محمد بن أحمد بن محمد ين أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني الإمام المشهور العلامة الحجة الحافظ المحقق الكبير الثقة الثبت المطلع النظار المصنف التقي الصالح الزاهد الورع البركة لخاشي لله الخاشع الأواب القدوة النبية الفقيه المجتهد الأبرع الأصولي المفسر المحدث الحافظ المسند الرواية الأستاذ المقرئ المجود النحوي المقري البياني العروضي الصوفي المسلك المتخلق الولي الصالح العارف بالله الآخذ من كل فن بأوفر نصيب الراعي في كل علم مرعاه الخصيب حجة الله على خلقه المفتي الشهير السني الرحلة الحاج فارس الكراسي و المنابر سليل أفاضل الأكابر سيد العلماء الجلة و صفي أئمة الملة و آخر السادات الأعلام ذوي الرسوخ الكرام بدر التمام الجامع بين المعقول و المنقول و الحقيقة و الشريعة بأوفر محصول شيخ الشيوخ و آخر النظار الفحول صاحب التحقيقات البديعة و الاختراعات الأنيقة و الأبحاث الغريبة و الفوائد الغزيرة المتفق على عمله و صلاحه و هديه السيد الزكي الفهامة القدوة الذي قل سماح الزمان أبدا أحد الأفراد العلية في جميع الفنون الشرعية ذو المناقب العديدة و الأحوال الصالحة العتيدة شيخ الإسلام و إمام المسلمين و مفتي المسلمين و مفتي الأنام دو المقدم الراسخ في كل مزلق ضيق و الرحب الواسع في حل كل المشكل مقفل صاحب الكرامات و الاستقامات حامل لواء السنة وداحض شبه البدعة سيف الله المسلول على اهل البدع و الأهواء الذائعة الذي أفاض الله تعالى على خلقه به بركته و رفع بين البرية محله و درجته و وسع على خليقته به بركته ورفع بين البرية محله و درجته و وسع على خليفته به نحلته معدن العلم وزناد الفهم و كيمياء السعادة و كنز الإفادة ابن الشيخ الفقيه العالم أبي العباس أحمد بن الإمام العلامة الرحلة المحدث الكبير الخطيب الشهير محمد شمس الدين بن الشيخ العالم الولي الصالح المجاور أبي العباس أحمد ابن الفقيه الولي الصالح الخاشع محمد بن الولي الكبير ذي الأحوال الصالحة و الكرامات محمد بن أبي بكر بن مرزوق.
كان رحمة الله آية الله في تحقيق العلوم و الاطلاع المفرط على النقول و القيام الأكمل على الفنون بأسرها أما الفقه فهو فيه مالك و لأزمة فروعه حائز و مالك فلو رآه الإمام لقال له: تقدم فلك العهد و الولاية و تكلم فمنك يسمع فقهي لا محالة أو ابن القاسم لقر به عينا و قال له: طالما دفعت عن المذهب عيبا و شينا أو أدرك الإمام المازري لكان من أقرانه الذي معه يجاري أو الحافظ ابن رشد لقال له: هلم يا حافظ الرشد أو الخمي لأبصر منه محاسن التبصرة أو القرافي لاستفاد منه قواعده المقررة إلى ما انضم لذلك من معرفة التفسير و درره و الإطلاع بحقائق التأويل و غرره فلو رآه مجاهد لعلم أنه في العلوم القرآن العزيز المجاهد أو لاقاه مقاتل لقال: تقدم أيها المقاتل أو الزمخشري لعلم أنه كشف النكت على الحقيقة و قال لكتابه تنح لهذا الحبر عن سلوك تلك الطريقة أو ابن عطية لعلم كم الله تعالى من فضل و عطية أو أبو حيان لاختفى عنه أن أمكنه في نهره و لم يسل له نقطة من بحره إلى الإحاطة بالحديث و فنونه و حفظ رواياته و دراياته و عليه المعول في حل كل مشكلاته و