الجزائر

محمد حشفة (الأمين العام لرابطة الجزائر الوسطى لرياضة المعاقين) ل “المساء":‏ عملنا القاعدي لا يحظى باهتمام الاتحادية



بدا الأمين العام لرابطة الجزائر الوسطى لرياضة المعاقين، محمد حشفة، مستاء من سياسة التهميش التي تمارسها الاتحادية الوطنية للاختصاص تجاه الرابطات الولائية، حيث تعتبر هذه الأخيرة، أن التتويجات المحققة في المنافسات الدولية، آخرها الألعاب شبه الأولمبية بلندن، ناتجة عن الخطة العملية المطبقة على مستواها، متناسية في الوقت نفسه العمل التكويني الذي تقوم به الرابطات على مستوى القاعدة. وأشار حشفة في هذا الحوار الذي خص به “المساء”، إلى أن هيئته تعتزم في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري إقامة حفل تكريمي لفرسان الإرادة، وذلك عرفانا بالتحديات الكبيرة التي رفعوها خلال الاستحقاق اللندني.
^ بداية، هل بإمكانكم إعطاءنا فكرة عامة عن نشاط الرابطة؟
^^ رابطة الجزائر الوسطى من أهم الأقطاب التكوينية على المستوى الوطني، تضم تحت لوائها 18 جمعية مشكلة من مراكز طبية بيداغوجية وفرق تابعة للجمعيات الرياضية... وهذه الأخيرة نتعامل معها بشكل متواصل، حيث قمنا في بداية الموسم الجاري بإجراء اختبار انتقائي مع عشرة مراكز منها أربعة متوقفة - وقتيا - عن النشاط لأسباب مختلفة، وذلك لإعداد الخلف في جل الممارسات، لا سيما الرياضات الأولمبية على غرار ألعاب القوى وكرة السلة وكرة الهدف وكرة القدم والسباحة والكرة الطائرة جلوس، وفق برنامج تقني خاص يراعي نوعية ونسبة الإعاقة عند كل رياضي سواء كانت ذهنية أو حركية.
^ من دون شك هذه الفرق تحتاج إلى أماكن لتطبيق برنامجها الإعدادي، ما هي الفضاءات التي عينتموها؟
^^ بطبيعة الحال، وضعنا تحت تصرف هذه الفرق كل حسب تخصصها الرياضي مرافق رياضية تستجيب للمقاييس الدولية وهي معروفة على المستوى العاصمي، على سبيل المثال ملعب واقنوني والأبيار وملحق 5 جويلية خصصناها لتدريبات أندية ألعاب القوى، أما القاعات متعددة الرياضات لبلديات الدار البيضاء والأبيار وزرالدة فهي معنية بتمارين فرق كرة السلة وكرة القدم وكرة الهدف... وبشأن فرق السباحة اخترنا لها مركز غرمول والقبة.
^ وماذا عن الحجم الساعي للتدريبات؟
^^ بعد أن تلقينا الموافقة من مديري المرافق الرياضية المذكورة - أعلاه - قدمت لنا أيضا تسهيلات بشأن اختيار الساعات التدريبية التي تتناسب مع فرقنا، فمثلا مسؤولو قاعة الدار البيضاء خصصوا لفريق كرة السلة الفترة الصباحية ليوم الأحد، وذلك أمام العدد الهائل من الفرق التي اعتادت القيام بتمارينها في هذا الفضاء الرياضي على غرار فرق فوفينام فيات فوداو، إلى جانب البرمجة التنافسية للدوري المحلي في الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة بفئتيها أكابر ذكور وإناث.
^ على ذكر التسهيلات، ألا تواجه الرابطة مشاكل فيما يخص الدعم المالي؟
^^ الحمد لله، الإعانة المالية المحددة لهيئتنا كافية للبرنامج المسطر لسنتي 2012 /2013، وهذا دليل على أن القائمين على شؤون الرياضة ببلادنا يجددون في كل مرة ثقتهم في هذه الفئة التي طالما أثبتت علو كعبها بامتياز في التظاهرات الرياضية من خلال التتويجات المتحصل عليها بفصل مصداقية عمل الرابطة، التي يرتكز عملها بالدرجة الأولى على إعداد الخلف، وكذا تعاملها مع المشاكل بأسلوب عقلاني، لا سيما توفير الوسائل البيداغوجية إلى جانب التسيير المحكم للمكتب، حيث تم الشهر الماضي تجديد الثقة في الرئيس مصطفى بوفلاح لعهدة ثانية على التوالي.
