الجزائر

مدلسي يعتبر وقف إطلاق النار في سوريا ضروريا لوصول المساعدات ''المشاكل الأمنية في الساحل أخطر مما كنا نتوقعه''



صرح وزير الخارجية مراد مدلسي بأن المخاطر الأمنية التي دفعت إلى قيام تنسيق أمني بين دول الساحل، هي اليوم أكبر مما توقعناه ، بسبب تفاقم أزمة السلاح الليبي وتهريب الأموال عبر الحدود. وقال إن ليبيا بصدد بناء مؤسسات جديدة لكن أولوياتها حاليا أمنية أساسا، وهي أيضا نفس أولويات دول المنطقة .
أبدى مدلسي في مقابلة مع القناة الإذاعية الأولى أمس، تفاؤلا بخصوص تطور التنسيق الأمني والعسكري والسياسي بين ما يعرف بـ دول الميدان ، وذكر بأن الشق الاستخباراتي في التكتل الرباعي أعطى ثماره دون تقديم تفاصيل عن الإيجابيات التي يراها وزير الخارجية، حيث قال بأن قيادة الأركان المشتركة بين الدول الأربع المتواجدة بتمنراست، حققت نتائج إيجابية . ويختلف هذا التفاؤل تماما مع الواقع في الميدان، بحسب مختصين في الشؤون الأمنية. فقيادة الأركان بالذات لا أثـر لها تقريبا بعد عامين من إنشائها، وهي التي أنشئت بهدف توجيه ضربات دقيقة لتنظيم القاعدة في معاقله بشمال مالي.
وعاد مدلسي إلى مؤتمر الجزائر حول الإرهاب الذي عقد في سبتمبر الماضي، إذ اعتبره محطة انطلاق حوار بين دول الساحل الأربع وشركائها الغربيين. ويقوم هذا الحوار -حسب مدلسي- على مساعدة البلدان التي تواجه الإرهاب عبر التكوين وتبادل المعلومات الأمنية وإمدادها بالعتاد المتخصص في مكافحة الإرهاب.
واعتبر مدلسي مشاركة وزير الداخلية دحو ولد قابلية، في مؤتمر وزراء داخلية البلدان المجاورة لليبيا بطرابلس، تعبيرا عن تضامننا مع الليبيين . مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة إلى ليبيا والزيارة التي تبعتها للوزير ولد قابلية، فتحت الطريق لدخول مرحلة ملموسة من التعاون، حددتها إرادة سياسية قوية من المسؤولين بالبلدين . وعبـّر مدلسي عن تمسك الجزائر بوحدة ليبيا ، يقصد مخاطر التقسيم التي تهدد البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية.
وحول الوضع في سوريا، قال مراد مدلسي إن الجزائر تحرص على حل الأزمة بشكل يحول دون تدخل طرف أجنبي عن المنطقة. وأوضح أن العنف في البلاد ينبغي أن يتوقف مهما كان مصدره حتى نضمن فترة هدوء، يفسح فيها المجال لحوار وطني، وهي فترة ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين وبصفة عاجلة لأنهم بحاجة إليها . مشيرا إلى أن الجزائر تدين العنف بغض النظر عن مصدره (..) وهي تتعامل مع الدول وليس مع الأنظمة ، وهو إيحاء إلى مآخذ بعض الدول ضد الجزائر، يقولون فيها إنها غير متحمسة لانتفاضة السوريين ضد النظام.  ودعا مدلسي إلى الضغط على الطرفين ، يقصد الحكومة والمعارضة المسلحة. وأضاف: المشكلة اليوم هي من يبدأ بوقف إطلاق النار.. هل الحكومة أم الطرف الآخر أم الاثنين في وقت واحد؟.. المهم أن تسكت لغة السلاح لأنه من غير الممكن أن يطول الانتظار بحكم أن الشعب السوري هو من يدفع الثمن . وتحدث مدلسي عن معلومات متناقضة بخصوص الوضع في سوريا، تأتينا من قنوات تلفزيونية عربية وغير عربية وحتى بعثة المراقبين العرب التي أقامت في سوريا مدة شهر، ولم تقدم لنا إيضاحا .
وبشأن المناخ الجديد المشجع على بعث البناء المغاربي، أعرب وزير الخارجية عن أسفه لكوننا لم نجسد في الميدان فكرة الاندماج المغاربي التي تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر . وعاد إلى لقاء وزراء الخارجية المغاربيين بالرباط في فيفري الماضي، قائلا إنه بحث منهجية عمل البلدان الخمسة في المدى المتوسط وأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع أمني بين نفس الوزراء، خلال السداسي الثاني من العام الحالي بتونس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)