نستطيع اعتبار علم مقارنة الأديان في ثوبه الأوروبي علما حديثا، ومدنيا في الوقت نفسه. وحداثته تعود إلى أن ظهوره باعتبار تخصصا علميا لم يتحقق كلية إلا في القرن العشرين، أما مدنيته فلأنه لم ينشأ إلا بعد القضاء على سيطرة العقائد المسيحية على النفوس، والعقول، في شكلها (الكنسي) على الأقل. والحقيقة أن هذا الحكم الأخير له ما يبرره خصوصا إذا علمنا نظرة الكنيسة إلى العقائد المخالفة، التي ظلت تكن لها عداء مستحكما، وبالتالي لم يكن هناك حظ لظهور دراسات دينية موضوعية عن هذه الديانات إلا بعد انحصار سيطرتها على مقدرات أوروبا. هذا فيما يخص علم مقارنة الأديان في العالم الغربي، أما إذا بحثنا هذا الموضوع في العالم الإسلامي، فإننا سنرى بوضوح أن (التعرف) على الديانات المخالفة كان من جملة اهتمامات علماء العقيدة المسلمين الأساسية، وذلك لأسباب متعددة منها: العقيدي، والدعوي، والعلمي المجرد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - لخضر شايب
المصدر : الإحياء Volume 1, Numéro 1, Pages 123-146 1998-12-01