الجزائر - Revue de Presse

محمد حنكوش (مدرب مولودية وهران ) لـ''المساء'':‏لن أترك المولودية.. وعلى مسؤوليها الوعي أكثر بمسؤولياتهم



 

رهن موقف المعارضة السورية الرافض لأية مفاوضات مع السلطات السورية حظوظ النجاح بالنسبة للمبادرة العربية التي يحاول أعضاؤها احتواء أزمة مستفحلة منذ منتصف مارس الماضي وتكاد تدخل سوريا في متاهة قد لا تنتهي.
ويبدو أن مختلف أطياف المعارضة السورية لا تريد السير في سياق الخطة العربية إلا إذا تضمنت نقطة تقضي برحيل الرئيس بشار الأسد. وهي القناعة التي أكد عليها سمير النشار العضو القيادي في المجلس الوطني المعارض عندما أشار إلى أن المجلس لا يريد حوارا ولكن مفاوضات تنتهي بتسليم السلطة من النظام السوري ورحيل الرئيس بشار الأسد تمهيدا لإقامة نظام ديمقراطي.
ويؤكد هذا الموقف درجة الإصرار لدى المجلس الوطني السوري وتشبثه بمواقفه حتى بعد اللقاء الذي جمع قياديين عنه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والذين نفوا موافقتهم على الخطة العربية أو حتى المشاركة في أي حوار مع السلطات السورية.
وإذا كانت دمشق قبلت بخطة العمل العربية من اجل إيجاد تسوية للأوضاع المتردية في سوريا فان ذلك لم يكن كافيا لبدء تنفيذ الخطة التي طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وسحب كل مظاهر التسلح من شوارع مختلف مدن البلاد بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لتهدئة النفوس وبعث الثقة وبما يؤكد نية الحكومة لإنهاء حالة الاحتقان الراهنة.
والمؤكد أن موقف المعارضة السورية الرافض للخطة العربية وضع الجامعة العربية أمام مأزق حقيقي وخاصة وأنها ربطت تحركها بعامل الوقت الذي لا يمكن أن يتعدى الأسبوعين قبل تبنى خطة تحرك أخرى في حال رفض أي طرف التعاطي إيجابيا معها.
وإذا سلمنا أن المجلس الوطني السوري سيتمسك بموقف الرفض فانه يكون بذلك قد خدم من حيث لا يدري موقف الحكومة السورية التي تمكنت من إلقاء الكرة داخل معسكر المناوئين لها الذين تمسكوا بخيار مواصلة المسيرات الاحتجاجية إلى غاية الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وهو مبرر كاف للحكومة السورية للقول لكل العالم أنها ليست مسؤولة عما يجري وأن الوفد العربي إذا كان يريد فعلا بلوغ خطته عتبة النجاح فعليه أن يقنع المجلس الوطني الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية بمقترحات الخروج من النفق الأمني الذي تشهده البلاد.
ولكن لهذه الأخيرة مبرراتها أيضا لرفض الخطة العربية وهي تصر على القول باتجاه الجامعة العربية أن الحكومة السورية تفتقد لأدنى إرادة من اجل الوصول إلى تسوية وأن قبولها بخطة العمل العربي إنما الهدف منها ربح مزيد من الوقت لتكريس سياسة الأمر الواقع ورفض الرضوخ لمطالبها. ودليلها على ذلك مواصلة القوات النظامية إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط مزيد من القتلى يوما فقط بعد إعلانها رسميا بقبول بنود الخطة العربية.
