بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
هذا مختصر مفيد نعرض فيه لأهم علماء و شيوخ المدرسة البكرية بتمنطيط، نبدأها بعالم توات الشيخ سيدي عبد الكريم بن محمد و غيره من الفقهاء العاملين، و الأفاضل الأخيار، فرحمهم الله و أسكنهم فسيح جناته.
و قد كان للعائلة البكرية دور بارز في نشر تعاليم الإسلام داخل الوطن و خارجه، و ذلك بفضل المدارس الدينية التي أسسها المؤسسون الأوائل لها فنجد الشيخ سيد البكري يؤسس زوايا عدة في فلسطين و في العراق و في تونس و هي إلى حد الآن تعرف بالزاوية البكرية، و في الوطن تلك التي أسسها في الجزائر العاصمة و في تقرت و هاته التي كانت و لا تزال بحمد الله و حسن عونه في تمنطيط و التي تخرج منها و عبر قرون العديد من الطلبة فنجد في القرن العاشر الهجري الشيخ سيدي عبد الكريم بن محمد عال توات و فارس العلم و الأدب الذي ساهم في بعث الثقافة الإسلامية المعتدلة و المبنية على الوسطية في الأمور، يتخرج على يديه فحول من رجالات العلم، على رأسهم الشيخ سيد أحمد بن يوسف التنلاني و الشيخ محمد بن علي النحوي الوقروتي و غيرهم كثير، فضلا عن كتاباته المتنوعة و مؤلفاته المعلومة فنجده في الفقه بشرحه على المختصر، و في النحو بكتب منها شرح على لامية ابن المجراد، و في البلاغة و التصوف و غير ذلك.
و مع مرور الأيام و المدرسة على حالها، من تعليم للصبيان، و إرشاد للكبار، و تدريس للمتخصصين، و في القرن الرابع عشر الهجري برز الفقيه الجليل و العالم النحرير، صاحب المواهب اللدنية و الفتوحات الربانية الشيخ سيدي أحمد بن سيدي محمد العالم الملقب بديدي فأعاد هيكلة المدرسة من جديد، و أضاف إليها الكثير، فعلم طلبته العلم، من خلال الوقوف على أمهات الكتب في الفقه و الغة و النحو و التصوف، فقد ساهم و بشكل مباشر في نشر تعاليم الإسلام من خلال التقيد بالمذهب المالكي، و الوقوف على نصوصه، و العمل على تدريس اللغة و قواعدها من خلال مؤلفات اشتهرت بعموم الفائدة كألفية ابن مالك و الأجرومية و لامية الأفعال في الصرف و غيرها، فكان رحمه الله في المدرسة يشدد على طلبته في علوم اللغة فكان بحق و حقيقة فارس القرن الرابع عشر و المجدد على رأس المائة.
و إن مما جعل طلبته يجتهدون على نيل العلم و المعرفة كونهم كفاهم عناء البحث عن المأكل و المأوى فكان أول من أطعم طلبته بتوات، و أسس لنظام داخلي بالمدرسة جنى الشيخ ثماره مع طلبته، فلم يكن لهم عائق يعوقهم عن طلب العلم، و لا من حاجة تحجبهم عن أنوار الشيخ و فيوضاته فحقق الله لهم الأماني، و أعطاهم من العلم و المعرفة على حسب نواياهم، فكان من بينهم و على سبيل المثال لا الحصر: الشيد سيد الحاج عبد القادر ابن الشيخ و الشيخ سيد الحاج محمد بلكبير و كان من بعده ابنه الشيخ سيد الحاج عبد القادر الذي قام على المدرسة مدة نصف قرن، مجتهدا في التدريس فيها، و ساهرا في تنشئة طلبته على كل خير، فكان منهم ابنه الشيخ سيد الحاج أحمد و الشيخ مولاي سالم ببشار و غيرهم كثير، ثم خلفه بعد وفاته ابنه الشيخ سيد الحاج أحمد الذي هو الآن بحمد الله و حسن عونه يواصل مسيرة الأجداد، مسيرة مرحلة امتدت على مدار خمس قرون و زيادة، نرجو من الله العلي القدير السداد في كل قول و عمل، و أن تظل هاته المدرسة عامرة بطلبتها، نافعة لعموم المسلمين في البلاد و خارجها..
و هذه نبذة مقتطفة من تراجم لمشايخها نسوقها بقصد العلم و الفائدة...
ترجمة الشيخ سيد عبد الكريم ابن امحمد ابن أبي محمد التواتي (1042 ه):
ولد رحمه الله عام 994 ه بتمنطيط و بها نشأ و تعلم.
كان رحمه الله شيخ المشايخ و الأعلام و قدوة الأئمة و الأنام و القاضي العدل، الجامع بين الحقيقة و الشريعة.
بدأ دراسته رحمه الله بتمنطيط على يد والده سيدي امحمد، فقال عن نفسه في كتابه الرحلة في طلب العلم: إن أول فائدة استفدتها من أبي كانت قوله: لم حرف جزم، فحفظتها، و لم أفهم معناها.
