تناقل عديد المواقع الإخبارية الإلكترونية المداخلة المسرّبة التي كان قد منعها رئيس الوزراء التّركي رجب طيب أردوغان عن الإعلام، خلال الاجتماع السّري الذي عقده قادة التّنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في اسطنبول منتصف أفريل الفائت، بمشاركة 11 شخصية عربية، من ضمنها زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، لبحث تداعيات الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي من قبل الجيش، والتي أزالت اللثام عن خلافات وشروخ بين قيادات تنظيم الإخوان المسلمين في كل من تركيا وتونس ومصر بسبب محاولة كل طرف فرض سيطرته وآراءه على الأخر، حيث وجّه خلالها الغنوشي انتقادات لاذعة لإخوان مصر، واصفا سياستهم با"لارتجالية" و"الصبيانية" والمتمرّدة، ما أدّى إلى فقدانهم الحكم.وقال الغنوشي بشأن الإخوان:” فرضنا أنفسنا عليهم وراسلناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم في العديد من المواقف ولكن لا حياة لمن تنادي”. وأضاف الغنوشي في مداخلته ”كان من حظ المصريين أن تجربة الربيع العربي سبقتهم، وكان لهم الوقت الكافي والمناسب لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر منها، ليتجنّبوا سلبيات تجربتنا في تونس، ويركزوا على الإيجابيات فيها”. وقال أيضا ”لا يعترفون بأن تجربتهم في إدارة الدولة هي محدودة، إن لم تكن معدومة كان بإمكانهم أن يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة، وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم. لم يأتمنوا أي طرف وعاشوا جو المؤامرة، وتقوقعوا على أنفسهم وانحصروا وتحاصروا، وابتعدوا كثيرا عن الشارع الذي كان ينتظر الكثير منهم، لكن للأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها، وابتعدوا عن الشعب فعزلهم”.كما اتّهم الغنوشي التنظيم الإخواني في مصر بالتّواطؤ والموالاة للتنظيمات الجهادية، حيث قال “تنظيم الإخوان بدأ يعمل لدى التنظيمات الجهادية والسلفية صاحبة القرار في كلّ شيء.. أمّا الإخوان فقد أصبحوا يَسيرُون خلف هذه التنظيمات”. وأعرب عن خوفه من ألاّ “يجد في القريب والمستقبل المنظور تنظيم الإخوان التاريخي في مصر”، لأنّ الغالبية العظمى من الشّباب المصري ”بدأت تنخرط وتتعايش مع التنظيمات الجهاديّة والسّلفية المنتشرة في مصر وفي محيطها”، مشيرا إلى أنّ ”الإخوان سيجدون أنفسهم رهينة في أيدي هذه التنظيمات”.ولم يستبعد رئيس حركة النّهضة الإسلامية إمكانية منح حكومة بلاده اللجوء السياسي لأعضاء الجماعة المصرية المحظورة، حيث صرح لقناة إذاعية ”من حقّ كل الدّول الأعضاء في الأمم المتّحدة أن تمنح اللّجوء السياسي للسياسيين المضطهدين”. وتابع: ”كل مضطهد في بلد عربي من حقه أن يتمتّع باللّجوء سواء كان من الإخوان أو غيرهم حسب ما تنص عليه قوانين الأمم المتحدة”.وأثارت تصريحات الغنوشي حفيظة النائب في المجلس التأسيسي خميس كسيلة الذي سارع إلى انتقادها، حيث قال للصحافة إن تصريحات الغنوشي ”مردودة عليها”. وأضاف: ” يجب على الغنوشي أن يحكم في ”سانيته أي مزرعته ولا يستبيح الأرض التونسية”. وجدير بالذكر أنّ حركة النهضة الإسلامية في تونس، نفت مرارا وتكرارا انتماءها إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لكنّ تصريحات الغنوشي وقيادات أخرى تثبت في كل مرة انتماءها إلى التنظيم وتطابق وجهات النظر وتقارب التجارب بينهما.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/05/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : و صويلح
المصدر : www.al-fadjr.com