^ سمعنا أن رابطتكم استفادت من 10 أرائك متحركة في رياضة كرة السلة، كيف تم ذلك؟
^^ فعلا، المناسبة كانت في الصالون الوطني للرياضة الذي أقيم العام الماضي، حيث اغتنم مسؤولو الرابطة وعلى رأسهم السيد بوفلاح فرصة تواجد الوزير المنتهية ولايته، الهاشمي جيار، وعرضنا أمامه الوضع المزري الذي يسود فرقنا لكرة السلة وألعاب القوى على خلفية نقص العتاد البيداغوجي غير المتوفر محليا بسبب غلق المؤسسة المختصة في تصنيع هذه الوسائل... وفي حالة جلبه من الخارج فإن العملية تتطلب منا مالا ووقتا كبيرين... وفي ظل هذه الأوضاع لم تتمكن الأندية التي تعاني من ضعف كبير في الإمكانيات من مواكبة التطور الموجود على مستوى نظيراتها المرتاحة ماديا على غرار المجمع الرياضي النفطي. وأود أن أشير إلى أن الميزانية المخصصة لنا ليست معنية باقتناء الأدوات البيداغوجية، ورغم ذلك وفرت الرابطة خلال الموسم المنقضي، مبلغا ماليا بقيمة 22 مليون سنتيم سمح بشراء جهازين متحركين لفائدة نادي الحراش لكرة السلة.
^ صرحتم من قبل أن الاتحادية تمارس سياسة التهميش تجاه الرابطات الولائية، على أي أساس بني هذا الموقف يا ترى؟
^^ للأسف هذا الواقع المرير، فالاتحادية ترى بأن التتويجات المحققة كان وراءها العمل المنجز على مستواها من خلال إقامة تربصات بالخارج، وكذا المشاركة في الدورات الدولية، وبالمقابل تجاهلت العمل القاعدي الذي تقوم به الرابطات الولائية... فرابطة الجزائر الوسطى هي التي كونت معظم الرياضيين الأولمبيين الذين شرفوا الجزائر خلال الاستحقاق اللندني منذ أن كانوا في الفئات الصغرى، حيث كانوا ينشطون في فرق تطبق مخطط الرابطة بحذافيره، لا سيما انه يساهم في تطوير الاختصاص وإدماجه لدى هذه الفئة، ويتعلق الأمر بكل من المجمع الرياضي النفطي (ألعاب القوى) ونادي الحراش (الجيدو) ونادي الأبيار (كرة الهدف).
^ لماذا لم يظهر هذا المشكل في وقت سابق؟
^^ في الحقيقة، لم نود إعطاء هذا المشكل قدرا كبيرا من الاهتمام، لأن الوقت لم يسمح بذلك، خصوصا وأن العمل كان مركزا على تحضير العناصر الوطنية للألعاب شبه الأولمبية، من خلال تهيئة بيئة إعدادية جيدة، وكذا احترام الرزنامة التنافسية المحلية... وعليه نحن نبرهن فوق الميدان أو البساط أو المضمار على مصداقيتنا والتسيير المحكم لإطاراتنا.
^ الاتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين استفادت من مركز تجمع الفرق الوطنية بالبليدة، هل تمكنت الفرق العاصمية من استغلاله؟
^^ هذا المركز خصص فقط لتحضيرات الفرق الوطنية وهو من أولويات المكتب الفيدرالي … ونتمنى أن تكون الفائدة من هذا المشروع الذي أنجز عام 2007 جماعية، خصوصا وأن هذه المنشأة تسع حوالي 30 شخصا ويتوفر على كل التجهيزات الخاصة بفئة المعاقين كالممرات التي تسمح باستعمال الكراسي المتحركة على مستوى الغرف وقاعة لتقوية العضلات.
^ ما هي المواعيد التي تنتظر رابطتكم في نهاية الشهر الجاري؟
^^ الرابطة تعتزم إقامة حفل تكريمي على شرف الأبطال الأولمبيين المتوجين في الموعد اللندني، في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، وذلك عرفانا بالمجهودات التي بذلوها حيث نجحوا فيما عجز عنه غيرهم من الأصحاء بانتزاعهم 19 ميدالية منها 4 ذهبيات، 6 فضيات و9 برونزيات، مؤكدين بذلك تجندهم الرياضي لتحقيق المزيد من النجاحات على المستوى العالمي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)