و قد أخذ العلم من عدد من الشيوخ الأجلاء، و العلماء المبرزين.
نذكر منهم:
الشيخ عبد الحكم بن عبد الكريم بن أحمد بن أحمد القوراري و هو رحمه الله من أولاد الجوزي، كان لا ينام حتى يختم المختصر، و كان كثير المطالعة في الكتب رحمه الله .
الشيخ سيد أحمد بن عبد الله بن أبي محلي السجلماسي.
الشيخ سيد سعيد بن براهيم قدورة التونسي الجزائري.
الشيخ سيد أحمد بابا التمبوكتي.
الشيخ سيد علي الأجهوري المصري، و هو شيخ الزرقاني عبد الباقي و الخرشي و السبرخرتي.
الشيخ سيد أحمد المقري التلمساني نزيل القاهرة.
الشيخ الإمام المنجوري: شارح نظم المنهج للعلامة الزقاق.
تولى المحكمة الشرعية بالديار التواتية سنة 1022 ه فملأ الأرض عدلا و انتشر الخير بين الناس جذلا و حمدت تسيرته العرب و العجم حتى قال بعض معاصريه: إنك لما ألقيت السلام أطاع الخاص و العام فهنيأ لك فأجابه بقوله: المغرور من غررتموه و كان يعرف بعالم توات حسبما ذكره أبو سالم العياشي في رحلته، فأصبح حامل لواء النص و القياس، و توج بتاج العلم و العمل بين الناس، و كساه الله حلة البديع و البيان.
قال عنه صاحب الدرة الفاخرة: كان إماما عالما عادلا متفننا في علوم شتى كبير القدر، وافر الحرمة، و تولى القضاء و انتهت إليه الرياسة.
كان له طلبة أجلاء من بينهم:
إبنه القاضي الشيخ محمد بن عبد الكريم.
الشيخ سيد أحمد بن يوسف التنلاني.
الشيخ سيدي محمد بن اعلى الوقروتي.
و مما يدل على كثرة علم الرجل هو ما قاله عند حضور أجله: (ها أنا أموت بنيف و أربعين علما لم أجد لها سائلا).
له رحمه الله تآليف عديدة و مفيدة من بينها:
1ـ غاية الأمل في إعراب الجمل و هو شرح على لامية بن المجراد
2ـ تحفة المجتاز إلى معالم الحجاز
3ـ شقائق النعمان فيمن جاوز المائة بزمان
ـ سفينة النجاة بأهل المناجاة:
الرحلة في طلب العلم
و ابتدأ رحمه الله شرحا على المختصر، و لكن اخترمته المنية و لم يكمل، فقد توفي وقت صلاة المغرب من ليلة الإثنين 23 شوال عام 1042 ه الموافق ل 1622 م.
الشيخ سيد البكري بن عبد الكريم (1133 ه):
ولد رحمه الله في الثاني عشر من رمضان عام 1042 ه، و ذلك بعد وفاة والده الشيخ عبد الكريم بأربعين يوما، و ظل في كفالة أخيه الحاج امحمد القاضي بن عبد الكريم بن امحمد الذي أخذ عنه عددا من المقدمات في الفقه و النحو و غيره.
و كان الشيخ محمد النحوي الوقروتي أحد الشيوخ الكرام و أحد العلماء الكبار الذين أخذ عنهم الشيخ البكري بن عبد الكريم و أخذ طريقة القوم عن الشيخ محمد بن عمر البدوي، و قد جال الشيخ رحمه الله في طلب العلم فقصد العديد من البلدان و زار الكثير من الأقطار من مراكش و فاس بأرض المغرب، فاستفاد من علماء هذه البلاد و حاز منهم على الإجازات و نال منهم البركات.
و بعد رحلته هاته عاد إلى مستقر بلده تمنطيط معلما و عالما، مفتيا و مدرسا، حتى أرسل الشيخ سيدي سعيد بن إبراهيم قدوره الجزائري في طلب أحد أبناء تلميذه سيدي عبد الكريم، فحظي الشيخ البكري بهاته الزيارة فزاره في عاصمة الجزائر، فما إن وصل إليه و رآه الشيخ سيدي سعيد حتى قال مرتجلا هاته الأبيات:
لو تعلم الدار من قد جاءها فرحت و استبشرت ثم باست موضع القدم
وأنشأت بلسان الحال قائلة أهلا و سهلا بأهل الجود و الكرم
و بقي عنده معززا مكرما و مما يروى كذلك أنه بعد أيام سأله قائلا:
هل أعجبك طعامنا، طعام الجزائر.
فأجابه قائلا:
أكلنا طعاما طيبا عند طيب كذلك طعام الطيبين يطيب
و ظل عنده إلى أن توفي الشيخ سيدي سعيد عام 1076 ه، و من هذا التاريخ عاد إلى توات، و بعد مدة قام بالتوجه إلى البقاع المقدسة مارا بتونس فأسس بها زاوية مشهورة بإسمه إلى الآن، ثم اتجه نحو طرابلس الغرب، ثم قصد مصر، فقابل فيها العديد من العلماء و الكثير من الشيوخ و كان من بين الذين التقاهم فيها: الشيخ أبي عبد الله محمد الخرشي، مفتي الديار المالكية في ذلك الوقت، ثم قصد بعدها الديار المقدسة و الأرض الطاهرة المباركة فحج بيت الله الحرام و قصد المدينة المنورة فزار قبر المصطفى صلى الله عليه و سلم.
و قد تعلم على يده عدد كبير من الطلبة، فكان من بينهم الشيخ سيدي ناجم، و بعد موته بمائة سنة كسر مغلق من مغاليق قبره، ففاحت المدينة برائحة أطيب من رائحة المسك فبحثوا فوجدوها من قبره و مع كل السنين التي مضت على موته فإنهم وجدوا الشيخ على حاله كيوم وضع لم يتغير من جسمه شيء.
و قد توفي الشيخ سيدي البكري بن عبد الكريم سنة 1133 ه عن عمر يناهز 93 سنة.
الشيخ سيدي محمد الصالح بن الشيخ سيدي البكري (1139 ه):
هو سيدي محمد الصالح بن سيدي البكري بن عبد الكريم بن محمد بن أبي محمد بن أحمد بن ميمون بن عمرو بن عمار البازي المريني.
كان رحمه الله عارفا بأصول الدين و السنة، حاضرا مع الله في غالب أمره، ملازما للمطالعة، و عابدا زاهدا، إماما حجة، و رجلا فاضلا، و سيدا عدلا ثقة من العلماء المخلصين، و من الأخيار المتقين و من العالمين العاملين، معروفا بالحكمة و الدهاء و اليقظة و الفطنة، متميزا بكثرة علمه و سعة صدره، مشتغلا بالعلم و التعليم مدرسا مفيدا و قارئا مجيدا، درس في بلدة تمنطيط على يد والده الشيخ سيدي البكري و بعد إتمامه للدراسة، درس بتمنطيط ثم انتقل في حياة والده لبلدة تقرت.
توفي رحمه الله، لخمس خلون من رمضان المعظم عا 1139 ه، ببلدة تقرتن و كان بين موته و موت والده خمس سنين و عشرة أشهر.
و أولاده هم سيدي عبد القادر و هو الذي بنى روضة الشيخ سيدي ناجم، و سيدي عبد الحميد، و سيدي سعيد، و سيدي الحاج لحسن، و سيدي محمد السعدي، و سيدي عبد الكريم الملقب بالحاجب.
ترجمة الشيخ سيدي محمد بن سيدي البكري بن عبد الكريم (1188 ه):
هو سيدي محمد بن سيدي البكري بن عبد الكريم بن محمد فتحا بن محمد بن أحمد بن ميمون بن عمرو بن عمار البازي، المولود في الحادي و الثمانين بعد الألف بمدينة تمنطيط.
كان رحمه الله عالما عابدا، زاهدا عارفا، ناسكا جامعا، خاشعا متواضعا، زكيا سخيا، عظيم المروءة، يواسي الأرامل و الأيتام، شهد بولايته الداني و القاصي و سخر الله له الجن و الأناسي. ولد سنة 1080 ه و توفي ليلة الإثنين تمام عشرين من صفر عام 1188 و قبته مشهورة بزاويته، و قد قال سيد علي بن احنيني في مدح الزاوية البكرية قصيدة جاء فيها:
القاضي سيدي عبد الكريم بن البكري (1074 ه):
ولد رحمه الله بتمنطيط سنة 1096 ه، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم في سن مبكرة جدا، و أخذ الفقه و النحو و غيرهما من العلوم عن والده الشيخ سيدي البكري، و كذلك عن أخيه الشيخ سيدي محمد الصالح، تولى القضاء بعد موت والده الشيخ سيدي البكري رحمة الله عليه.
تميز رحمه الله بقوة حفظه و ذكائه، فقد كان يحفظ المختصر و صحيح البخاري و غيرهما من الأمهات حفظا عجيبا و مدققا، حتى كان فقيها مالكيا بارعا في اللغة و التصريف و في كل ما قال فيه قائل، فقد كان أديبا سخيا مهيبا، تخضع لقوله الحكماء، و أنصتت لموعظته الجهال و العلماء فسلك فيه رحمه الله نهج الآباء و الأجداد. توفي رحمه الله و هو مستقبل للقبلة عام 1074 ه وقت صلاة الجمعة في الثامن عشر من ربيع الثاني.
ترجمة السيد عبد الحق بن عبد الكريم البكري 1210 ه:
هو سيدي عبد الحق بن عبد الكريم بن البكري بن عبد الكريم بن محمد بن أبي محمد بن أحمد بن ميمون. كان رحمه الله بالحق قائما، و للحقيقة مائلا له في تنفيذ الحق سطوة عمرية و شهامة علوية لم تعرف له قط صبوة و لا حلت له إلى غير طاعة حبوة، له في ميزان قوانين الشريعة عزائم، لا تأخذه معها في الله لومة لائم، استخلفه والده في مرضه الذي مات فيه بإذن عمه الشيخ سيد محمد بلبكري سنة 1174 ه و كتب له بعهد في ذلك، و فيه وصية نصها بعد الحمد الله و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم:
ممن ليس بشيء إلى من لا قيمة له ولدنا محمد عبد الحق، حفظك الله و رعاك و بعنايته رعاك، فليعلم الواقف عليه أني وليتك هذا الأمر يضاعف فيه للمحسن ثوابا، و للمسيء عقابا و لم يكن الباعث عليه حب الوالد لولده و إنما هو لما تبين لي من ظاهر أمرك، و الله أعلم بسرائرك، و لقد علمت أنه ليس أحد أعز علي منك، و الله شهيد على أني بريء من حيفك، فالزم الحق ينزلك الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى بين الناس إلا بالحق و هم لا يظلمون فطهر يدك عن اضرار المسلمين، و بطنك من أموالهم، و لسانك من أعراضهم، فإذا فعلت ذلك فليس عليك سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير حق .... و من أقواله رحمه الله: نعمت الرياسة المستخرجة لدقائق العلوم.
و قال: ما ساعدني الناس على ما أردت من العدل حتى بسطت لهم شيئا من الدنيا.
و كان يقول: إن الإمام سحنونا قال: وجدت كل شيء يحتاج إلى الجاه حتى العلم.
و كان يقول: من لن يكن عنصره طيبا لا يخرج الطيب من فيه.
و من أقواله: لسان العاقل في قلبه و قلب الجاهل في لسانه.
و كان يقول: كما أن الأجساد تنموا بنماء الأقوات، كذلك الأحوال تنموا بصفاء الأوقات.
و كان يقول: لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
و كات يقول لابن عمه سيدي عبد الكريم الحاجب و شيخه: إذا رأيتني ملت عن الحق فلببني بردائي و قل: يا عبد الحق ماذا تصنع.
و كان يقول: إن الله عز و جل لا يعذب العامة بذنوب المذنبين، و لكن إذا فعل المنكر جهارا، استحق الجميع العقوبة.
و من أقواله رحمه الله: ربما يكون انكسار المعصية خيرا من صولة الطاعة.
توفي يوم الإثنين و هو محرم في صلاة الصبح من ذي القعدة عام 1210 ه أخذ عن والده الشيخ سيدي عبد الكريم و عن الشيخ سيدي عبد الرحمان بن عمر التنلاني و عن الشيخ سيدي محمد المصطفى الرقادي الكنتى، و عن ابن عمه سيدي عبد الكريم الحاجب، و أخذ عنه: سيدي عيد الكريم بن سيدي علي، و الفقيه الطالب العابد و ابنه سيدي عبد الكريم بن عبد الحق و غيرهم.
الشيخ سيدي عيد الكريم الحاجب بن سيدي محمد الصالح سيدي البكري 1195 ه:
هو العالم الفاضل و الزاهد العامل: سيدي عبد الكريم بن سيدي محمد الصالح كان رحمه الله عالما مهيبا، و شيخا عارفا و سيدا طيبا، متضلعا في العلوم العقلية و النقلية، كان رحمه الله ملتزما الخشية و المراقبة لله سبحانه في جميع أقواله و أفعاله، مشتغلا بالعلوم الشرعية غاية الإشتغال صادقا مع الله في كل وقت و حين، آخذ في طريق الحق و الرشاد، متبعا سبيل الآباء و الأجداد في سنة إظهار الحق و إبطال الباطل، زاهدا في الدنيا و مطلبها، مبتعدا عن التكلف و الفضول، عاش رحمه الله حياته في العلم و التعليم، مدرسا و مفتيا، و أحد شيوخ الشورى الأربعة في مجلس قضاء ابن عمه سيدي عبد الحق الذي كان يشاوره و يسأله في الكثير من النوازل، و العديد من المسائل و لمن أراد الوقوف على بعض هاته الفتاوي فليرجع لكتاب الغنية البالية، و من أجل ما عرف به أشير إليه بالبراعة و التميز، فنفع الله به العباد و البلاد، و مما يروى عنه و يدل على زهده و طريقته في التصوف أنه قام أكثر من 30 سنة لم يخرج للوقوف على بستان من بساتينه، و ذاك على كثرتها.
توفي رحمه الله سنة 1195 ه الموافق ل 1779 م و قد تعلم شيخنا علوم الفقه و النحو و اللغة و التفسير على يد والده العلامة الشيخ سيدي محمد الصالح و كذلك على يد جده سيدي البكري بن عبد الكريم.
