الجزائر

محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري



قال الشيخ أحمد بن محمد الأنصاري اليمني الشرواني في كتابه "حديقة الأفراح لإزالة الأتراح" ما نصه: الحكيم محمد المؤمن بن محمد قاسم الجزائري الشيرازي أديب ماهر سيف ذهنه باتر، حكيم حاذق ثاقب، فهمه كاشف عن دقائق الحكمة و الحقائق حاز وافر من الكمالات، و حير الأفكار بما أبداه في صناعة السرقات، مجاميعه كنوز الفوائد، و مضامين رسائله فرائد، فمن جيد شعره، ما قاله مادحا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه:
دع الأوطان يندبها الغريــب
و خل الدمع يكسبه الكثـيب
و لا تحــزن لأطلال ورسم
يهــب بها شمال أو جنوب
و لا تـطرب إذا ناحت حمائم
ولاحت ظبية وبدا كــئيب
و لا تصبو برنـــات المثاني
وألحسان فقد حسان المشـيب
و لاتعشق عذاري غــانيات
يزيـــن بنانها كف خضيب
و لا تــلهو بحب صبيح وجه
شبيه قـــوامه غصن رطيب
و لا تشرب من الصهباء كأسا
يكــون مديرها ساق أديب
و لا تصحب حميما أو صديقا
وذرهــم أنهم ضبغ و ذيب
و لا تفـرح و ى تحزن بشيء
فلا فرح يـدوم و لا خطوب
و لا تجزع إذا ما ناب هــم
فكم يتلو الأسـى فرج قريب
و سكن لوعة القلب المــعنى
و أنشــده إذا غلب الوجيب
عــسى الهم الذي أمست فيه
يـــكون وراءه فرج قريب
و لا تيــأس فإنه الليالي حبلي
فعل ليومهـــا شأن عجيب
جواد قبــل أن يرجى يواسي
غياث قبــل أن يدعى يجيب
تكلمت الظبـــا معه و شمس
و ثعبـــان و حيتان و ذيب
و ردت بعد ما غربت و غـابت
له شمس الســماء و لا عجيب
كريم يستـــحي من موئل قد
رجاه أن يمــــاطل أو يخيب
أمير المـــــؤمنين أبو تراب
على المـــرتضى البر الحسيب
عليه تحيتي مـــــا جن ليل
و جن مــن النوى دنف غريب
وله في رثاء الحسين سلام الله عليه قصيدة مخمسة، و هي من غرر قصائده، أذكر شرذمة منها، و هي هذه:
جاء شهر البكاء فلتبك عيني
بحنيني على مصـاب الحسين
و إمام الأنام من غير مـين
و ابن بنت الرسول قرة عيني
آه و احسرتا لرزء الحسين
آه فلنبـك من دم قد أراقوا
و بـدور قد اعتراهم محاق
و سقـوا طعم علقملا يذاق
خير رهط على البرية فاقوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
خصفتهم بروق بيـض المنايا
و أصــابتهم سهام البلايا
عن قسي القضا فدعني ألا يا
لا ئمي في البكا لعظم الرزايا
آه واحسرتا لرزء الحسين
هم بدور و غـربهم كربلاء
هالهم كرب أرضها و البلاء
خسفوا إذ لهم سنا و اعتلاء
ما لهذي البدور منها انجلاء
آه واحسرتا لرزء الحسين
كم بها صـادقت البغاث نسورا
كم بها صارت السروج قبورا
كم بها استوسد الكرام صخورا
ما لهذي البدور منها انجـلاء
آه واحسرتا لرزء الحسين
وردته الخطوط منهم قالوا
مل إلينا بسرعة ثم مالوا
عنه إذ حل في فناهم فحالوا
بينه و الفرات ثم استطالوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
و عدوا النصر ثم خانوا عهودا
أوثقوا عقدها وصادقوا أسودا
بذلوا دونه النفوس سعودا
حيثما شاهدوا الجنان شهودا
آه واحسرتا لرزء الحسين
غساب فتيان أهله و الكهول
فغدا السبط يشتكي و يقول
و له مدمع عليهم همول
هل بقي من بعين يا قوم قولوا
آه واحسرتا لرزء الحسين
و ما ألطف قوله:
معاشر إخواني ســــلام عليكم
لقد دمعت عيـناي شوقا إليكم
و لا غرو إن جسمي ثوى أرض غربة
فروحي و قـلبي ثاويان لديكم
و من مقاطيعه البديعة قوله:
علا هلالي على تـلال
فضــاء منه فضاء مهمه
فقيل: نور فقلت: نور
وقيل: نجم فقلت: مه مـه



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)