الجزائر

مختصون يدعون لتكريس هذه الثقافة و يؤكدون: التأهيل الأسري القبلي مهم لتقليل حالات الطلاق و الخلع


أرجع مختصون تزايد حالات الطلاق و الخلع خلال السنوات الأولى من الزواج إلى تغيرات اجتماعية واقتصادية عديدة، أفرزت عدم استقرار الأسرة، وهو ما يوجب تكريسا لثقافة التدخل المتخصص وطلب المساعدة أو الاستشارة الأسرية قبل الزواج، لتأهيل الأفراد لهذه التجربة أو المرحلة الحياتية التي ترافقها مسؤوليات و متغيرات عديدة تتطلب التأقلم الجيد.وحسب مختصين في مجال الإرشاد الأسري، فإن عدم إلمام الطرفين بالواجبات الزوجية و التركيز على الحقوق، يعد من مسببات الطلاق والخلع، إلى جانب الإهمال الأسري، و ترى عضو لجنة المجلس العلمي و لجنة البحوث والفتوى و الدراسات بقسنطينة، المرشدة الدكتورة سعاد مولف، أنه لابد من إرساء فكر شامل في معالجة قضايا الأسرة، لأنها خطوة أساسية لتقليص نسب الطلاق، التي أكدت أنها تعرف منحى تصاعديا، وتفرز آفات اجتماعية كثيرة و خطيرة.
فرض شهادة التأهيل لعقد القران بات ضرورة
و تؤكد الدكتورة مولف، على أهمية الإرشاد الأسري في حماية المجتمع قائلة، إنه من الضروري إدراجه في مؤسسات المجتمع، و العمل على تكوين مختصين في المجال لأجل حل المشاكل الأسرية المتعددة، وتحضير الأفراد بشكل جيد لهذه الخطوة، ثم العمل على بلورة تصور لإصلاح الأسرة و دفعها نحو التماسك و الاستقرار، من خلال نشر الثقافة الأسرية في المجتمع عبر برامج التوعية سواء كانت على شكل محاضرات، أو دورات أو مقالات صحفية أو برامج إذاعية و تلفزيونية إلى جانب العناية بالمتزوجين حديثا و تأهيلهم بوسائل مختلفة. و أضافت المتحدثة، أن هذه المهمة من الضروري أن توكل لأشخاص أكفاء لديهم تكوين جيد وخلفية واضحة حول التأهيل الأسري، يعملون على تقديم محاضرات أو إصلاح ذات البين و تقديم الاستشارات الزوجية و التربوية، خاصة في ظل خلو الساحة من الهيئات التي تهتم بعملية الإرشاد الأسري ما عدا بعض المراكز أو الخواص، متحدثة عن تجربة مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية قسنطينة قبل 10 سنوات و التي توقفت كليا في أيامنا.
دعوة لإدراجه في المقررات التربوية
وانتقدت الدكتورة مولف، من جانب آخر، غياب الوعي لدى الشباب مشيرة، إلى ضعف الإقبال و التجاوب خلال الدورات التي كانت المديرية تنظمها من حين إلى آخر، معترفة أنها سجلت حضورا ضعيفا اقتصر على بعض الشابات المقبلات على الزواج، بينما أكدت غيابا شبه كلي للرجال الذين لا تجذبهم هكذا دورات، رغم نجاح التجربة الماليزية بفرض «رخصة الزواج الماليزي» و التي ساهمت في تقليص نسبة الطلاق من 30 بالمائة إلى 8 بالمائة، و هو ما دعت الدكتورة لتبنيه بفرض شهادة التأهيل الأسري قبل الزواج في الجزائر، مع إدراج هذا النوع من الثقافة ضمن المقررات التعليمية.
و تؤكد المختصة، أن الدورات التأهيلية للزواج، تساعد و بشكل كبير على توضيح أهمية تماسك الأسرة و ترابطها، كما تعمل على إشاعة روح التفاهم و المودة، عن طريق تغيير الاتجاهات لضمان تكامل سلوكي بين الطرفين، فضلا عن أنها تساعد على تقديم برامج شاملة توضح للمقبلين على الزواج أحكامه و مقاصده و حقوق و واجبات الزوجين وآداب الزواج، مع الإشارة إلى الطلاق و ما يترتب عنه، مؤكدة على أن مثل هذه الدورات أضحت اليوم حتمية لا بد منها، داعية أئمة المساجد للمشاركة في التوعية من خلال تنظيم دروس أسبوعية لتفقيه الشباب وشرح معنى القوامة للرجل و كيفية طاعة الزوجة لزوجها و احترام الزوج لزوجته، معتبرة أن المسألة و في ظل كل هذه المتغيرات تحتاج لانتفاضة عامة و إعادة التخطيط لإنقاذ الأسرة، خاصة و أن مكاتب الفتوى تعاني بخصوص تزايد حالات الخلع و الطلاق و الخصام بين الأزواج.
rأخصائية العلاج النفسي والأسري سهام محمد العربي بوصبيعات
التأهيل الجيد يضمن الاستقرار العائلي
أكدت أخصائية العلاج النفسي و الأسري و التدريب النفسي و التربوي، الأستاذة سهام محمد العربي بوصبيعات، أن دورات التأهيل الأسري للمقبلين على الزواج أصبحت ضرورية جدا، كما هي أيضا بالنسبة للمتزوجين حديثا أو منذ سنوات و لكل الشباب عموما، وذلك من أجل فهم معنى هذه العلاقة السامية، و التعرف على الطريقة المثلى لتحضير الإنسان لخوض غمار تجربة الزواج و بناء الأسرة و تربية الأبناء في بيئة صحية.
و قالت المدربة، إن فهم كل طرف مطالب بإدراك المعنى الحقيقي لعلاقة الزواج و حجم المسؤوليات و الحقوق و الواجبات، و أنها ليست قضية تجهيز و خروج من العزوبية، وذلك يتوجب على الشباب التحلي بثقافة أسرية أشمل، تضم جانب التحضير النفسي الجيد و الإطلاع على المفاهيم بمعانيها الحقيقية.
وأضافت الأخصائية النفسانية، أن طغيان الجانب المادي في علاقات الزواج في العصر الحالي، من بين العوامل التي أدت إلى تزايد حالات الخلع و الطلاق، مشيرة إلى تركيز الشباب في العادة على الماديات وتجهيزات العرس، كالقاعة و اللباس و باقي التفاصيل، دون الاهتمام بالأساسيات و فهم طبيعة الخطوة التي يقبلون عليها و متطلباتها وما يرافقها من التزامات و تغيرات تطرأ فجأة على حياة الفرد سواء الرجل أو المرأة.
و أكدت، أنه لزاما على المقبلين على الزواج أو حديثي الارتباط حضور دورات تأهيلية للتحضير جيدا لهذه الانطلاقة الجديدة، خاصة في ظل تزايد نسب الطلاق، لجهل الكثيرين بالأحكام و الآداب و المهارات الزوجية من النواحي النفسية و الشرعية والصحية و الأسرية و الاجتماعية و حتى الاقتصادية، كما قالت إنها تساعد على تصحيح الأحكام المسبقة الخاطئة عن العلاقة لدى بعض من يزورونها لطلب الاستشارة في هذا الخصوص، و تلقنهم طرق التغلب على المشاكل والصعوبات، مع تأهيلهم من الناحية النفسية، لأن هذا الجانب يعتبر من بين أولويات التأهيل الأسري ويعد ضروريا للعيش في استقرار. إيمان زياري
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)