الجزائر

مخاوف من عدم تلبية طلبات الإقامة بعرفة ومنى حجاج يتحوّلون إلى نزلاء دائمين في عيادات البعثة



يتواصل تدفق الحجاج الميامين إلى البقاع المقدسة، استعدادا لأداء الركن الخامس للإسلام. ومقابل ذلك، تعكف البعثات على تحديد عدد الخيم لحجيجها في مخيمات منى وعدد الحافلات التي تتولى نقلهم من مكة المكرمة إلى المشعر الحرام.  تسعى البعثة الجزائرية في البقاع المقدسة إلى توفير الظروف المواتية لإقامة ونقل الحجاج إلى منى، غير أن هذا السعي، حسب مصادر مقرّبة من البعثة، يطبعه تخوف من عدم تلبية طلبات البعثة، من حيث عدد الخيم والحافلات التي تتولى نقل 36 ألف حاج يسهر على خدمتهم ديوان الحج والعمرة و26 وكالة سياحية خاصة. وكما هو معلوم، فإن الوكلاء المعتمدين للطواف هم من يتكفل بتحديد المساحة التي يفترض أن تمنح لكل بعثة في المخيمات، والتي تتسع لمليون ونصف المليون حاج. وبناء على معطيات نظرية، يحق لكل حاج أن يستفيد من حيّز داخل هذه المخيمات والمقدر بـ50 سنتيمترا، وهو مقاس سرير كل فرد. وكان رئيس ديوان الحج والعمرة، بربارة الشيخ، قد صرح في إحدى المناسبات عند التحضيرات الأولية في كل موسم، أنه سيوفر سريرا لكل حاج ضمن البعثة الجزائرية خلال إقامة ضيوف الرحمان في منى . ومقابل هذا التخوف، تتفاءل البعثة الجزائرية بأن يستفيد حجاجنا الميامين من ظروف إقامة لائقة في المشعر الحرام، إن تأكدت معلومات تتردد في أوساط الحجيج عن غياب حجاج بعض الدول مثل مصر وليبيا وتونس بسبب الأوضاع التي تشهدها من أحداث الربيع العربي. وحتى إن حضر حجاج هذه الدول، فإنهم لن يكونوا بالأعداد المعهودة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل، وقد يكون في صالح حجاجنا إن أحسنت البعثة التفاوض مع وكلاء الطواف المعتمدين في تنظيم عملية الحج. وعلى صعيد آخر، بررت مصادر من البعثة استياء بعض الحجاج من ظروف الإقامة، وتيه البعض منهم وسط الزحمة، والذي يرجع إلى عامل نقص الثقة بين الحاج والمسؤول عن خدمته وإلى غياب الاتصال، مما يجعل الحاج و بأنانيته يصطدم منذ وصوله إلى البقاع المقدسة بواقع يختلف عما سمعه خلال الأيام التحسيسية حول التنظيم والإقامة والإرشادات الدينية، لأنه كان يعتقد في قرارة نفسه أنه في رحلة ترفيهية أكثـر منها روحية، وبالتالي قد لا تتعبه. لكن ما أن يحتك بالواقع، يصبح لا يثق في كل شيء. وفي هذا السياق، يتردد في أوساط الحجاج أنه يوجد من بينهم من هو مصاب بأمراض مزمنة، ومنهم من يجمع مرضين مزمنين، رغم أنها مستثناة من زيارة البقاع المقدسة، وهو ما جعل البعض منهم بمجرد وصولهم إلى مكة يتحولون إلى نزلاء دائمين في عيادة البعثة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)