الجزائر

مخرجات مؤتمر "ناباك" للطاقة والهدروجين بوهران - الشعب أونلاين



مخرجات مؤتمر
اختتم معرض ومؤتمر إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة والهدروجين «ناباك 2024»، المنظم بقصر المؤتمرات في الباهية وهران. وكانت الجزائر على مدار ثلاثة أيام مركزا مهمّا ومنصة متميزة لمختصين طرحوا أفكارهم حول الحلول الواعدة لإزالة الكربون واستعرضوا أهم التطورات التكنولوجية المتسارعة في صناعة الطاقة واحترافية الجزائر البارزة.تقاطع المشاركون حول حقيقة وجود حاجة ملحة إلى إرساء استراتيجيات مشتركة، والتنسيق الوثيق بين الحكومات والصناعيين، بهدف توفير التعاون والحلول التكنولوجية المبتكرة.شكلت اللقاءات والندوات المتعددة بقصر المؤتمرات، جسرا حقيقيا للتواصل بين مختلف المشاركين من عدة دول رائدة في الإنتاج والاستثمار الطاقوي. واستعرض المتدخلون من المهنيين، أهم وأحدث التطورات التكنولوجية في مجال الهيدروجين الأخضر.وتناول المشاركون إمكانات الجزائر، التي ينظر إليها في الأسواق العالمية كلاعب أساسي في طريق التحول المرن، وفي تجسيد رهان بناء مستقبل منخفض الكربون.وتطرق الخبراء إلى أهمية الابتكار ولفتوا الانتباه إلى التحديات القائمة، مؤكدين على إمكانية مواجهتها بخطط استباقية وفي الوقت المناسب، في إطار السعي المتسارع والجدي في عملية تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر.وشرح المختصون جوهر الجوانب التكنولوجية والاقتصادية والبيئية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مركزين على دور هذا القطاع الناشئ والحاسم في الاستراتيجية العالمية لإزالة الكربون، مع تسليط الضوء على الفرص والتحديات.حتمية التكاملرافع مدير تطوير الأعمال في شركة «سيمنس» نسيم قائد سليمان، للطريق إلى الصفر الصافي في التحول نحو البنية التحتية ووجهة نظر الجزائر، وقال إن تحول البنية التحتية، يتمثل في إعادة تشكيل أساسية للهياكل والأنظمة التي تحافظ على عمل عالمنا، بما في ذلك البنية التحتية التي تدعم الطاقة والمباني والتنقل والصناعات بأكملها، مؤكدا أن التحول الجاري منذ العام 2020 والمستمر إلى 2050، يعد الأكبر والأسرع والأكثر انتشارا في تاريخ تطوير البنية التحتية.ووقف على التحول الجاري في البنية التحتية الحضرية والبحث في كيفية تسريع انتقال مجموعات معقدة من عناصر البنية التحتية، وكذا المسار الذي يتعين على الحكومات وقادة الأعمال العمل على تطوير البنية التحتية بالجزائر بشكل مسؤول.وشدد المتحدث على ضرورة أن يفضي تحول البنية التحتية إلى تأثير إيجابي يتجاوز إزالة الكربون، في ظل الحاجة إلى إعادة تشكيل البنية التحتية، ليس فقط لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة والعمليات الصناعية، لكن بهدف تحسين كفاءة الموارد وتحقيق تأثيرات اجتماعية واقتصادية إيجابية.تدابير فعالةمن جهته، تحدث الشريك الإداري عن مجموعة فارس للمحاماة بلبشير يانيل، عن الترسانة التشريعية من القوانين والسياسات للتقليل من الاحتباس الحراري العالمي، موضحا بأن الحد من انبعاثات الكربون تحول إلى ضرورة ملحة في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرا إلى انضمام الجزائر، المتضررة بشدة من الآثار المدمرة لتغير المناخ بسبب موقعها الجغرافي، إلى صفوف البلدان النامية والمتقدمة في مكافحة هذه الظاهرة.وقال، إن الجزائر تحركت بالفعل وتقدت إلى الأمام قاطعة عدة خطوات مهمة، من خلال تبني سياسات وطنية وتعزيز إطارها القانوني للامتثال لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.ولم يخف المتحدث أن العملية بحاجة إلى تدابير إضافية، بهدف الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بغية الوصول إلى مستوى انبعاثات الكربون الصافية الصفرية، واقترح تطوير إطار قانوني مناسب وفعال لتحقيق هذه الغاية.وتطرق مدير المشتريات والعقود في شركة «رابسول» غونزالو سانشيز كاسادو، إلى موضوع استكشاف الطاقة غير التقليدية والنظيفة في الصحراء الجزائرية، مبرزا الفرص والتحديات في الاستجابة للطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز، انطلاقا من أن عملية استغلال الموارد غير التقليدية صار ضروريا بهدف تنويع المصادر وضمان أمن الطاقة.