ان اعتمادنا هذا التحقيب هو في الواقع ضرورة منهجية اقتضتها طبيعة تطور مسار منطق الخطاب ذاته(خطاب محمد عبده) كما اقتضتها مسارات اعادة التأصيل واعادة التكوين واحتمالاتها الممكنة واللاّممكنة التي عرفتها مصر بدءا من محمد علي. ان الثورة العرابية باعتبار أنها كانت احتمالا ممكنا لإعادة التأصيل واعادة التكوين اختزلت كل المسارات سواء في منطلقاتها أو في أهدافها بحيث لم يعد ممكنا ولا موضوعيا الحديث مثلا عن تاريخية خطاب محمد عبده او عن خطاب محمد عبده في تاريخيته خارج مسار تلك الثورة وخارج ما كان ينفتح عليه ذلك المسار من احتمالات. لذلك فإننا سنحاول أن نتلمس "استراتيجية" محمد عبده لتحقيق "مدنية الامة الوسط" من خلال مضمون خطابه وعلاقة ذلك بموقفه من الاستعمار الانجليزي ومن الخديوي، سواء قبل الثورة العرابية أو أثناءها أو بعد فشلها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد حفيان
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 17, Numéro 29, Pages 597-610 2016-06-01