و أخذ عنه علماء فحول، و سادات فخام، من بينهم ابن عمه: القاضي سيدي عبد الحق و أخذ عنه كذلك ابنه: سيدي محمد بن عبد الكريم الحاجب.
و الرثاء، توفي رحمه الله سنة 1298 ه.
الشيخ سيدي أحمد البدوي بن سيدي المحضي بن سيدي عبد الكريم بن البكري:
هو الفقيه اللوزعي و الأديب المحصل، صاحب المواهب و المكارم، عاش رحمه الله على طريقة مثلى، من العكوف على العلم، و الإشتغال بالنظر و التفسير و التدوين: كان فقيها حافظا قائما على التدريس مشاركا في فنون من العربية و الفقه و الأصول و القراءات و الحديث و الأدب.
كان رحمه الله عالما بالمنطق و أصول الفقه، و العدد و الفرائض و الأحكام، ذا همة و فطنة مع رجاحة في العقل و حسن التدبير، و مشواره الدراسي بدأه رحمه الله بتمنطيط حيث حفظ كتاب الله عز و جل، و درس عددا من المنظومات على يد والده الفقيه سيد محمد المحضي، ثم بعد اشتداد عوده نقله والده إلى مدينة العلم و العلماء، فنزل عند الفقيه المدقق و العلم الكبير سيدي عبد العزيز بن سيد الحاج، فدرس عنده الفقه و التفسير و النحو و الصرف و غير ذلك من العلوم العقلية و الشرعية حتى استوفى حظه من العلوم و المعارف، فعاد لتمنطيط عالما من العلماء، مشاركا في جميع الفنون و مباحثا في النوازل. كان رحمه الله مداوما على قراءة صحيح البخاري في كل رمضان و ذلك على عادة الآباء و الأجداد، و كان يقرأ معه في ذلك الوقت سيدي عبد الله بن سيدي محمد بن عبد الكريم الحاجب، و سيدي محمد بن سيدي محمد الجزولي.
عاش رحمه الله حياته في إفادة المسلمين و قضاء مصالحهم حتى توفاه الله بتمنطيط، فرحم الله شيخنا و نفعنا ببركاته، آمين.
الشيخ سيدي امحمد بن احمد البدوي بن سيدي المحضي
سيد عبد الكريم البكري 1261 ه:
ولد رحمه الله بتمنطيط ليلة السبت 18 ذي الحجة سنة 1228 ه الموافق ل 1716 م و بهاته المدينة المباركة تعلم و أخذ بداية تعليمه على يد والده الشيخ سيدي احمد البدوي، ثم بعد أن ظهرت بوادر الرغبة منه في العلم و طلب الإستزادة منه، انتقل به والده إلى مدينة العلم و العلماء بلدة القضاء و القضاة (ملوكة) و فيها أكمل تعليمه على يد العالم الفذ و القضي العدل الشيخ عبد العزيز بن سيدي الحاج.
بقي فيها مدة من الزمن يغرف من علومه، و يستفيد من كمالات فيوضاته ، حتى أتم اله عليه النعمة بها، و صار عالما من العلماء، و سيدا من السادات.
فكان رحمه الله رجلا ذا همة و كرامة و صاحب مواهب كبيرة فضلا عن كونه عارفا فقيها و حافظا، عالما بالنحو و الصرف، وضابطا لأحكام التلاوة و التجويد، فارس على المنابر و قطب من الأكابر.
تولى خطابة الجامع العتيق باولاد علي بن موسى بتمنطيط، فتصدر فيه للتدريس و لإفتاء، فأفاد رحمه الله العوام و الخواص.
و كان من أجل ما فعل و أعظم ما خلف، هو إقباله على ترتيب أبواب الشورى فقد رتب نوازلها، و أحكم تقاليدها، و نظم مقاصدها، فكانت بذلك على أحسن حال و أكمل صورة. و لدينا ختمة لصحيح البخاري منقولة من خط يده، نوردها في الملاحق: ص رقم:
و في سنة 1261 ه الموافق ل 1748 م قام رحمه الله بالتوجه نحو البقاع المقدسة قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، و لكن شاءت القدرة الإلهية أن يتوفى في الطريق ما بين تديكلت و غدامس، و هو لا يزال رحمه الله في عنفوان شبابه، فقد كان عمره حينها 33 سنة، و لكن ثبت له الأجر، و حصلت له المنية إن شاء الله فقد قال أعز من قائل (و من يهاجر إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله).
و لما بلغ نبأ وفاته حزنت تمنطيط عليه أشد الحزن، و تأسف أهلها غاية التأسف، ولكن ما هو إلا كما قال الله تعالى: لكل أجل كتاب.