وبين الموقفين وتطاحن حجتي كل طرف فان الجامعة العربية ستجد نفسها مرغمة على بذل جهد اكبر من خلال إيجاد طريقة لإنقاذ خطتها من انهيار وشيك وهي التي راهنت على الموقف السوري ربما دون الأخذ بعين الاعتبار موقف المعارضة التي رفعت من سقف مطالبها برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وهو المطلب الذي لا تريد دمشق سماعه وهي مستعدة للرد بشتى الوسائل لمنع تحقيقه. والواقع أن السلطات السورية عندما قبلت بالخطة العربية بعد تردد كبير كانت على علم أن خصومها لن يقبلوا بها لأنها لم تتضمن نقاط مطالبها واكتفت فقط ببحث مخرج سياسي في إطار بقاء نظام البعث الحاكم في دمشق شريطة قيامه بإصلاحات سياسية جذرية تأخذ بعين الاعتبار مطالب الشارع السوري والتيارات المعارضة التي ركبت موجة الحراك الشعبي في هذا البلد بعد أن كانت مجرد حركات وأحزاب كل قيادييها يعيشون في المنافي.
وحتى وإن سلمنا بفرضية قبول المعارضة الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية فان الخلافات ستكون اشد حول نقاط جدول المفاوضات وماذا يريد كل طرف تحقيقه من الآخر من تنازلات. والمؤكد أن المعارضة حتى وإن كانت غير متفقة على موقف واحد فإنها ستواصل الرفع من سقف مطالبها بقناعة أنه لا يمكن التضحية بأرواح مئات القتلى الذين سقطوا في المسيرات الشعبية في المدن السورية.
وهي كلها مواقف تجعل من الترقب سيد الموقف في وقت شهدت فيه سوريا أعنف المسيرات والتي يبدو أنها ستتواصل بنفس الزخم ولكن إلى متى وهل ستلتزم الحكومة السورية بموقفها المبدئي من خطة التحرك العربية أم أنها ستعلن بطلانها هي الأخرى ليعود الوضع إلى نقطة البداية.

عوّدتنا بعض وسائل الإعلام الغربية النكرة، أنها وبكل دناءة وخساسة تحاول المس بمعتقداتنا في شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أو في موسم من مواسم أعيادنا الدينية، تحت تسميات ليس لها لا من حقوق الإنسان أو الحيوان صلة أو حرية التعبير، لأن حرية التعبير لا ينبغي أن تتجاوز حقوق الآخرين بالحرية المطلقة في المساس بالآخر وهذا ما تفعله بعض الصحف وتجيزه، بل وتدافع عنه بعض الدول والجمعيات وتعطيه حق الحصانة واللجوء والحماية مثلما هو حال سلمان رشدي، وها نحن نحتفل بعيد الأضحى إذا  بصحيفة فرنسية نكرة خرجت علينا  لتسخر من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رفع الله ذكره وشرح صدره وأنقض ظهره، وما عيد الأضحى إلا خلاص للإنسان وتقرب للخالق الديان.
الأديان السماوية بما فيها اليهودية والمسيحية في العهدين القديم والجديد تعترف بالقرابين والذبائح وتعتقد أن الذبيح الذي قدمه إبراهيم عليه السلام هو إسحاق.
والقربات ليست فقط موجودة في الديانات السماوية، بل أيضا عند الوثنيين الذين عبدوا مخلوقات في الطبيعة كالأنهار والبراكين والأعاصير والرعود والكواكب والشمس، بل حتى المواسم، وأطلقوا على كل شهر أو موسم اسم إله مثل ما نجده عند الفراعنة واليونان والبابليين وغيرهم من الوثنيين في أدغال إفريقيا وأمريكا ومما ما يزال ليومنا هذا في الهند من عبادة الأشجار والأنهار والبقر والقردة، كل هذه المعتقدات أصبحت من خصائص الأمم وعاداتها وتقاليدها التي تحترمها ويحترمها غيرها من الأمم.
القربات في الإسلام هي ما يتقرب به المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى سواء من صيام أو صدقة أو أضحية، وهذه القربات ذكرها القرآن الكريم وأقرها، وأول قربان قدمه الانسان هو ذلك الذي تنافس عليه ابنا آدم قابيل وهابيل فقبل الله قربان هابيل لأنه كان خالصا له، وهذا ما جعل قابيل يقتله غيرة منه وحسدا من نفسه لأن الأنانية هي التي أهلكت قابيل مثلما أهلكت إبليس قبله حين قال: ''أنا خير منه''.