فتح مقفلاته و أما الأصول فالعضد ينقطع عند مناظرته ساعده و السيف يكل عند بحثه حتى يترك ما عنده بحجة و أما النحو فلو رآه الزمخشري لتلجلج في قراءة المفصل و استقل ما عنده من القدر المحصل أو الرماني لاشتاق لمفاكهته و ارتاح و استجدى من ثمار فوائده و امتاح أو الزجاج لعلم أن زجاجه لا يقوم بجواهره و أنه لا يجري معه في الفن إلا في ظواهره بل لو رآه الخليل لأثنى عليه بكل جميل و قال لفرسان النحو مالكم إلى لحوقه من سبيل و أما البيان فالمصباح لا يظهر له ضوء مع هذا الصباح و صاحب "المصباح" لا يهتدي عنده للفتح و أما فهمه فعنه تنحط الشهب الثواقب و بمطالعة تحقيقاته يتحير الناظر فيقول كم الله تعالى من مواهب لا تسعها المكاسب إلى غيرها من العلوم عديدة و فضائل مأثورة عتيدة و أما زهده و صلاحه فقد سارت به الركبان و اتفق على تفضيله و خبرته الثقلان هو فاروق وقته في القيام بالحق و مدافعة أهل بالصدق فهو البحر بل دون علمه البحر هو البدر بل دون قلقه البدر هو الدر بل دون منطقة الدر و بالجملة فالوصغ يتقاصر من زوياه و يعجز عن وصفه و يتجافاه فهو شيخ العلماء في أوانه و قطب الأئمة و الزهاد في زمانه شهد بنشر علومه العاكف و البادي و ارتوى من بحر تحقيقاته الظمآن و الصادي:
حلف الزمان ليأتين بمثله
حنث يمينك يا زمان فكفر
و ربك الفتاح العليم غير أنه كما قيل: يا له من عالم و إمام جمع العلوم بأسرها و لكن بخسته الدار فالله تعالى يرحمه و يرضى عنه و ينفعنا به أمين.
و ما قلناه من أوصافه فمما أوصافه علم من حاله فلا يحتاج لنقله عن معين و متى احتاجت شمس الضحى لدليل على أنا نذكر بعض ما قبل فيه شاهدا لما قلنا.
قال تلميذه أبو الفرج بن أبي يحي الشريف التلمساني شيخنا الإمام العالم العلم جامع أشتات العلوم الشرعية و العقلية حفظا و فهما و تحقيقا راسخ القدم رافع لواء الإمام بين الأمم ناصر الدين بلسانه و بنانه و بالعلم، محي السنة بفعالة و مقاله و بالشيم قطب الوقت في الحال و المقام و النهج الواضح و السبيل الأقوم مستمر الإرشاد و الهداية و التبليغ و الإفادة ذو الرواية و الدراية و العناية ملازم للكتاب و السنة على نهج الئمة المحفوظين في زمن من لا عاصم فيه لأمر الله إلا من رحم ذو همة علية و رتبة سنية و خلق رضية و فضل و كرم، إمام الأئمة و عالم الأمة الناظر للحكمة و منير الظلمة سليل الصالحين و خلاصة مجمد التقى و الدين نتيجة مقدمات البنين حجة الله على العلم و العالم جامع بين الشريعة و الحقيقة على اصح طريقة متمسك بالكتاب لا يفارق فريقه الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد اتصلت به فآويت منه إلى ربوة ذات قرار و معين فقصرت توجهي عبيه و مثلت بين يديه فأنزلني أعلى الله قدره منزله ولده رعاية للذمم و حفظا على الود المورث من القدم فأفادني من بحر علمه ما تقصر عنه العبارة و يكل دونه القلم فقرأت عليه جملة من التفسير و من الحديث "الصحيحين"و "الترمذي"و أبي بقراءتي و "الموطأ" سماعا و تفقها و"العمدة" و أرجوزته "الحديقة في علم الحديث و بعض أرجوزته "الروضة" فيه تفقها و من العربية نصف "المغرب" و جميع "كتاب سيبويه" تفقها و ألفية ابن