محمد روبة يروي تجربته مع الهجرة غير الشرعية

هو شاب تجاوز سن ال35 ببضع أشهر فكر في السفر إلى أوربا والعيش فيها بحكم تواجد شقيقه الأكبر هناك لعل وعسى يساعده على التأقلم والاستقرار فكان سبيله الوحيد هو قارب الصيد والمجازفة بحياته بالرغم من معرفته الجيدة بالبحر و غيائبه -بفتح الغاء-10 سنوات مضت على مغادرة ' محمد روبة' لبوزجار متجه إلى إسبانيا على قارب صيد ولا يزال يتذكر جيدا تلك الليلة التي امتطى فيها رفقة 8 أشخاص من شباب المنطقة قارب مطاطي 'البوطي' يصل طوله 4.80 م مزود بمحرك 25 كانت الساعة آنذاك تشير الى السادسة صباحا من صيف 2005 حينما غادر محمد قريته التي ولد وترعرع فيها حتى أنه خرج من المنزل دون وداع أهله لأنه كان يعرف جيدا رفض والديه لفكرة الحرقة بهذه الطريقة التي قد تعرض حياة المغامرين للموت المحقق. وبعد قطع الزورق لمسافة 160 كلم بحرا وصل "الحراقة" إلى ساحل" الميريا" ليتفرق الجميع أخذين وجهات مختلفة وبعد ساعات تم توقيف محمد رفقة بعض الأصدقاء ووضعهم في أحد المراكز لأسابيع وبعدها منحت له رخصة الإقامة و تذكرة طائرة الى الوجهة التي يود الاستقرار بها . فكان على محمد إلا أن يختار مدينة 'سان سيباستيان' المتاخمة للحدود الفرنسية حيث يقطن شقيقه الذي ساعده على الاندماج. وأمام إصرار محمد على البقاء بهذه المدينة وبناء مستقبله استطاع أن يلتحق بمركز تعليم اللغة الإسبانية لمدة سنة كاملة فتمكن من إتقان اللغة و الظفر بتربص لمدة سنتين في مجال التلحيم وبالتالي الخروج بشهادة تمكنه من الالتحاق بعالم الشغل بإسبانيا النجاح في الاندماج في المجتمع الإسباني وهو ما أهله في الحصول على شهادة الإقامة الدائمة وتسوية وضعيته القانونية هناك . وعلى العكس من محمد فإن بعض نظرائه ممن نجحوا في الهجرة السرية ظنوا أن المغامرة تنتهي عندما تطأ أقدامهم البلد الحلم فراحوا ينغمسون في ملذات الحياة لتمر السنين دون تسوية لوضعيتهم أو عودتهم إلى الديار يجرون خيبة الأمل لأن هذه الفكرة غير واردة في أذهانهم فبقوا بذلك معلقين بين حلم ' أوراق ' الإقامة والعودة غانمين إلى الأهل .