الجزائر

مدار الأسبوع



مدار الأسبوع
بينما يصر الحرس البلدي على السير
شكل وزير الأشغال العمومية عمار غول محور الجدل السياسي الدائر لدى حمس والرأي العام، خصوصا عقب تأكيد استقالته في مسعى لإنشاء حزب جديد يكون هو قائده، هذا الشرخ الذي هوّن منه زعيم حمس أبو جرة سلطاني خلال افتتاح دورة مجلس الشورى الوطني للحركة، ستكون له تداعيات أخرى في الأسابيع القليلة القادمة، على اعتبار أن حمس ستتأثر بشكل واضح جراء هذا الانسحاب لأبرز كوادرها. انسحاب لم يتوقف عند حدود وزير الأشغال العمومية، لكنه تجاوزه ليشمل عددا من القيادات الأخرى التي عارضت قرار الانسحاب من الحكومة خلال دورة مجلس الشورى في شهر جوان الماضي. فيما الحكومة لا تزال مخفية عن أنظار المواطنين والرأي العام بصفة عامة، فهي غائبة عن أهم القطاعات التي تهم المواطن بصفة مباشرة، حيث لا تزال أزمة الحرس البلدي تتعقد من يوم لآخر، وإذا كانت السلطة ترى أن حلها يمر عبر نشر بيان توضيحي لكافة تفاصيل المطالب التي تقدم بها أعوان الحرس البلدي، فإن جوهر الأزمة لايزال قائما بين الطرفين، نظرا لتصلب المواقف وعدم رغبة الحكومة في الذهاب بعيدا في مرافقة مطالب هذه الفئة التي كانت تشكل الدرع الواقي للسلطة من ضربات الجماعات الإرهابية. وفي رمضان لم يتوقف الحديث عن القفة التي تعتبر مصدر فساد وتجاوزات يقوم بها «الأميار» يوميا يبتزون بها الفقراء ويراؤون بها من لا يحتاجها، تماما مثل التهاب الأسعار في السوق الوطنية وأزمة البنزين الحاصلة في الغرب الجزائري واللحوم المحلية المتجمدة التي دخلت السوق متأخرة، حيث لايزال سعر الكيلوغرام الواحد يتجاوز 1300 دينار.
وفي أحداث الأسبوع عاد موضوع العلاقات الجزائرية الفرنسية مع التحولات التي طرأت على المواقف الفرنسية من عدة ملفات، أبرزها الهجرة والتعاطي معها من طرف الإدارة الجديدة بقيادة فرونسوا هولاند. وفي الرياضة طغى أولمبياد لندن على أحداث الأسبوع، فقد كان حفل الافتتاح من أروع ما عرفته وعاشته العاصمة البريطانية. بينما تبقى المشاركة الجزائرية محل علامات استفهام كبرى بالنظر لمحدودية المستوى.
عبد السلام بارودي
أوغل في القتل وتكهنات بسقوطه
عندما تقتل الجيوش مواطنيها في غابة الأسد
لا يحدث في أي بلد أن تجهّز الجيوش قواتها للهجوم على مواطنيها، لكن في العالم العربي حدث ولازال يحدث هذا، وقد مر أسبوع آخر من القتل الأسدي في سوريا وسط توقعات باقتراب نهاية نظام بشار الذي أطاح تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق بأبرز مساعديه، رغم بعض الغموض الذي لف الحادث.
أسبوع آخر من القتل والرد على سياسة التقتيل التي ينتهجها نظام بشار الأسد ضد المدنيين في المدن التي تعرف تصعيدا عسكريا من قبل الجيش الحر، وتحولت أسماء بعض المدن كحلب وحمص ودرعا وأدلب إلى عناوين للمقاومة الشعبية ضد النظام الديكتاتوري في دمشق التي اجتاحها مئات المسلحين، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى ارتباك لدى أجهزة بشار الذي يتمسك ببقائه مستندا في ذلك إلى الشرعية التي تمنحها له روسيا وإيران وبدرجة أقل الصين.
ومع تزايد الضربات التي وجهها عناصر الجيش السوري الحر لنظام بشار الأسد، سارعت دمشق إلى حشد آلاف الجنود بمحيط حلب وهي ثاني المدن السورية بعد العاصمة من حيث الأهمية بعدما ظلت بعيدة عن الصراع الدائر منذ سنة ونصف. وتشير تطورات نهاية الأسبوع إلى أن نظام بشار يرى أن كسب معركة حلب هو كسب للحرب ضد خصومه المسلحين بينما يصر قادة الجيش الحر على أن تكبيد قوات بشار الأسد خسائر فادحة سيؤدي إلى نهاية سريعة لهذا النظام الذي أوغل في دماء السوريين، حيث لا يقل عدد القتلى المدنيين عن المائة قتيل يوميا في مختلف المناطق السورية، ما يؤكد أن نظام بشار لايزال مصرا على البقاء، رغم أن الكثير من المؤشرات تؤكد أن نهاية هذا النظام الدموي قريبة جدا، وأنها ستكون أقرب إلى نهاية العقيد القذافي، حيث لا يستبعد أن ينتهي الأسد ورموزه إلى نفس النهاية المأساوية التي انتهى إليها العقيد معمر القذافي في مدينة سرت الليبية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)