الأنانية الغربية والاستعلائية الكاذبة والمفرطة، هي التي ستؤدي بالغرب إلى الانخفاض والسقوط، لأن الأمم الأخرى والتي كانت لسنوات غير بعيدة تحت وطأة الجهل والأوباء والمجاعة، هاهي تزحف بقوة وثبات مثل الصين والهند، في الوقت الذي نجد فيه الغرب يتدهور وتهدده البطالة والكساد والانهيار الاقتصادي الذي أصبح الرعب الذي يهدد الغرب بجملته وتفصيله، ولم يبق هذا الرعب محصورا في اليونان وإيطاليا والبرتغال، وإنما زحفه يبشر بضرب فرنسا وما بريطانيا ببعيد عن هذا التسونامي، وكل هذا يعود إلى الاستهتار الغربي بالقيم واحتقار الإنسان، والاعتقاد أن هناك من البشر طينة متميزة على بقية الطين الذي خلق الله الإنسان منه لأن الغرب ما يزال يعتنق نظرية ابليس ''أنا خير منه'' وهاهي صحيفة ''تشارلي ابدو'' الفرنسية تعود بثقافة الحقد والعنصرية الفكرية والتعبيرية من خلال نشر رسم يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم.
تأتي هذه التهجمات على الإسلام والمسلمين والأمة الإسلامية تستقبل عيد الحياة وهو عيد الأضحى، الذي خلص فيه الله سبحانه وتعالى نبيه إسماعيل من الموت المحقق بعد أن امتحن خليله إبراهيم في رؤية رآها أن يذبح ابنه اسماعيل.
عيد الفدا من أجل حياة الإنسان كريما نقيا طاهرا، هذا هو اليوم الذي يرمز إليه عيد الأضحى، فهو اليوم الذي ينحر فيه المؤمن ذنوبه ومعاصيه ويقتل شيطان نفسه، من خلال ذلك الرمز الذي يرجمه في منى ومن خلال عودته إلى أهله كاليوم الذي ولد فيه أمه لا ذنب له ولا معصية.
المسلمون لا يسبون الأنبياء ولا يسخرون بالرسل ولا بأهل الملل والديانات الأخرى، بل يحترمون هذه الملل وإن كانت ألواحا خشبية يقدسها البعض ويستعبَدُون لها بدل الله الأحد، ولو كان اعتقادا أيضا أن الله نصفه سماوي ونصفه بشري أو هكذا يزعمون، رغم هذا ليس هناك مسلم يسخر من هذه الاعتقادات وهذا الانحطاط البشري، لأن الإسلام صريح في عبارته ومواقفه ''لكم دينكم ولي دين''، ''هذه التشارلي أبدو'' لم تسخر بالزواج المثلي وبعبادة المادة وقتل الإنسان الحقيقي في قيمه وأخلاقه وإنسانيته، وراحت تسخر من شريعة الإسلام التي جاءت بها الديانات الأخرى كالشريعة الموسوية، لماذا؟  لأنها تهدف إلى جعل الانسان غير الغربي يبقى مغلوبا مطأطئ الرأس عندما يصفع على خده الأيمن يدير خده الأيسر للصفع، وهذا أمر لا يرتضيه الإسلام لأن السن بالسن والبادئ أظلم.
ثقافتنا الإسلامية وتقاليدنا وأعرافنا تأبى علينا أن نحتقر الآخر ونسخر من ثقافته وتقاليده، فكيف إذا كانت هذه السخرية بمعتقداته، ولكن هذه السخرية ليست بالغريبة لأنها تنبع من الشر المتمثل في الشيطان ''الأنا''.

اختارت منظمة الصحة العالمية إحياء يوم الصحة العالمي في العام المقبل أي 2012 تحت شعار ''التشيّخ والصحة''، حسب ماذكره بيان للمنظمة الأممية. وأرجعت اختيارها لهذا الموضوع لكون متوسط العمر المأمول قد شهد زيادة هائلة على مدى القرن الماضي وسيفوق عدد المسنين في القريب-حسبها- عدد الأطفال على الصعيد العالمي.