الشيخ سيدي محمد بن سيدي سعيد العالم 1298 ه:
ولد رحمه الله سنة 1229 ه بتمنطيط، و بها أخذ مبادئ العلم و المعرفة، و مفاتيح أبواب الفضل و العرفان، فحفظ كتاب الله عز و جل على الوجه المرضي عنه شرعا، و تعلم متونا عديدة كمتن ابن شاعر، و الرسالة لابن أبي زيد القيرواني في الفقه، و الأجرومية، و ملحة الإعراب في النحو.
ثم بعد ذلك انتقل به والده لمجلس الشيخ أبي فراس سيدي عبد العزيز بملوكة، و فيها أكمل تعليمه فقرأ المختصر و الألفية و العاصمية و غيرها من متون العلم و المعرفة، و لما أتم الله عليه النعمة قفل راجعا لتمنطيط، فجلس فيها عالما معلما، و مفتيا محققا، له رحمه الله جملة من الفتاوي و التحقيقات في العديد من الأبواب الفقهية و غيرها، فضلا عن العديد من القصائد الشعرية في المدح و الرثاء، توفي رحمه الله سنة 1298 ه.
الشيخ الفقيه الحسن بن سعيد البكري 1286 ه:
هو العالم الفاضل و الزاهد الكريم السيد الحسن بن سعيد البكري أحد الرجال المعروفين، سيد الفضلاء و الأخيار، عاش رحمه الله عمره في الإفادة و التعليم نشأ نشأة إسلامية صحيحة، فزهد في الدنيا و عمل للآخرة.
كان رحمه الله في العلم آية، بحر بلا ساحل و إمام في المذهب المالكي، من الفقهاء المجتهدين، أفتى في العديد من النوازل، و جالس الجهابذة الفحول.
مما ميز مسيرة حياته رحمة الله عليه كثرة نسخه للكتب و شرائه لها، درس على يد العالم الفاضل و الشيخ الفقيه سيدي عبد العزيز بملوكة: الفقه و النحو و الصرف، و أجازه في جميع الفنون و العلوم، المدح و الرثاء و تصدر للتدريس بالزاوية البكرية من وقت إجازته، حتى توفاه الله سبحانه إليه عام 1286 ه.
و من تلامذته الفحول ابنه سيدي محمد و القاضي سيدي الحاج محمد بن عبد الرحمان و سيدي أحمد بن السيد البكري و سيد البكري بن عبد الرحمان التنلاني.
كان من دعائه رحمه الله قوله:
اللهم أمن روعتي بالإتكال على عصمتك، و أذهلني على الخلق بالتفكير إلى بهاء جمالك، و اجذبني بجوك إلى حضرت كمالك، يا حنان يا منان يا لطيف يا عطوف، يا ذا الفضل و الإحسان.
و قد رثاه عند موته العلماء و المشاهير و كان من بينهم إبن أخته و تلميذه البار: سيدي البكري بن عبد الرحمان بن الطيب بقصيدة قال فيها:
مال سعدى رمت فؤادي بلحظ و كوتني بنار هجر جهارا
بخلت بوصالها و تصدت بالصدود و صيرته شعارا
ولد رحمة الله عليه بتمنطيط سنة 1227 ه، و بها أخذ تعليمه الأول فحفظ كتاب الله عز و جل في سن مبكرة جدا، و ظل بعدها معتكفا على حفظ المتون و المنومات العلمية، و غير ذلك من القصائد الشعرية كالمعلقات.
ثم بعد تحصيله لمبادئ الفقه و اللغة و النحو توجه به والده سيدي محمد الجزولي نحو الرجل السيد، العالم العلامة و البحر الفهامة السيد سيدي عبد العزيز بن سيدي الحاج البلبالي.
فكان رحمه الله عنده دهرا من الزمن، تلميذا مجتهدا، راغبا في العلوم و المعارف، محصلا لكل ما يسمع، و مدققا فريدا.
كان الشيخ سيدي عبد العزيز ينعته بوصف الأفاضل الكرام، و يثني عليه بالخير، فدرس معه في الفقه: الرسالة لابن زيد، و المختصر من أوله لآخره، و متن العاصمية لابن عاصم، و منظومة العمل للفاسي، و غير ذلك من المتون الفقهية.
أما في النحو و اللغة و الصرف فقد درس الألفية لابن مالك، و لامية الأفعال، و غيرها من المتون...
توفي الشيخ رحمة الله عليه عام 1305 ه، رحم الله الشيخ و أسكنه فسيح جنانه.
الشيخ سيدي أحمد ديدي بن سيدي محمد العالم 1370 ه:
ولد رحمه الله بتمنطيط سنة 1299 ه الموافق ل 1879 م، و تعلم بها كتاب الله عز و جل على يد الشيخ الطالب محمد بن الطالب عبد الواحد، و أخذ مبادئ الفقه و النحو على يد أخيه الشيخ سيد البكري بن سيدي محمد العالم، الذي كان أحد شيوخ الشورى في مجلس قضاء توات، و الحاصل أن شيخنا سيد أحمد كان مجتهدا في العلم و المعرفة، طالبا للتحصيل و الفائدة، حتى ما عرف عنه تضييعا للوقت، فقد كان الطلبة في يوم الخميس يقومون بما يسمى "خلوط"، و لكن الشيخ بقي في كسان خمس سنين، ما فعل ذلك مرة واحدة...