مالك و أوائل "شرح الإيضاح" لإبن أبي الربيع و بعض "مغني ابن هشام" و في الفقه "التهذيب" كله تفقها و ابن "الحاجب" و بعض "مختصر خليل" و "التلقين" و ثلثي "الجلاب" و جملة من "المتيطية" و "البيان" لابن رشد و "الرسالة" تفقها، و تفقهت عليه في كتب الشافعية في "تنبيه الشيرازي" و "وجيز الغزالي" من أوله إلى كتاب الإقرار و من كتب الحنفية "مختصر القدوري" تفقها و من كتب الحنابلة "مختصر الحوفي" تفقها و من الأصول "المحصول" و "مختصر ابن الحاجب" و "التنقيح" و كتاب "المفتاح الجدي" و " قواعد عز الدين" و كتاب و "المفاسد" له و "قواعد القرافي" و جملة من "الأشباه و النظائر" للعلائي و "لإرشاد" تفقها و في القراءات "الشاطبية" تفقها و "ابن بري" و في البيان "التلخيص" و الإيضاح" و "المصباح" كلها تفقها و في التصوف "إحياء الغزالي" إلا الربع الأخير منه و ألبسني خرقة التصوف كما ألبسه أوهما و عمه و هما ألبسهما أبوه جده اهـ ملخصا.
و كتب الإمام صاحب الترجمة تحته صدق السيد أبو الفرج بن السدي فيما ذكر من القراءة و السماع و التفقه و بر و قد أجزته في ذلك كله فهو حقيق بها مع الإنصاف و صدق النظر جعلني الله و إياه ممن علم و عمل لآخرته و اعتبر قاله محمد بن أحمد بن محمد من مرزوق اهـ.
و قال تلميذه الإمام الثعالبي و قدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد الله بن مرزوق فأقام بها و أخذت عنه كثيرا و سمعت عليه جميع "الموطأ" بقيراءة صاحبنا أبي حفص عمر بن شيخنا محمد القلشاني و ختمت عليه "أربعينيات النووي" قراءة عليه في منزله قراءة تفهم فكان كلما قرأت عليه حديثا يعلوه خشوع و خضوع ثم يأخذ في البكاء فلم أزل أقرأ و هو يبكي حتى ختمت الكتاب و هو من أولياء الله تعالى الذين إذا رؤوا ذكر الله و أجمع الناس على فضله من المغرب إلى الديار المصرية و اشتهر فضله في البلاد فكان يذكره تطرز المجالس جعل الله حبه في قلوب العامة و الخاصة فلا يذكر في مجلس إلا و النفوس متشوفة لما يحكى عنه و كان في التواضع و الإنصاف و الاعتراف بالحق في الغاية و فوق النهاية لا أعلم له نظيرا في ذلك في وقته فيما علمت ثم ذكر كثيرا جدا مما سمعه عليه من الكتب و أطال فيه.
قال أيضا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام الحبر الهمام حجة أهل الفضل في وقتنا و خاتمتهم و رحلة النقاد و خلاصتهم و رئيس المحققين و قادتهم السيد الكبير و الذهب الإبريز و العلم الذي نصبه التمييز ابن البيت الكبير و الفلك الأثير و معدن الفضل الكثير سيدي أبو عبد الله محمد بن الإمام الجليل الأوحد الأصيل جميل الفضلاء سليل الأولياء أبي العباس أحمد بن العالم الشهير تاج المحدثين و قدوة أبي عبد الله بن مرزوق.
و قال في موضع آخر شيخي الإمام العلم الصدر الكبير المحدث الثقة المحقق بقية المحدثين و إمام الحفظة الأقدمين و المحدثين سيد وقته وإمام الحفظة الأقدمين و المحدثين سيد وقته و إمام عصره وروع زمانه و فاضل أقرانه أعجوبة وقته و فاروق أوانه ذو الأخلاق المرضية و الأحوال الصالحة السنية و الأعمال الفاضلة الزكية أبو عبد الله بن سيدنا الفقيه الإمام أبي العباس أحمد ابن مرزوق اهـ.