وقال، إنه مع تناقص احتياطيات الطاقة الأحفورية التقليدية في العالم، تسمح التطورات التكنولوجية في الوقت الحالي باستكشاف واستخراج موارد لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل، لافتا إلى أن الجزائر تتمتع بإمكانات عملاقة من الطاقة غير التقليدية. وأكد أهمية التقييم الدقيق في تلبية احتياجات الطاقة المستقبلية في السوق العالمية، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة بالجزائر.وطرح منسق مراقبة البيانات ناظم ياسين بوقرارة، فكرة تحسين تبادل البيانات، من خلال تطبيق منهجية LSS في التنقيب بعرض البحر الذي يجذب اهتماما متزايدا. في حين ركزت مختصة في علم الجيولوجيا ممثلة عن الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات صابرين بركات، على الطاقة الكامنة في عرض البحر والتي تتمتع بها سواحل الجزائر، واعتبرت أنه يشكل تحديات كبيرة، وفي الوقت نفسه، يجذب اهتماما متزايدا في قطاع الطاقة.واعتبرت محدثتنا، أن الاكتشافات الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وخاصة حقل «ظهر» والكتل المجاورة، شجعت على تكثيف الاهتمام بالموارد البحرية، وخاصة في سياق قطاع النفط والغاز البحري الجزائري.وقالت بركات، إن الجزائر المعروفة بإنتاجها البري الكبير واحتياطاتها الثابتة، لديها إمكانات طاقوية بحرية غير مستغلة، واستجابة لهذه التحديات، أعطت الجزائر، من خلال الوكالة الوطنية لتثمين مواردها من المحروقات «النفط»، الأولوية للتنقيب البحري في إطارها الاستراتيجي.واستعرضت محدثتنا المبادرات الاستراتيجية المنتهجة من طرف وكالة «النفط» من أجل التخفيف من مخاطر الاستكشاف، وإنجاز التقييمات الجيولوجية الشاملة، والتقدم التكنولوجي، وكذا جهود التعاون مع الشركاء الدوليين. مشترطة ومشددة على الدراسات الأساسية المطلوبة بهدف التقليل من مخاطر العمليات البحرية.جعفر ياسيني:  15 ألف زائر لصالون “ناباك” كشف جعفر ياسيني مدير «ناباك 2024»، أن ما لا يقل عن 15 ألفا و730 شخص، زاروا معرض إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة والهدروجين، المنظم في مدينة وهران، بمشاركة 450 عارض، من بينهم 217 شركة أجنبية، تنتمي إلى 54 دولة.اعتبر جعفر ياسيني، خلال ندوة صحفية نشطها خلال اختتام أشغال «ناباك 2024»، أن الطبعة 12 للصالون، كانت ناجحة ولافتة ومؤثرة، ما يعكس قدرات الجزائر الهائلة وثرواتها الضخمة، ويعتقد أنها تطورت كثيرا، بالنظر إلى الخبرة المكتسبة.وتحدث ياسيني عن إبرام الجزائر لـ4 اتفاقيات ثنائية مع شركاء كبار، على رأسهم الشريكان الأمريكي والإسباني، إلى جانب سلسلة من الاتفاقيات وقعت في أجنحة المعرض. علما أن سوناطراك تربطها مع الشركاء الأمريكيين عقود تاريخية.وأرجع ياسيني الزخم المسجل في هذه الطبعة، إلى فرص العمل والاستثمار المتميزة المتوفرة بالجزائر، معتبرا هذا المعرض بالفضاء الإيجابي للأعمال، خاصة في قطاع الطاقة.وفي رده عن سؤال يتعلق بتحديات «ناباك» خلال الطبعات المقبلة، أوضح أن التحدي الأكبر، يتمثل في جلب المزيد من الشركات الأجنبية، لأن «ناباك» ليس فضاء إقليميا، بل عالميا شهد نقاشات ذات مستوى عال.المستشار الاقتصادي عبد القادر سليماني: مستقبل الطاقات النظيفة يمر عـبر الجزائرأكد الخبير والمستشار الاقتصادي عبد القادر سليماني، أن الجزائر أصبحت اليوم مركزا لمستقبل الطاقة النظيفة، أو الانتقال الطاقوي، يتجلى ذلك من خلال سياسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في تنويع المزيج الطاقوي الجزائري بالذهاب إلى الطاقات النظيفة، أهمها الهيدروجين الأخضر.قال الخبير والمستشار الاقتصادي عبد القادر سليماني، في اتصال مع «الشعب»، أمس، إن الجزائر بدأت بطرح مناقصات دولية لإنتاج 15 الف ميغاوات من الكهرباء المنتجة من الطاقات النظيفة. ويدخل ذلك في إطار الخيارات الاستراتيجية للدولة الجزائرية باستغلال الهيدروجين الأخضر وإنتاجه في الجنوب الكبير، ثم تصديره إلى أوروبا عبر ممر «كوريدور اش-2» الذي يمر عبر إيطاليا ثم النمسا فألمانيا.