اشتكى العديد من سكان وسط المدينة وتحديدا أولئك الذين تجاور سكناتهم ساحة "المغرب" المحاذية للبريد المركزي من الحالة المزرية التي آل إليها الفندق "الكبير"، لاسيما ما يتعلق بالمدخل، هذا الأخير الذي تحول بحكم الطريقة المشيّد بها إلى وكر لاحتساء الخمور وتناول كلّ أنواع المهلوسات، فضلا عن استغلال المخنثين له، الأمر الذي تسبب في ازعاج السكان وكذا المارة، وهو ما دفع بالمواطنين إلى مناشدة السلطات المسؤولة وعلى رأسها والي ولاية وهران، ناهيك عن السلطات الأمنية ومديرية السياحة بغية التدخل العاجل وإنقاذهم من هذه التصرفات والسلوكات التي أضحت تنسب إليهم. وفي ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أنّ مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية وهران لاتزال تنتظربدورها الفصل في قضية "الفندق الكبير" من طرف العدالة، وذلك بهدف استغلاله كبقية الهياكل الفندقية الأخرى، خصوصا وأن هذا الأخير له موقع استراتيجي هام، كما يعتبر معلما أثريا هاما بالنسبة لعاصمة الغرب الجزائري. وفي ذات السياق أفاد مدير السياحة والصناعات التقليدية لولاية وهران السيد "بن عمر بلعباس"أنّ النزاع القضائي يوجد بين مؤسسة التسيير السياحي -غرب- وأحد المستثمرين الخواص، هذا الأخير الذي قام بشرائه خلال سنة 2007 ، ليتبيّن بعد ذلك أنّ صفقة البيع كانت تنص على بيع النشاط التجاري فقط دون البناية التي هي ملك للدولة وتحديدا لديوان الترقية والتسيير العقاري، الأمر الذي جعله محلّ نزاع بين الطرفين. فيما لم تفصل بعد المحكمة في ملف هذا الفندق بالرغم من مرور 5 سنوات على غلقه. حيثيات غلق ذات المؤسسة الفندقية تعود إلى سنة 2010 من طرف مصالح الأمن، وذلك بطلب من مدير السياحة آنذاك، ما نتج عنه إحالة حوالي 57 عاملا على البطالة.و للعلم فإنّ هذا المعلم الأثري المصنف في خانة 3 نجوم وفق التصنيف القديم، يعود تاريخ تشييده للحقبة الاستعمارية الفرنسية وبالضبط إلى سنة1920 ، حيث استغرقت عملية تشييده حوالي 30 سنة، إذ يضم 88 غرفة و 8 أجنحة، بالإضافة إلى مطعم، حيث تقدر المساحة المبنية لذات الهيكل ب6485 متر مربع على قطعة أرض تقدر مساحتها ب 506 متر مربع، وقد تم التنازل عنه خلال سنة 2007 لأحد المستثمرين الخواص.بعدما كان ذات المرفق الأثري مقصدا لشخصيات هامة أمثال الجنرال الفرنسي "ديغول" ، ناهيك عن الملاكم العالمي المشهور "مارسال ساردون" زيادة على العديد من الوجوه الفنية أمثال أميرة الطرب العربي المرحومة "وردة الجزائرية"، والفنانة المغربية "لطيفة رأفت"، و"عبد الوهاب الدوكالي" وغيرهم من الذين لا تزال أسماؤهم مسجلة في العديد من أجنحة الغرف. وللإشارة فإن استعادة هذا المرفق من قبل مديرية السياحة سيسمح لا محالة بتعزيز الولاية بالأسرة الفندقية، خصوصا وأنّ هذه الأخيرة تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى قبلة للسياح من داخل وخارج أرض الوطن، زيادة على تخليص السكان من هذه الظواهر التي باتت تتضاعف يوميا لاسيما خلال الفترة الليلية وهو ما يرعب في الكثير من الأحيان المارة الذين باتوا يتفادون المرور بساحة "المغرب".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ج بوحسون
المصدر : www.eldjoumhouria.dz