و قال المازوني: في أول "نوازله" شيخنا الإمام الحافظ بقية النظار و المجتهدين ذو التآليف العجيبة و الفوائد الغربية مستوفي المطالب و الحقوق اهـ.
و قال تلميذه الحافظ التنسي بعد ذكره قال قضية مالك في أربعين مسألة فقال في ست و ثلاثين لا أدري ما نصه: لم نرى لا أدري ما نصه: لم نر فيما أدركنا من شيوخنا من تمرن على هذه الخصلة الشريفة و كثر استعمالها غير شيخنا الإمام العلامة رئيس علماء المغرب على الإطلاق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق اهـ.
و قال تلميذه أبو الحسن القلصادي في "رحلته": أدركت بتلمسان كثيرا من العلماء و الزهاد و العباد و الصلحاء و أولاهم بالذكر و التقديم الشيخ الفقيه الإمام العلامة الكبير الشهير شيخنا و بركتنا أبو عبد الله بن مرزوق العجيسي رضي الله عنه حل كنف العلم و العلا و جل قدره في الجلة الفضلا قطع الليالي ساهرا و اقتطف من العلم أزهرا فأتمر و أورق و غرب و شرق حتى توغل في فنون العلم و استغرق إلى أن طلع للأبصار هلالا لأن المغرب مطلعه وسما في النفوس موضعه فلا ترى أحسن من لقائه و لا أسهل من إلقائه لقي الشيوخ الجلة الأكاير و بقي حمده مغترفا من بطون الكتب و ألسنة الأقلام و أفواه المحابر كان رضي الله عنه من رجال الدنيا و الآخرة و أوقاته كلها معمورة بالطاعة ليلا و نهارا من صلاة و قراءة قرآن و تدريس علم وفتيا و تصنيف و له أوراد معلومة و أوقات مشهودة و كانت له بالعلم عناية تكشف بها العماية و دراية تعضها الرواية و نباهة و تكسب النزاهة قرأت عليه بعض كتابه في "الفرائض" و أواخر "ايضاح الفارسي"و شيئا من شرح التسهيل ابن مالك و "الألفية" و "الكفاية" و "ابن الصلاح في علم الحديث و "منهاج الغزالي" و الرسالة و غيرها توفي يوم (842) و صلي عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة حضر جنازته السلطان فمن دونه لم أر مثله قبل و أوسف الناس بقفده و آخر بيت سمع منه عند موته.
إن كان سفك دمي أقصى مرادكم
فما غلت نظرة منكم بسفك دمي
اهـ ملخصا.
و في "فهرسة ابن غازي" في ترجمة شيخه أبي محمد الورياجلي ما نصه: أنه لقي بتلمسان الإمام العلامة العلم الصدر الأوحد المحقق النظار الحجة العالم الرباني أبا عبد الله بن مرزوق وأنه حدثه بكثير من مناقبه إقرائه و قوة اجتهاده و تواضعه لطلبة العلم و شدته على أهل البدع و ما اتفق له مع بعضهم إلى غيره من شيمه الكريمة و محاسنه العظيمة اهـ.
و قال غيره: كان يسير سيرة سلفه في العلم و العمل و الشفقة و الحلم و حب المساكين آية الله في الفهم و الذكاء و الصدق و العدالة و النزاهة و إتباع السنة في الأقوال و الأفعال و محبة أهلها في جميع الأحوال مبغضا لأهل البدع و محبا لسد الذرائع اهـ.