و مما يروى عنه أنه ذات مرة في كوسان و في مجلس شيخه سأله عن مسألة من المسائل فتورع الشيخ عن الإجابة، و كان هذا في بداية دراسته، فضحك الطلبة استهزاء به، فقال لهم الشيخ و في حدة من الغضب: إن هذا الذي رأيتم منه ما حصل الآن، سوف بفضل الله يعرف من السماء الحمام الذي يمر فوق سطح بيتهم، و هو في وسط الدار، و هذا القول دل على أن الرجل سوف يبلغ مبلغا كبيرا، و معرفة واسعة في الأسرار الربانية، و الأنوار الإلهية.
فأكمل رحمه الله في كوسان مدة خمس سنين، حاز فيها السبق، و نال فيها من العلوم الكثير، و ملك إجازة مطلقة من قبل شيخه سيدي عبد الله، و أخرى خاصة بقراءة صحيح البخاري، كتبها الشيخ سيدي أحمد بخط يده، رحمة الله عليه.
و بعد رجوعه لتمنطيط أسس مدرسته الداخلية الأولى بتوات و ذلك سنة 1923 : فأحضر بعض أصدقائه أولادهم، و هكذا بدأ عدد الطلبة يتزايد يوما بعد يوم، فكان من الطلبة الأوائل الشيخ الحاج أحمد نومناس، و الحاج عبد الكريم التنلاني، و الشيخ سيد الحاج محمد بلكبير، و الشيخ سيد الحاج محمد العالم، و غيرهم من الطلبة. و كان رحمه الله يطبق نظاما تدريسيا جيدا، فقد كان الطالب بمجرد أن يحضر للمدرسة، يسأله: هل ختمت القرآن أم لا. فإن تبين له حفظه، و ذلك بعد استظهاره أمام المكلف بالتدريس بدأ له الوقفة في ابن عاشر، و الآجرومية، و إن وجده غير حافظ بدأ له ابن عاشر فقط، و الباقي حتى يكمل كتاب الله...
تميزت مدرسته رحمه الله بأمور كثيرة من بينها:
1-إقامته للمدرسة الداخلية و إيواء الطلبة في بيته و كانت سنة حسنة بدأ بها رحمه الله في المنطقة، فقد كانت العادة قبل ذلك أن الطلبة يدرسون و يتعلمون، ثم ينصرف كل منهم إلى أكله إن كان يملكه، و الحاصل أن الشيوخ قبل شيخنا و جدنا الشيخ سيد أحمد ما كانوا يطعمون الطلبة على عدد الأيام.
و بعدما أنشئت المدارس بعد ذلك صاروا على نهج الشيخ رحمه الله.
2-قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان: كان قبله يقرأ البخاري، و لكن في وقت من الأوقات، انقطعت قراءته في تمنطيط، و لما فتح الشيخ المدرسة و توافدت عليها الطلبة من جميع الجهات، أعاد قراءة الصحيح في تمنطيط، فقد كان يقرأه مع القاضي سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق، و الطلبة و المستمعون من أهل البلدة.
3-ختم مجلس الدرس بابن عطاء الله: اعتاد رحمه الله ختم مجلس الدرس بقراءة جزء من كتاب الحكم لابن عطاء الله الأسكندراني، و كانت عادته رحمه الله حتى وفاته.
و بفضل من الله العلي القدير لا تزال مدرسته التي أسسها في سنة 1330، مستمرة في أداء مهمتها التعليمية و الإجتماعية و الحمد لله.
توفي يوم الجمعة 16 شوال سنة 1370 ه – الموافق ل 20 جويلية 1951 م.
من أقواله رحمه الله:
(من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، و جعل فقره بين عينيه و لم يوتيه من الدنيا إلا ما كتب له، و من كانت الآخرة همه جمع الله عليه أمره و أغنى قلبه و أتته الدنيا راغبة).
(ما كان لله دام و اتصل و ما كان لغيره انقطع و انفصل).
الشيخ سيدي الحاج محمد القاضي بن عبد الكريم بن عبد الحق 1374 ه:
هو المؤرخ الكبير، و القاضي العدل سيدي محمد بن عبد الكريم بن عبد الحق المولود بتمنطيط سنة: 1300 ه، نشأ بتمنطيط، و فبها حفظ كتاب الله عز و جل، و شيء من المنظومات الفقهيو النحوية، و لما اشتد عوده و ظهرت نجابته، فكر والده في أمره، و تحير في حاله، فما كان منه إلا أن أرسل للفقيه سيدي محمد والد الشيخ سيدي الحاج محمد العالم الساكن بالمنيعة، فشاوره في أمر إبنه محمد هل يرسله في طلب العلم أم يوجهه لأمور الدنيا كي يعينه فيه، فخاطبه سيدي محمد بقوله: أما أمر الدنيا فيعينك الله عليه، و أما مشاورتك لي في ولدك، فالظاهر عندي أن توجهه نحو طلب العلم و المعرفة فهو نعم الزاد.
