الإمام محمد بن عبد الرحمن الحوضي من أدبه القصيدة الطنانة التي يقول فيها متغزلا:
أرذاذ المزن من عين نــزل
أم دموع الشوق إذ رق الـغزل
أبعيني ديمة و كــــافة
أم شعيب للنوى منها أنبــزل
لا بكـــت ديمة و كافة
ضوءها عن فعلها إن لم تــزل
دع عـذولي اللوم إني شائق
رق طبيعي دون صنعي في الأزل
أوينـسى العهد قلب دنف
و الهوى قبل النوى غنه الــنزل
لا تلـمني دون علم عاذلي
فبسمعي صمم عمن عـــذل
إن في نـار هواكم جـنتي
لو علمت الحبل منكم يتصــل
أمنـوا روعة قلبي باللقــا
فانتظار الوعد قرب إن حصــل
و هي طويلة، و من نظمه البليغ يرثي فيه إمام الموحدين الشهير الولي الكبير سيدي محمد بن يوسف السنوسي الحسني رضي الله عنه و نفعنا بعلومه آمين هذه القصيدة اللزومية:
ما للمنازل أظلمت أرجــاؤها
و الأرض رجب حين خاب رجاؤها
وأتى عليهـا النقص من أطرافها
و تراكمت و تعــاطفت أرزاؤها
رزء عظيـــم خطبة و مصيبة
لم نـــدر يا للقوم كيف عزاؤها
فقد السنـــوسي الإمام محمد
و هو ابـن يوسف هد منه علاؤها
قد كـان بحرا للمعارف زاخرا
فــانزاح عنها حين بث غطاؤها
قد كــان بحر للمعارف زاخر
فانزاح عنهــا حين بث غطاؤها
و دعـا إلى التوحيد دعوة مخلص
و إلى الشــريعة فاستنار ضياؤها
هذا الذي ورث الـنبي فأصبحت
علل الضــلال به استفيد دواؤها
هذا الــــذي تبع النبي وصبه
فانجـاب عن سبل الهدى ظلماؤها
يا أيهــــا النفس المقدسة التي
لبقائها المحــــدود كان فناؤها
يا أوحـــد العلماء يا علما به
كــــل العلوم بدت لنا أنحاؤها
يادرة الزهـــــاد يا غوثا به
يرجي لأمــراض القلوب شفاؤها
كم جــاءت الدنيا تسوق رئاسة
يبـــــغي إليك تقربا أبناؤها
فأبيت عنهــا معرضا مستحرقا
لم يخدعك جمــــالها و بهاؤها
و جعلتـــها نحو الجنان مطية
و سبيل ترحــال و ذاك جزاؤها
من للتـــــآليف التي ألفتها
يبدي بها مــا استشكلت قراؤها
من للعــلوم على اختلاف فنونها
يبدي لهـــا نكتا يروق سناؤها
من القلوب إذا صدت و إذا قست
تأتي مواعــــظه فيذهب داؤها
ما ذاك إلا من خصـــائلك التي
أعطـــاكها رب له إعطاؤها
ما شئت من تقوى و من روع و من
كـرم و من شيم تلا إحصاؤها
و اسيــت أهل العلم حتى أصبحوا
و عــلك من نفقاتهم اجراؤها
تعطي و تــؤثر من ترى ذا حاجة
فاعتاد رفـــدك دائما فقراؤها
تلقاهم متهــــــللا متبسما
فوجدوهم باق علـــيها ماؤها
و ينـــال كل الناس منك نصيبه
حتى لقــــد بلغ المراد إماؤها
أخــلاقك التسليم يصحبه الرضى
بالله منشور عليــــك لواؤها
خلق كـــــريم لم ينل يعطيه
إلا مــــن المولى ينال عطاؤها
شهد الأعـادي كالصديق فأنشدوا
و مليحة شهدت لهـــا أعداؤها
لكن مشيئة ربنــــا تجري كما
سبق القضـــاء فلا يرد قضاؤها
لهفا و لهــــــفا دائما لو أنها
تجدي و مــا تغني و كيف غناؤها
إن تـــــكبه عين فما أدت له
حقا و لــو مزج الدموع دماؤها
أو تبــــكه أبدا تلمسان و من
في حـــوزها و رجالها و نساؤها
لم يقدروا مقـــــداره أنى لهم
و لقد بـــكته أرضها و سماؤها
فلمثله يبكي الوجــــود مصيبة
عظمت فـأحزنت الورى إغماؤها
هيهات للدنيـــــا تجود بمثله
من شأنها لم يصـــف قط إناؤها
و جب العـــزاء به لكل موحد
من شـــأنها لم يصف قط إناؤها
و لأهــل مجلسه خصوصها ابنه
شمس نـــأت عنهم غاب ضياؤها
و شيـــخونا العلماء نعزي أننا
جسد لــــه أعضاؤهم رؤساؤها
و لأهــــله حق العزا فبيوتهم
من بعــــده لا تنجلي ظلماؤها
لكن من الشـمس المنيرة إن تغب
بدر الـــدجا خلف و فيه سناؤها
يا قــلب صبرا فالمصائب كلها
إن تلقــــها بالصبر خف بلاؤها
يا رب قــدس روحه وضريحه
و مـــــن الجنان تحفه نعماؤها
و عليـــه من رب الأنام تحية
موصلة لا تنقــــــضي أناؤها
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف