الجزائر

مدرسة الحياة في القرارة من مساجدنا



مدرسة الحياة في القرارة                                    من مساجدنا
تُعَدّ مدرسة الحياة الحرّة إحدى أهم المدارس الحُرّة التي تدرّس القرآن والسُّنّة في الجزائر، إن لم تكن أهمّها على الإطلاق. وبرز اسمها في النِّصف الأوّل من القرن العشرين مع انطلاق حركة الإصلاح الفكري التي قادها الشيخ بيوض رحمه الله.
سُيِّرَت المدرسة وتطوّرَت بفضل جهود طاقم إداري وديني وتربوي قاده الشيخ شريفي سعيد ''الشيخ عدون''. وكان الأئمة المصلحون منذ العشرينيات من القرن الماضي وعلى رأسهم الشيخ أبو اليقظان طفيش والشيخ بيوض، يدركون أنّ أيّ إصلاح أو نهوض سياسي في الجزائر لَن يتم إلاّ بتغيير الذهنيات وإصلاح النشء عبر التربية والتعليم، فيما سمّي فيما بعد ب''النّهضة الإصلاحية في الجزائر'' وفي قرى واد ميزاب والجنوب ككلّ.
قامت مدرسة الحياة، بإمكانات بسيطة لكن بإرادة قوبة، بتطوير أسلوب التّدريس التّقليدي المعروف في المنطقة بتسمية المحاضر القرآنية أو الكتاتيب، حيث تُعَدّ المدرسة امتدادا تاريخيا لكتاتيب تحفيظ القرآن الموجودة في قرى واد ميزاب، والتي حافظت على الهوية الإسلامية أثناء الاستعمار المظلم في الجزائر، إلى أن فرضت ظروف العصر حتمية تطوير وسائل هذا التّعليم وترقية مناهجه، من أجل رفع مستوى الإنسان والفرد، لأن في ذلك جمع لكلمة الأمّة.
ولمواجهة التحديات، آنذاك، وعلى رأسها مخططات الاستعمار الدنيئة، التي كانت ترمي إلى طمس هوية الشعب الجزائري، تأسّست جمعية الحياة التي قامت من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة والقضاء على بعض الشّوائب التي شابَت العقيدة الإسلامية الصّحيحة وترسيخ عقيدة التّوحيد الصّافية كما كانت في أيّام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبثّ القيم الخُلقية الإسلامية السّمحة في القلوب والعقول وتحصين الأفراد بذخيرة علمية وتمكين اللّغة العربية.
فرضت مدرسة الحياة وعلى رأسها مؤسّسها الشيخ بيوض، ثورة حقيقية في التّفكير في المنطقة، حيث أدخلت في وقت مبكر في العالمين العربي والإسلامي (أي في الثلاثينيات) تدريس الإناث. ورغم الصّعوبات والرّفض الذي واجه تلك الفكرة، إلاّ أنّ رواد الحركة الإصلاحية نجحوا في تكريس الفكر الإصلاحي وصارت مدارس البنات التي تخصّصت في تحفيظ القرآن وتدريس الفقه واللّغة العربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)