تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 وهي في نفس الوقت خزانة من خزائن التراث الجزائري الأصيل وإحدى الحواضر المتميزة في المغرب العربي الكبير، أنجبت الأولياء الصالحين والعلماء العاملين الفاعلين والمثقفين والفنانين، فكانت بحق قطبا للفكر والثقافة والحضارة، ومن شيوخ الموسيقى الكلاسيكية الشيخ العربي بن صاري الذي يعد علامة بارزة في الموسيقى، وضمن مختارات من الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، صدر عن وزارة الثقافة كتاب عن الشيخ العربي بن صاري...
ويندرج هذا العمل في مسعى قائم على ألا تذهب ذاكرتنا الثقاية في مطاوي النسيان وحتى تصبح ثقافتنا التي ما تزال مغيبة، ان هذا التعريف ولا تقوم بدورها التأصيلي في اعطاء ملامح شخصيتنا ومقوماتنا الوطنية في اعطاء هذه الأضلاع مكانتها التاريخية والثقافية والحضارية، وذلك من خلال جمع هذا التراث وتدوينه ودراسته حتى يصبح رصيدا ثريا لأجيالنا القادمة وحصنا حصينا يقيها من عواصف العولمة الثقافية التي أصبحت تنهمر بغزارة من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام السريعة والتي مازلنا نحن لم نعد عدتها لتحصين أنفسنا وتلقيحها بلقاح المناعة من الذوبان والتلاشي.
الشيخ العربي بن صاري من تلمسان يرجح انه ولد ما بين سنة (1870-1872)، أما تاريخ وفاته فقد قيد في 24 ديسمبر 1964 وقد ناهز القرن، وٍقد اختلف ايضا في شخصه مثلما اختلف في تاريخ ميلاده، فهناك من يصفه بالنفور والعبوس ومن يصفه بالبشاشة.
ومما قيل عن سبب تعلقه بالموسيقى وبروزه فيها، تعود الى دعوة دعت بها عليه أمه عندما نهته عن صنع آلة موسيقية (القنيبري) فلم يستجب لما نهته وصنعها، فقالت له «الله يخليك فراجة كما خليتني فراجة»، وهناك من يرجع سبب تعلقه بالموسيقى الى ثناء أثنى به عليه بعض اليهود حين قال له: «عليك نور اسرائيل».
تميز الحاج العربي بن صاري في المهنة الموسيقية بالضبط والصرامة إزاء أعضاء جوقة «الخدام»، كما كان يسميهم، وكان يعطي حرفته الأهمية القصوى من حيث قراءة القصائد الأندلسية، وكان مسيطرا وماهرا على الإيقاعات، وكان أستاذا في آلة النقر والطار، كما كان يتقن الإيقاعات والآوزان التلمسانية، كما كان الشيخ العربي استاذا بالمدرسة البلدية وكان موسوعة في معرفة الأغاني.
قدم للكتاب محي الدين كمال مالطي من تلمسان، حيث خصص جزءا من تقديمه للتعريف بالموسيقى الأندلسية في تلمسان، الشيخ العربي بن صاري في تاريخ الموسيقى الاندلسية والشيوخ الذين سابقوه والذين عاصروه والفنانين الذين خلفوا الشيخ العربي. واستعرض التقديم رؤية الشيخ العربي في انقاذ جزء كبير من تراثنا من الضياع ثم تطرق الى المدرسة الجديدة للموسيقى التلمسانية، تقاليد الموسيقى والنوبة المغاربية الأندلسية. وزود الكتاب بقرصين مضغوطين مع الحاج العربي بن صاري أحدهما خاص ب«نوبة «المجنبة» و«نوبة السيكة» والثاني خاص الحوزي.
وقسم الكتاب من القطع العادي الى قسمين، قسم بالعربية وينقسم الى جزئين، جزء للتعريف بالشيخ ويحتوي على 30 صفحة زائد جزء خاص بالقصائد من الصفحة ال47 الى الصفحة ال 76، وقسم بالفرنسية ويحتوي على 46 صفحة بالإضافة الى الصور.
الكتاب صدر عن وزارة الثقافة بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011.
تاريخ الإضافة : 05/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ابن تريعة
المصدر : www.el-massa.com