وقال ذات المصدر أن ''ظاهرة تشيّخ السكان'' أصبحت منتشرة في كل مكان، ولكنّ البلدان الأقلّ تقدماً هي التي تشهد حالياً أسرع التغيّرات. وينطوي هذا التحوّل الاجتماعي على تحديات وفرص على حد سواء. فقد لا يكون أمام البلدان، تحديداً، سوى جيل واحد لإعداد نُظمها الصحية والاجتماعية كي تتكيّف مع عالم آخذ في التشيّخ، وأكدت المنظمة التي ترعى صحة العالم أنه بمناسبة يوم الصحة العالمي 2012 الموافق للسابع أفريل من كل عام، ستركّز منظمة الصحة العالمية من الآن على إعداد مقدمي الخدمات الصحية والمجتمعات لتلبية اِحتياجات المسنين الصحية، وذلك يشمل الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم في السن ومكافحتها، وتصميم سياسات مستدامة بشأن الرعاية طويلة الأجل والرعاية الملطّفة، واستحداث خدمات وأماكن مناسبة للمسنين، حتى يحافظوا على صحتهم ويفيدوا مجتمعاتهم على الدوام، من جانب آخر، اعتبرت أن التعمير طويلاً يعد من علامات الصحة، وتشيّخ سكان العالم - في البلدان النامية والبلدان المتقدمة- هو مؤشّر على تحسّن الصحة العالمية. وبات عدد المسنين - أي أولئك الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق - يناهز 650 مليون نسمة على الصعيد العالمي. ومن المتوقّع أن يرتفع هذا العدد ليبلغ ملياري نسمة بحلول عام ,2050 غير أنّ هذا الإتجاه الإيجابي ترافقه بعض التحديات الصحية الخاصة في القرن الحادي والعشرين. فمن الضروري إعداد مقدمي الرعاية الصحية والمجتمعات لتلبية اِحتياجات المسنين كما يشير البيان، ومن أهمها تدريب المهنيين الصحيين على تقديم خدمات الرعاية للمسنين؛ وتوقي الأمراض المزمنة التي تصيب المسنين وتدبيرها العلاجي، وتصميم سياسات مستدامة في مجال الرعاية طويلة الأجل والملطفة، واستحداث خدمات ومرافق ملائمة للمسنين.
وبالنسبة للجزائر، فتشير الأرقام إلى أن عدد المسنين يتجاوز المليونين، والعناية الصحية المتوفرة سمحت بتجاوز معدل الحياة عتبة الثمانين السنة، في حين أن السن القانونية للتقاعد يبدأ في سن الستين بالنسبة للرجال و55 سنة بالنسبة للنساء، وهو مايطرح مشكلا حقيقيا بالنسبة لهاته الفئة التي بذلك قد تجد نفسها تقضي أكثر من عشرين سنة في حالة فراغ رهيب. كما أن العناية الصحية بهذه الفئة تطرح مشكلا آخر في غياب المختصين في مثل هذه الخدمات، عكس الدول المتقدمة.
ونتذكر هنا اِعترافات أحد الأطباء الجزائريين الذي أقر في إحدى الملتقيات أنه في حالة وجود مريض مسن وآخر شاب، فإن الأطقم الطبية وبدون وعي تهتم أكثر بالمريض الشاب في المستشفى، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون كما قال، لأن إنقاذ الشاب من الموت ينظر إليه كأولوية مقارنة بالمريض المسن.
من جانب آخر، تتحدث الأرقام عن غياب لهذه الفئة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حيث لايتجاوز عدد المسنين الذين أبدوا الرغبة في تقديم مشاريع في إطار الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر 5874 مسنا.

