الجزائر

محمد عفيفي، رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة، في حوار لـ”الفجر” السياحة الثقافية في الوطن العربي جزء من اقتصاد الدولة وواقعها لا يبعث على التفاؤل


محمد عفيفي، رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة، في حوار لـ”الفجر”               السياحة الثقافية في الوطن العربي جزء من اقتصاد الدولة وواقعها لا يبعث على التفاؤل
تطرق الباحث والأثري المصري، محمد عفيفي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الدائرة المركزية لآثار القاهرة والجيزة  بمصر، على هامش مشاركته الأخيرة في فعاليات مؤتمر التراث والآثار الذي احتضنه الجزائر مؤخرا، إلى جملة من النقاط التي لاتزال تثير الكثير من الجدل حول طبيعة التعاون التراثي في الوطن العربي وواقع السياحة الثقافية به. وعن هذا الموضوع يتحدث في حوار لـ”الفجر”. كيف ترى واقع السياحة الثقافية في الوطن العربي، انطلاقا من مؤتمر التراث الحضاري والآثار الذي احتضنته الجزائر مؤخرا؟ لا يختلف اثنان أن السياحة الثقافية تلعب دورا كبير في النمو الاقتصادي وكذا الاجتماعي لكل بلد عربي، غير أن واقعها الحالي لا يبعث على التفاؤل بدليل الوضع المتردي لهذا القطاع الذي لم يشهد تطورا أو تحسنا منذ فترات طويلة، وكذا قلة الاهتمام به من طرف الدولة والشعب على حد سواء، وبالتالي جاء هذا المؤتمر بكل ما حمله قي طياته بهدف تطوير هذا النوع من السياحة، مع التركيز على عدة نقاط تتعلق في مجملها بمدى الوعي الثقافي والحضاري لشرائح الناس المختلفة حول الاهتمام بالسياحة الثقافية التي تعد مثل الأنواع السياحية الأخرى، باعتبارها عنصرا فعالا وجزء لا يتجزأ من اقتصاد البلد القائم على استراتيجيات تنموية معينة، بالإضافة إلى أنها تعبر عن ذاكرة وهوية وتاريخ الشعوب العربية التي تعرف معنى تراثها والذي لا ينبغي التخلي عنه مهما حصل، وهذا لا ينفي وجود القلة القليلة التي تتعامل معه بجفاء، وعلى أنه مجرد حجارة وركام خالية من المعاني. بالإضافة إلى الإستراتيجية، برأيك هل تساهم القوانين المنتهجة من طرف الحكومات العربية الخاصة بحماية الآثار والتراث الحضاري العربي في تحقيق تعاون شامل؟  توجد قوانين تتبعها الحكومات العربية وكذا الوزارات المعنية كوزارة الثقافة، التربية، الصحة وغيرها بخصوص الحفاظ على التراث بمختلف أشكاله، لكن ما يهم هنا هو التنسيق والتعاون الذي يبقى تحقيقه صعب المنال رغم التوفر على قوانين واضحة تصب في هذا الغرض. ومن أجل تعميم ثقافة الاهتمام وتدريس التراث في المدارس، الجامعات، والمؤسسات الثقافية، وجب الإشارة إلى بعض الأمور التي تساعد في تحقيقه كإلزامية دراية ومعرفة المسؤولين كأشخاص بهذه القوانين والأطر لتسييرها بشكل سليم ومتوازن دون حدوث أي اختلال. ماذا تسمي هذا التعاون، هل هو اتفاق نهائي بين الهيئات العربية المعنية؟  أدعو كافة القائمين على هذا المجال الحيوي إلى الاتفاق الذي نسعى من ورائه إلى إحراز تطور وتقدم في هذا المجال بتعزيز التعاون وتنويع القوانين لتشمل جميع الهيئات ومعظم جوانب الآثار والتراث المادي واللامادي، من خلال تبادل الخبرات، على غرار الإمكانات المادية، البشرية والعلمية وغيرها. وعلى سبيل المثال لا الحصر الجزائر ليس بها العدد الكافي من الكوادر المختصة في التراث والمواقع الأثرية، فيمكن استعانتها بدول أخرى للوصول إلى هدفها، وهو الحال في مصر، ربما تفتقر إلى عوامل معينة نجدها متوفرة في الجزائر، وهكذا دائما على هذا النحو يتم التبادل الخبراتي بين الدول.  هل تعتبر الخبرات العامل الوحيد للحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري عند العرب؟  تبادل الخبرات جزء من أساليب الحماية والإستراتيجية المتبعة، لكن تبقى عوامل أخرى مهمة، تلعب دورا كبيرا في بقاء أو زوال الحضارة والثقافة، وعلى رأسها الجانب الأمني، فإذا غاب عن الدولة ساد الانهيار في جميع المستويات سواء الاقتصادية ببناء اقتصاد قوي أو السياسية بسيادة الفوضى وصدور قرارات عشوائية، وهو ما يؤدي إلى ضعف الدولة داخليا  وخارجيا، بالإضافة إلى نواحي أخرى كتدهور التعليم وقطاع الصحة، الفلاحة، وحتى الرجل البسيط الذي يبيع بضاعته في الشارع لو اقتربت منه وسألته أكيد سيقول لك لو لم يكن هناك أمن لما كنت متواجدا هنا، دون أن نستثني قطاع التراث والآثار الذي سيعاني لا محالة في ظل الأوضاع المتردية وغياب الأمن، جراء ما سيطاله من تخريب وسرقة وإتلاف.. وغيرها.  في ظل إجراءات الدولة المصرية الخاصة بالتعريف بالسياحة الثقافية والتراث الحضاري، هل ينظر المصريون إلى الأهرامات كواحدة من أضخم الانجازات التراثية على أنها مجرد جماد فقط؟  عموما هناك من يراها بنظرة سلبية وجافة ولا يعيرها أي اهتمام وهناك من يقدم نظرته الفاحصة والدقيقة والباحثة التي تتناول جوانب مختلفة بأبعاد ومعاني فنية شتى، على غرار كيفية  تصميم وبناء الأهرام، شكلها، حجمها الكبير، بالإضافة إلى هندستها الداخلية والخارجية، وفوق كل هذا أنها تعبر عن تاريخ وإرث مصر الحضاري والثقافي عبر العصور القديمة. حاوره/ حسان مرابط  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)