الجزائر

''مدن الترانزيت'' يشخّص وَهَنَ المجتمع العربي ''ديما براندو'' صرخة في وجه هيمنة بلد ''العم سام''



جسّد مشهد يمثل أغراض الشاب أنيس على شاطئ تونسي وجثته، ومشهد آخر يظهره بلباس المحتجزين في سجن غوانتنامو، مصير من يلهث وراء الحلم الأمريكي وكيف تحول بعقلية آل بوش  إلى كابوس ، عبر ديما براندو ، في رابع يوم من مهرجان وهران للفيلم العربي، في طبعته الخامسة، فيما نقل مدن الترانزيت الوهن الذي أصاب المشروع السياسي العربي الحداثي.  سعى المخرج التونسي رضا الباهي، من خلال فيلمه الوثائقي ديما براندو في مدة 82 دقيقة، لإظهار تحول الحلم الأمريكي إلى كابوس ، يروي قصة شاب تونسي أنيس (أنيس الرعاش) وحلم اللقاء بالممثل الأمريكي مارلون براندو بحكم شبهه الكبير به. لكن هذا الحلم سيكون ثمنه تحطيم قصة حبه مع زينة (سهير بن عمارة). قصة نمت في كنف قرية في الجنوب التونسي، شهدت تصوير فيلم أتلانديد من طرف مخرج أمريكي، أراد المخرج من خلاله التنديد بطريقة تعامل شركات السينما العالمية مع سكان البلدة وشراء كرامتهم مقابل حفنة دولارات. حجة استعان بها المخرج للتعبير عن مناهضته للهيمنة الأمريكية وإذلالها للعرب المسلمين والأقليات، وهي مواقف يتقاسمها مع الممثل الأسطورة مارلون براندو، المعروف بدفاعه عن الهنود الحمر، السود والفلسطينيين، وهو ما يفسر اهتمام المخرج بإنجاز فيلم مع مارلون براندو، وبالفعل كان له لقاء بإقامته بأمريكا، وهو ما يظهر في الفيلم من خلال صور أرشيف.  لكن وفاة براندو سنة 2004 أخلطت حسابات المخرج، إلا أن ذلك لم ينقص من عزيمته في مواصلة إنجاز الوثائقي. من جهة أخرى، تابع جمهور قاعة السعادة ، الفيلم الدرامي مدن الترانزيت للمخرج الأردني محمد الحشكي، في 70 دقيقة، المنتج سنة .2010  تدور وقائع الفيلم حول عودة المغتربة ليلى (صبا مبارك) من أمريكا، بعد فشل تجربتها الزوجية، باحثة عن حياتها وذكرياتها في الحارة القديمة بعمان العاصمة. لتصدم بالتغييرات العميقة التي عرفتها عائلتها والمجتمع ككل، ومظاهر التدين الزاحفة، وتقلص هامش الحريات وتراجع التسامح. كما تفاجأت للتحول الذي طرأ على والدها (محمد قباني) المناضل السياسي ومثلها الأعلى، وهي إشارة للوهن الذي أصاب المشروع السياسي العربي الحداثي، واستسلامه أمام المد الإسلاموي المحافظ، المتحالف مع الأنظمة القائمة.      


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)