توحي طقوس الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، بأن إكراهات العرف مازالت تضغط على العديد من الآشخاص، مما يخرج شعائر هذه السنة من يسر تعاليم الشريعة الإسلامية إلى عسر الاعتبارات الاجتماعية، والتي تدفع بالعديد من الناس إلى التكلف في شراء الأضحية أو الاقتراض.. ومنه يتحول العيد من سنة تعبدية لمن استطاع إليها سبيلا إلى واجب اجتماعي على كل الناس، وهو تحول يكاد يصبح معه نصيب الأقارب والمحتاجين من الهدية والصدقة نسيا منسيا!
مازالت صورة عيد الأضحى نمطية في نظر العديد من المواطنين بحسب المشاهد المسجلة إثر هذه المناسبة، وهو ما أكدته إجابات عدد من المواطنين استطلعت ''المساء'' آراءهم، حيث اعترف كثيرون أنهم يجهلون طريقة التصرف في الأضحية كما أوردته السنة...
ولعل الجهل بتعاليم الدين والمبالغة في إعطاء أهمية لنظرة الناس، لعب دورا كبيرا في الترويج للقيم الاستهلاكية بعيدا عن المقاصد التعبدية، التي تُسول للكثير من الناس غير المقتدرين ماليا الاقتراض لشراء الأضحية أو استنفاد الراتب الشهري دون وضع أي اعتبار للثغرة المالية التي تستهدف ميزانية الأسرة بدون داع.
ونتيجة لذلك تواجه بعض العائلات صعوبات في تدبير نفقات أضحية العيد، في الوقت الذي يدفع الهوس البعض البعض إلى شراء كباش ضخمة تضاهي مصاريف مجموعة من الكباش، من منطلق المزايدات والاستعلاء بين الناس ليس إلا.
فالمعتقدات الخاطئة رسخت صورة تتنافى والمقاصد الحقيقية للعيد، باتت تتخذ عدة أشكال أبرزها التفاخر، بدءا بالتكلف في شراء أضحية سمينة مرتفعة السعر، وانتهاء بقلب الاعتبارات التعبدية في شراء أضحية العيد إلى اعتبارات اجتماعية، تتنوع بين الاستمتاع بإدخال الكبش في حلبة التناطح والمقامرة، و''الأنفة''- غير المطلوبة - التي تحمل البعض من غير الميسورين ماليا على شرائه خجلا من أقاويل الناس ورضوخا لإلحاح الأبناء، فضلا عن أن أفراد يضعون هذه السنة النبوية في قائمة الفرض... وكلها نوايا بعيدة عن حقيقة هذا القربان الذي يقدم لله في يوم العيد.
وفي هذا الشأن تحدثت السيدة ''مروة'' (أم عاملة) بكل أسف، عن قريبها الذي اشترى كبشا بمبلغ 30 ألف دج مباشرة بعد استلامه راتبه الذي لا يتجاوز 40 ألف دج، الأمر الذي تسبب في إفلاس الأسرة واضطرار معيلها الى طلب مبلغ إضافي من رب عمله، حيث أدى خلاف بينهما بهذا الخصوص إلى استقالته، وهي الاستقالة التي أشعلت فتيل الخلاف بينه وبين الزوجة، إذ كاد يصل بهما إلى حد الانفصال!.. ورغم ذلك ما يزال مصرا على أنه لم يخطئ بإصراره على تطبيق هذه السنة.
وفي المقابل، تكشف الأجواء الاحتفالية العامة بهذه المناسبة، تراجع الصدقة والهدية من لحم العيد إما للادخار أو للتخمة.. في هذا السياق سردت سيدة أخرى أنها انزعجت كثيرا من مواطن سمعته يروي بكل افتخار طريقة تصرف أسرته في الأضحية، والتي تتمثل في شوائها والتهامها كلية في ظرف ثلاثة أيام. وأردفت مستنكرة ما يخترق آذانها من مفاهيم خاطئة تجري على لسان عامة الناس، حيث ينقسم الأفراد بين من يتباهى بسعر الأضحية المرتفع، ومن يلزم نفسه بشرائها تهربا من النظرة الدونية.. وختمت بالقول: '' كثيرون يقتدون بسنة الخليل، لكن بعيدا عن إطارها الروحي المستمد من قيم التضامن مع المعوزين، وإدخال البهجة على قلوب الأقارب والأحباب من خلال التزاور وصلة الرحم في هذه المناسبة العظيمة''.
