شدد البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، مختص في الأمراض الوبائية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، على ضرورة عزل الوفد المتكون من 36 جزائريا ورعايا تونسيين وليبيين وموريتانيين القادمين من منطقة ووهان الصينية، لتفادي أي عدوى محتملة من الإصابة من فيروس كورونا ، مؤكدا أن ترك الأشخاص القادمين من ووهان يسيرون بكل حرية أمر خطير، وقد يتسبب في انتشار الوباء أن تم تأكيد وجود أي إصابة محتملة. وفي السياق، أوضح بن قونية، أمس، خلال ندوة صحفية بمنتدى المجاهد، انه لابد من عزل الوفد القادم من ووهان على الأقل 14 يوما، مؤكدا أن قرار نقل الوفد إلى فندق المرسى بسيدي فرج صائب، باعتبار أن المكان يحوي فريق طبي متخصص في الأوبئة وتم تهيئته من اجل التكفل بهذا الأمر، مشيرا إلى أن خطر الإصابة بالفيروس كورونا ، وارد في حال الاحتكاك مع الأشخاص القادمين من ووهان الصينية، لاسيما أن أعراض المرض مشابه تماما لاعراض الأنفلونزا الموسمية العادية. وانتقد البروفيسور بن قونية، السياسة الصحية الموجودة في الجزائر باعتبار المنظومة الصحية تواجه العديد من النقائص، مشيرا إلى أنه في كل وقت تظهر فيه الأوبئة بالجزائر بتم التكفل بها، لكن دون تسطير برنامج مخصص للأوبئة، منتقدا غياب الاتصال بين الطبيب والمريض وغياب مخطط استعجالي خاص لمواجهة الأوبئة. وشدد البروفيسور المختص في الأوبئة على ضرورة الإسراع في بناء معهد متخصص باليقظة الصحية قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن المعهد يشمل خيرة من الخبراء الجزائريين في كافة الميادين العلمية، أطباء صيادلة وبيولوجيين وأطباء نفسيين وغيرهم من إطارات الدولة في عديد المجالات، مشددا على أن المعهد ضروري ولابد من التكفل بهذا القرار في اقرب وقت ممكن، باعتبار أن هذا المعهد سيكون بمثابة الفضاء الصحي المستعجل الذي يتكفل بمثل هذه الحالات المقدر تسجيلها في المستقبل. وبخصوص الإجراءات المتخذة لتفادي الإصابة بفيروس كورونا ، شدد ذات المتحدث على ضرورة الوقاية قبل العلاج، مشيرا إلى أن النظافة وغسل اليدين والأماكن التي يتواجد فيها الشخص يوميا ضرورية، بالإضافة إلى الاهتمام بالأكل الصحي الذي يساعد على زيادة مناعة الجسم، وإتباع النصائح التي اقرتها المنظمة العالمية للصحة، كما دعا الجزائريين إلى عدم التردد في لبس القناع الذي سيحميه من انتشار العدوى، مشيرا إلى أن البلدان المتقدمة تعمل على الحفاظ على صحة مواطنيها من خلال الدعوة المتكررة إلى ارتداء القناعات في حال ظهور مثل هذه الاوبئة. من جهة أخرى، دعا البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، الحكومة إلى ضرورة تكثيف النشاط، من أجل مواجهة الأمراض المستعصية التي أخذت في الظهور في الآونة الأخيرة، اخرها الكوليرا التي انتشرت في السنة الماضية، و كورونا التي يشهدها العالم اليوم، مشددا على الإسراع في توفير الوسائل الطبية والصحية اللازمة لضمان مواجهة فعّالة للأمراض المستعصية التي أخذت في الانتشار عبر 20 دولة تم الاعلان الرسمي عنها أنها سجلت اصابات بفيروس كورونا ، معتبرا أن هذه الحصيلة التي يتم تسجيلها سنويا، تحتاج لإستراتيجية مواجهة جديدة تشترك فيها جميع الأطراف. كما حذّر البروفيسور من خطورة هذه الأمراض التي تعود لما قبل الاستقلال على الصحة العمومية، مشيرا إلى المجهودات المالية المعتبرة التي تم رصدها للبرامج الوقائية للحد من انتقال هذه الأوبئة، إلا أنها تبقى غير كافية، منتقدا النقائص المسجلة بمختلف المصالح والهيئات الصحية والمرافق العمومية للصحة الجوارية وعبر المستشفيات، مؤكدا على ضرورة الاسراع في انتهاج وتسطير مخطط وقائر استعجالي هام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نزيهة م
المصدر : www.alseyassi.com