الجزائر

مختصون يؤكدون في ملتقى صيدلاني بقسنطينة: الذكاء الاصطناعي شريك جديد وفعال في علاج مرضى السكري


50 ألف مصاب بالسكري في قسنطينةدعا أمس، أطباء وصيادلة بقسنطينة، إلى إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن السلسلة العلاجية لمرضى السكري، باعتباره شريكا فعالا للطاقم الطبي، فضلا عن توسيع استخدام التطبيقات الإلكترونية لضبط قاعدة بيانات شاملة ومشتركة بين مختلف المساهمين في المتابعة العلاجية، لتحديد المسار العلاجي لمريض السكري، بما يساعد على ضمان تكفل أمثل به و تسيير أفضل لميزانية العلاج، خصوصا وأن الولاية تحصي وحدها ما يعادل 50 ألف مصاب بالداء.
وكشفت ممثلة وزارة الصحة البروفيسور الهادية منصوري، في مؤتمر دولي صيدلاني حول مرض السكري نظمته الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائرية، عن تضاعف عدد المرضى المصابين بالمرض وطنيا، و يُتوقع حسبها أن ترتفع الإصابات بنسبة 110 بالمائة في شمال إفريقيا بحلول سنة 2025، ولتقليص هذه النسبة يجب كما قالت، اتباع جملة من الإجراءات الاستعجالية بداية بتفعيل دور كل أطراف الفاعلية في عملية العلاج بمن فيهم الصيادلة الاستشفائيين و الخواص المعنيين بضمان متابعة جيدة للمرضى.
ولتفعيل دور الصيدلاني أكثر في السلسلة العلاجية اعتبرت المتدخلة، بأنه من الضروري استخدام التكنولوجيات الجديدة التي تضمن تكفلا أمثل، من خلال إنشاء تطبيقات إلكترونية لمتابعة المريض بشكل مستمر وتجنب تعرضه لمضاعفات صحية، موضحة بأن التغيرات الحاصلة وسعت دائرة مهام الصيدلاني، كما لوحظ منذ الأزمة الوبائية، إذ زادت مساهمته في تشخيص حالات الإصابة بالوباء وصار مطالبا بأداء مهمة التربية الصحية والعلاجية، كما شددت على ضرورة اعتماد التكنولوجيات الجديدة لتحسين الخدمة الصحية، و وضع نظام إلكتروني يتضمن ملفات صيدلانية إلكترونية تشمل المسار العلاجي لمريض السكري والأدوية التي يتناولها منذ بداية علاجه، إلى جانب تفعيل نظام رقمي لمتابعة المريض عن بعد، يساعد في تقديم شروحات إضافية حول كيفية أخذ الدواء وحقن الأنسولين والنظام الغذائي الضروري، مشيرة إلى أن الدراسات أكدت بأن التحسيس الجيد للمريض يعطي نتائج فعالة.
و تطرق من جهته، البروفيسور نسيم نوري، رئيس مصلحة الغذذ والسكري بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، إلى آخر المستجدات العلاجية لمرض السكري، و ذكر بعض الوسائل التي خففت معاناة مريض السكري كوضع شريحة رقمية بيده، تمكن من إعطاء معدل السكري بمجرد تمرير الهاتف عليها، كذلك مضخة الأنسولين التي توضع في الجيب وتكون موصولة بقناة مثبتة تحت الجلد، لمعرفة معدل الإفراز الذاتي للأنسولين، و حث الطبيب على ضرورة توسيع استعمال الوسائل التكنولوجية الجديدة لتحسين التكفل بالمصابين بالسكري وتسيير الميزانية المخصصة لهم بشكل أمثل، حيث يرى بأن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكا جديدا للطاقم الطبي، كما دعا بدوره، إلى ضرورة استعمال التطبيقات الإلكترونية لمتابعة المريض عن بعد والاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بوضعه الصحي.
وقالت الصيدلانية و أخصائية علم التغذية نادية باديس، بأن الحديث عن الجانب الغذائي لمرضى السكري لم يعد منصبا على الحمية فقط، بل يرتكز على إعادة توازن النظام الغذائي كمصطلح جديد يضمن الانتقال السلس والتدريجي لنظام صحي متوازن يساعد على تعديل معدل السكر في الدم، فالصيدلاني مطالب حسبها، بتقديم نصائح تتعلق بكيفية القيام بالنشاط البدني و النظام الغذائي الذي يتلاءم مع طبيعة المرض ونوعه، كما يقدم حلولا تتعلق بكيفية استهلاك الدواء في حال حدث اختلال في وقت استهلاكه، أو في حالة العلاج من مرض آخر، فضلا عن طرق مراقبة معدل السكري في الدم، وما يجب أن يقوم به المريض في هذه الحالة لتجنب مرحلة الخطر، مؤكدة بأن الصيدلاني يلعب دورا فعالا في الصحة العمومية، ويعد أول من يقصده المريض في حال صادف إشكالا صحيا، و قالت إنه مطالب بالتكوين المستمر وتجديد رصيده المعرفي، خاصة في الجانب الغذائي لتقديم معلومات صحيحة للمريض وإقناعه بطريقة تدريجية لتقبل نظام متوازن.
وعن العلاقة بين السكري والسمنة، أوضح البروفيسور عدلان زاموش، أن زيادة الوزن من العوامل المسببة لمرض السكري، مؤكدا أنه كلما ارتفع معدل المصابين بالسمنة زاد عدد المصابين بالسكري وأن 30 بالمائة من المصابين بالسمنة يعانون من السكري، و 89 بالمائة من المصابين بالسكري يعانون من السمنة، كما ذكر عاملا آخر مسببا للسكري وهو القلق.
وكشف جمال كحيلي، ممثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء بقسنطينة، بأن الولاية تحصي 50 ألف مصاب بالسكري، من بين 150 مريض مزمن على مستوى الولاية، مؤكدا بأن العدد في ارتفاع منذ الأزمة الوبائية.
من جانبه، أوضح عبد الله بولقرون، نائب رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائرية، بأن اللقاء التشاوري التشاركي الذي عرف حضور عدد معتبر من الفاعلين في حقل الصحة، يندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي تجرى بشكل دوري عبر مختلف الولايات، و تجمع الصيادلة الخواص و الاستشفائيين والصيادلة التابعين لوزارة الصحة ووزارة الصناعة الصيدلانية، ناهيك عن صناديق الضمان الاجتماعي، وذلك بهدف تحسين التكفل بمريض السكري، الذي يتطلب متابعة دائمة ومستمرة، وبحاجة لتوجيهات ونصائح تتعلق بكيفية أخذ العلاج وضبط النظام الغذائي، حيث يعد الصيدلي حلقة مهمة في العملية العلاجية. أسماء بوقرن
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)