ولدى تسليط الضوء على مدى معرفة طريقة التصرف في أضحية العيد، أجابت فتاة شابة ''صراحة لا أعرف شيئا بهذا الخصوص، حيث أن والدي يتوليان أمرها." مجموعة من تلاميذ ثانوية عبد المؤمن بالرويبة أقروا أيضا بابتسامة عريضة تطبع محياهم بأنهم يجهلون تماما طريقة التصرف في أضحية العيد''. ومن ضمن المستجوبين ''خديجة''، المتخرجة مؤخرا من المدرسة العليا للتجارة، الوحيدة التي أشارت إلى أنها على دراية بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تقتضي تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء (الادخار، الهدية والصدقة). 
ومساهمة في توعية المواطنين لتغيير النظرة السطحية والصورة المغالطة لعيد الأضحى، ارتأت ''المساء'' أن تستعين برأي الدين...
مدير مكتب الثقافة والإعلام بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر وإمام أستاذ، ''عبد الكريم ليشاني''، في تصريحه لـ ''المساء''، يرى أن الأضحية سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، تُقدم قربانا لله عز وجل، حيث يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها. وقال أن هذا هو المقصد من الشريعة التي ترمي إلى التيسير وليس إلى التعسير، ذلك لأن الإسلام دين سمح وأن التكلف لا يتوافق مع مبادئه. مشيرا إلى أن الحكمة من الأضحية هي إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام. واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: ''إن هذه الأضحية تأتي يوم القيامة بأظلافها وأشعارها ودمها مُشفِعة في صاحبها''. مضيفا أنها تعد عاملا من عوامل التكافل الاجتماعي، وبها تزول الطبقية بين الفقير والغني، حيث يشعر الغني بحاجة الفقير ويشعر الفقير بأنسة ومحبة الغني وهو يقدم له تلك المعونة، وبذلك تزول الفوارق المبنية على البغضاء والشحناء. وأضاف أنه انطلاقا من تلميحات العلماء فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر أنه يستحب التصدق بثلث الأضحية وأن يمسك بالثلث الآخر، وأن يُتخذ ما بقي منه للإدخار والتصرف، باعتبار أن الأضحية سنة واجبة في حق القادر عليها، فالرسول صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش وبآخر للأمة. ولدى تسليطه الضوء على الأبعاد الدينية للأضحية، دعا الإمام إلى الترفع بالقدر الذي يجعل صاحب الأضحية ذا همة بالاقتداء بخير الأنام، وذلك بالامتناع عن تحويل الأضحية إلى فعل للتباهي وتصرف للتفاخر ومدعاة للاستعلاء على الناس، فهي ببساطة وسيلة للتقرب من الله ومواساة الفقراء والأيتام والمساكين.

يرى محمد حنكوش مدرب مولودية وهران، أن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ فريقه من مشاكله، لكن شريطة التفاف جميع ''الحمراوة'' حوله وبإرادة كما فعل هو، حيث لم يأبه بالصعاب غيرة على ألوانه - كما قال - والتي ساهم في فترة سابقة في تألقها...
- هزيمة أخرى أمام شبيبة القبائل عقدت مأموريتكم وفريقكم، ما هو تعليقك على ذلك؟
* إذا تكلمت عن مقابلتنا ضد شبيبة القبائل، أقول أن فريقي أدى ما عليه فيها، والشبيبة باغتتنا في وقت اندفاعنا الكلي نحو الهجوم، خاصة الهدف الثاني الذي أدخلنا في فترة صعبة لم نستطع التحكم فيها، صحيح أن هزيمتنا منطقية لكن ظهرت لي أشياء غير منطقية بالمرة.