وأوضح المستشار الاقتصادي، أن الجزائر أصبح بإمكانها أن تساهم وتكون لها نسبة من السوق الأوروبية لا تقل عن 10٪ تضمنها إنتاجا وتصديرا، خاصة بعدما أصبحت الضامن للأمن الطاقوي لأوروبا، وسيكون لديها دور كبير في استتباب الأمن الطاقوي في الطاقات الجديدة والمتجددة، خاصة الهيدروجين الأخضر والطاقات النظيفة للقارة الأوروبية.جاذبية مـناخ الاستثماروأشار سليماني، إلى أن اتفاق «ساوث-2 كوريدور» بين الشركات الأوروبية، يعطي قيمة مضافة في صناعة الهيدروجين، ويعني أن الجزائر أصبحت لاعبا عالميا مهمّا في الاستدامة الطاقوية، والذهاب إلى مصادر طاقة صديقة للبيئة، وأصبح لديها مزيج طاقوي يسمح لها بتنويع مداخيلها بالعملة الصعبة وخلق الثروة وإنشاء العديد من الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة التي تنشط في مجال البيئة الاقتصادية والنسيج الاقتصادي في صناعة الطاقات النظيفة الجديدة والمتجددة.وتطرق الخبير الاقتصادي، إلى جاذبية المناخ الجزائري، خصوصا قانون المحروقات الجديد وقانون الاستثمار الجديد والتسهيلات الضريبية والجبائية التي اعتمدتها الجزائرية، جعلتها أكثر جاذبية في الطاقات الجديدة والمتجددة، في مجال الاستدامة الطاقوية، كما في مجال إنتاج الكهرباء من طاقات نظيفة والهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر وقودا حيويا نظيفا وصديقا للبيئة، دون نسيان الطاقات الأحفورية التقليدية على رأسها الغاز الذي يعتبر من مصادر الطاقة النظيفة، وتخفيض البصمة الكربونية.وأوضح سليماني، أن الجزائر شريك موثوق ضامن للأمن الطاقوي في أوروبا، إذ أصبحت ثاني أكبر مورد للغاز إلى أوروبا بعد النرويج، ووسعت حصصها السوقية، وكمثال على ذلك أصبحت إيطاليا منصة لتوزيع الغاز الجزائري وأهم الزبائن، إضافة إلى سلوفينيا والمجر والبرتغال وإسبانيا.استقطاب شركات عالميةفي السياق، قال سليماني إن هذه المكانة ترتبط بحجم الاستثمارات الأوروبية التي تأتي للجزائر في محال البحث والتكنولوجيا، لافتا إلى أن سوق الهيدروجين الأخضر تفوق 500 مليار دولار. وأفاد بأن الجزائر اليوم تسيل لعاب أكبر الشركات العالمية، مستندا إلى مؤتمر «ناباك»، حيث وقعت العديد من الاتفاقيات وطرحت العديد من المناقصات التي تعنى بـ12 مشروعا استراتيجيا فيما يخص البحث والتنقيب والاستكشاف والهيدروجين الأخضر والطاقات الجديدة والمتجددة.وقال الخبير سليماني: «مع قانون الاستثمار وقانون المحروقات الجديدين، نجد كل الشركات العالمية تسارع للاستثمار بقوة في مجال البحث والتنقيب والاستكشاف والتعاون على قاعدة رابح-رابح، وهذا يعود بأرباح كبيرة على تلك الشركات، خصوصا أن الجزائر تطرح مشاريع ذات البعد الإقليمي، منها الأنبوب العابر للصحراء «نيغال» ومشاريع صولار للطاقة الشمسية».وعن توقيع مذكرة تفاهم في مجال العمل المناخي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، للتعاون في مجال العمل المناخي والحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصة الميثان، قال سليماني إن الشركات الأمريكية عادت بقوة إلى السوق الجزائرية، منها إكسون موبيل وأوكسيدونتال، ما يعكس ثقة الشركات الأمريكية والأجنبية عموما في مناخ الأعمال والبيئة الاقتصادية المحفزة، وفي مستقبل الطاقة المستدامة، خاصة بعد الاكتشافات الجديدة لشركة سوناطراك، خلال السنوات الثلاث الأخيرة في بؤر جديدة، وتوقيع الجزائر اتفاقيات لتوريد الغاز والغاز المميع والبترول، كل هذه الأسباب رفعت مستوى الثقة لدى المستثمر الأمريكي.تكلفة إنتاج منخفضةيذكر، أن الجزائر تسهم، ضمن 9 دول عربية، في إنتاج الهيدروجين الأخضر وحماية البيئة. وتعد الجزائر من المناطق المؤهلة بصورة كبيرة لإنتاج الهيدروجين النظيف بتكلفة منخفضة، مع تمتعها بوفرة مصادر الطاقة المتجددة.وتقدر تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل من دولار واحد للكيلوغرام، وهي الأقل بين الدول العربية التي تصل بعضها إلى ثلاثة دولارات للكيلوغرام الواحد، وهو ما يجعل الجزائر منافسا قويا، نظرا لانخفاض التكلفة، كما ذكر، إضافة إلى أنها شريك طاقوي موثوق.فضيلة بودريش وآسيا قبلي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)