الوفاء بالتزاماته وشجع البنوك على الموافقة على الطلبات·
أما عن القطاعات التي تشهد إقبالا أكثر من طرف طالبي القروض وأصحاب المشاريع المصغرة فنجد الصناعة والفلاحة والصناعات التقليدية في الطليعة مع قطاع الخدمات لتليها قطاعات أخرى كالأشغال العمومية وغيرها و ذلك حسب طبيعة كل منطقة· في حين تقدر نسبة النساء من القروض لحد الآن أكثر من 66 بالمائة أمام الرجال ب 34 بالمائة·
وتبقى القروض المصغرة مهما كانت الظروف وسيلة ناجعة للحد من حجم الفقر والبطالة في أوساط الشريحة الواسعة من المجتمع باعتبارها موجهة الى كل الفئات، لذا تعتمد وكالة "أنجام"على كفاءات شبانية متمكنة لانجاز مهامها، إذ يمثل الجامعيون بها نسبة 70بالمائة الذين تضمن لهم تكوينا مستمرا كما هو الحال للمرافقين والمستفيدين على حد سواء·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2007
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسينة ل
المصدر : www.el-massa.com