- وماهي هذه الأشياء؟
* أظن أن تحضير الفريق كان لابد وأن يبدأ بانتدابات في المستوى، وتسيير جيد للمجموعة، وما أضر بنا كثيرا ونحن نحضر لمباراة شبيبة القبائل، هو طفو مشكل منحة عيد الأضحى المبارك عشية هذا اللقاء الهام قبل ساعات من انطلاقه، وكان الأولى أن يعالج هذا الأمر قبل أيام، وهذا لم يساعد في تحضير اللاعبين، حيث أفقدهم تركيزهم، وبالتالي أدخلهم في مشاكل نحن في غنى عنها.
- إذن أنت تتهم الإدارة بسوء التسيير؟
* أنا لا أتهم أحدا، ولكني أسمي الأسماء بمسمياتها وأقولها على حقيقتها، وأتأسف لذلك كثيرا.
- اللاعبون طالبوا في غرف تبديل الملابس عقب نهاية مباراة شبيبة القبائل برحيل المسيرين الحاليين، ومجيء يوسف جباري، فهل تؤيدهم أنت في مطلبهم هذا؟
* أنا مدرب ولا دخل لي في هذا الأمر، فأنا تعاقدت مع الإدارة، وقبلت هذه المهمة، وأحاول القيام بها كما يجب،  لن أرحل بمحض إرادتي، أما إذا طردتني الإدارة فمدينة معسكر قريبة من مدينة وهران.
- هل معنى ذلك أنك تستشعر أن الإدارة سوف تحملك نصيبا من مسؤولية الهزيمة أمام '' الكناري''؟
* أنا لست مسؤولا عن الوضعية الحالية للمولودية، والجميع يعلم أنني جئت في وقت حساس وصعب للغاية، لكن كان لزاما علي أن آتي إلى المولودية لأنني ''نسال'' فيها، ففي آخر مرور لي في المولودية جلبت لها كأسي الجزائر والرابطة الوطنية، واليوم في هذه الحال التي توجد فيها، كان واجبا علي تلبية النداء وعدم تركها تتخبط في مشاكلها لوحدها.
- ولكن المسيرين تركوك لوحدك في مقابلة الجمعة الماضية، في وقت كان التفاف مسيري القبائل حول فريقهم كبيرا؟
* هذا السؤال يطرح عليهم، لكن نحن لا نتصرف مثلهم، وإذا كان هناك من يخاف على نفسه من المسيرين والإداريين، فنحن لا نخاف على أنفسنا وقبلنا مهمة تدريب هذا الفريق في وقت رفضها كثيرون.
- ولكنها مهمة انتحارية؟
* نعم، أدرك ذلك جيدا.
- صراحة السيد حنكوش، أين يكمن هم المولودية؟
* في المحيط الذي يضغط على الجميع وبقوة، ولا يريد أن يعي أنه يدفع بالمولودية إلى الهاوية، فهي اسم كبير، وهذا الكلام قلته للاعبين في غرف الملابس.
- وما عسى حنكوش يفعل أمام هذا الضغط؟
* لابد من فعل شيئ في الوضعية الصعبة التي توجد فيها المولودية، وأنا كما قلت سابقا لن أترك هذا الفريق يعاني في مشاكله، وعلى الجميع أن يستعجلوا رص جهودهم لإنقاذه إلى غاية الميركاتو الشتوي.
- وهل تثق في ذلك؟
* نعم، أثق في ذلك وفترة الراحة جاءت في وقتها، حيث سنستفيد من تأخير جولتين قبل حلول الميركاتو، الذي نأمل جلب لاعبين محنكين فيه، ليؤطروا تشكيلتنا الشابة التي تحوي لاعبين جيدين عائقهم الوحيد هو نقص الخبرة.
- هل من إضافات؟
* مولودية وهران كفرق أخرى في الجزائر، لا يلعب فيها من هب ومن دب، ولا يدربها ولا يسيرها أيا كان، لقد كانت قمة ومثالا، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت مخبر تجارب لكل من أراد تجريب أفكاره وهذا ليس جيدا بالمرة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)