و فعلا أخذ بنصيحته، ووجهه نحو المدينة العامرة، و الزهرة الخالدة، كوسان حيث كان الفقهاء الجهابذة، و تحديدا كان عند شيخه العالم العلامة سيدي عبد الله بن أحمد الحبيب.
تولى القضاء بالديار التواتية و ذلك سنة 1354 ه.
خلف وراءه عددا من المؤلفات القيمة منها:
1 الكواكب البرية في المناقب البكرية.
2 درة الأقلام في أخبار المغرب بعد الإسلام.
3 جوهرة المعاني فيما ثبت لدي من علماء الألف الثاني.
4 حاشية على شرح السيوطي على ألفية ابن مالك في النحو.
و غير ذلك من القصائد و الأشعار، و التقاليد المفيدة النفيسة.
توفي رحمه الله يوم الأحد 25 ذي الحجة وقت صلاة الظهر.
الشيخ سيدي الحاج عبد القادر بن الشيخ سيدي أحمد ديدي 2000 م:
ولد رحمه الله بتمنطيط سنة 1918 م، و حفظ كتاب الله عز و جل على يد الفقيه المؤدب الطالب قدور، ثم بعد ذلك أخذه الفقيه النابغة، و العالم الكبير سيدي الحاج أحمد نومناس إلى هاته البلدة الطيبة و هاته الأرض المباركة حتى يستفيد من علومه، و ينال البركة و الخير من ذلك المحل، و لما أتم الشيخ سيدي الحاج عبد القادر بعض المنظومات الفقهية أرجعه والده لتمنطيط، و تحديدا إلى مجلس درسه، فقرأ المختصر و الألفية لابن مالك و العاصمية في القضاء، و غيرها من العلوم و المعارف.
تميز رحمه الله في أثناء دراسته بالبديهة الحاضرة، و بقوة حفظ ثابتة فمما يروى عنه أنه حفظ المختصر و الألفية و العاصمية في مدة قصيرة جدا.
و بعد وفاة والده الشيخ سيدي أحمد ديدي، تولى مكان أبيه فكان خير خلف لخير سلف، فدرس في المدرسة، و واصل مسيرة الوالد في بعث الفكر و الثقافة بتوات، فكان رحمه الله يدرس الفقه و اللغو النحو و الفرائض، و كان يختم مجلس درسه كما كان والده، بقراءة بعض الحكم من ابن عطاء الله الأسكندراني.
و كان رحمه الله يهتم بالطلبة كثيرا، و يوفر لهم أسباب العلم، من مأكل و مشرب و مأوى.
و لكن مع بزوغ فجر السادس و العشرين من شهر رمضان المعظم، و في هاته الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر سنة 1921 ه و الموافق لسنة 2000 م، توفي شيخنا الجليل، و انتقل إلى الدار الآخرة فرحم الله الشيخ و أسكنه فسيح جناته آمين يا رب العالمين.
الشيخ سيدي الحاج أحمد البكري بن الشيخ سيدي الحاج عبد القادر:
ولد شيخنا الفاضل و أستاذنا العارف سنة 1953 م بتمنطيط و فيها تربى و تعلم، حفظ كتاب الله عز و جل على يد الشيخ مولاي أحمد أولف، و بعد ذلك توجه به والده إلى مجلس الشيخ سيدي الحاج أحمد بنومناس، فكان فيها مدة من الزمن، يستفيد من معارف الشيخ، و يغرف من كمالاته، بعد ذلك عاد إلى مجلس والده فأخذ عنه الفقه متمثلا في دراسة المختصر و إتمامه، و النحو متمثلا في دراسة الألفية لابن مالك و غيرها من العلوم و المعارف، ثم انتقل بعد ذلك إلى مجلس الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير، و عنده درس أبوابا من المختصر و الألفية، ثم بعد ذلك عاد إلى تمنطيط عالما معلما، و مدرسا فقيها، فتولى الخطابة في المسجد بعد عجز جدنا و والده الشيخ سيدي الحاج عبد القادر، فضلا عن الصلوات الخمس و التراويح.
و واصل مسيرة جدنا رحمة الله عليه، في القيام وظائف المدرسة و على الوجه الأمثل، فهي كما كانت و الحمد لله، عامرة بالطلبة، محل زيارة الكثير من العلماء، و محط رحال العديد من الفقهاء.
فحفظه الله تعالى و رعاه، و جعله على نهج السلف الأخيار، و أيده في الأقوال و الأفعال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/06/2012
مضاف من طرف : soufisafi
صاحب المقال : عبد الحميد بكري إمام مسجد النور بتمنطيط