أخذ العلم عن جماعة كالسيد الشريف العلامة أبي محمد عبد الله بن الإمام العالم الشريف التلمساني و الإمام عالم المغرب سعيد العقباني و الولي الصالح أبي إسحاق المصمودي أفرد ترجمته بتأليف و العلامة أبي الحسن الأشهب الغماري و عن أبيه و عمه ابني الخطيب بن مرزوق و بتونس عن الإمام ابن عرفة و أبي العباس القصار و بفاس الأستاذ النحوي ابن حياتي الإمام و الشيخ الصالح أبي زيد المكودي و الحافظ محمد بن مسعود الصنهاجي الفيلالي في جماعة و بمصر بن الأئمة السراج البلقيني و الحافظ أبي الفضل الحراقي و السراج ابن الملقن و الشمس الغماري و المجد الفيروز أبادي صاحب القاموس و الإمام محب الدين بن هشام ولد صاحب المغني و النور النويري و الوالي ابن خلدون و القاضي العلامة ناصر الدين التنسي و غيرهم و أجازه من الأندلس الأئمة كابن الخشاب و أبي عبد الله القيجاطي و المحدث الحفار و الحافظ ابن علاق و أبي محمد بن جزي و غيرهم.
و أخذ عنه جماعة من السادات كالشيخ الثعالبي و قاضي الجماعة عمر القلشاني و الإمام محمد ابن العباس ة العلامة نصر الزواوي و ولي الله الحسن أبركان و أبي البركات الغماري و العلامة أبي الفضل المشدالي و السيد الشريف قاضي الجماعة بغرناطة أبي عباس ابن أبي يحي الشريف و أخيه أبي الفرج و إبراهيم بن فايد الزواوي و أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الندرومي و العلامة المؤلف علي بن ثابت و الشهاب بن كحيل التجاني و ولده العلم محمد بن محمد بن مرزوق الكفيف و العلامة أحمد بن يونس القسنطيني و العم يحي بن ندير و أبي الحسن القلصادي و الشيخ عيسى بن سلامة البسكري و العالم يحي المازوني و الحافظ التنسي و الإمام ابن زكري في خلق كثير من الأجلاء.
و قال الحافظ السخاوي: هو أبو عبد الله حيد ابن مرزوق و قصد يخنص بابن مرزوق و بقال له أيضا أبن مرزوق تلا بنافع على عثمان الزروالي و انتفع في الفقه بابن عرفة و أجازه ابن الخاشب و الحفاز و القيجاطي و حج قديما سنة تسعين وسبع مئة (790) رفيقا لابن عرفة و سمع من البهاء الدمايني و النور العقيلي بمكة و قرأ بها البخاري على ابن صديق لازم المحب ابن هشام في العربية ثم حج عام تسعة عشر و ثمان و ألف رضوان الزيني بمكة و كذا لقيه ابن حجر اهـ.
و أما تآليف فكثيرة منها: شروحه الثلاثة على البردة الأكبر المسمى "إظهار صدق المودة في شرح البردة" استوفي فيه غاية الإستيفاء ضمنه سبعة فنون في كل بيت و الأوسط و الأصغر المسمى "بالاستيعاب لما فيها من البيان و الأعراب" و "المفاتيح القرطاسية في شرح الشقراطيسية" و "المفاتيح المرزوقية في استخراج رموز الخزرجية" ورجزان في علوم الحديث الكبير سماه "الروضة" جمع فيه بين ألفيتي ابن ليون و العراقي و مختصره "الحديقة" اختصر فيه ألفية العراقي و أرجوزة في الميقات سماه "المقنع الشافي" في ألف و سبع مئة بيت و "أرجوزة "نظم تلخيص المفتاح" و "أرجوزة ألفية في محاذاة الشاطبية" و أرجوزة "نظم تلخيص ابن البناء" و "أرجوزة نظم جمل الخونجي" و أرجوزة في اختصار ألفية ابن مالك" و "نهاية الأمل في شرح جمل الخونجي" و "اغتنام الفرصة في محادثة عالم قفصة" و هو أجوبة على مسائل في الفقه و التفسير و غيرهما و ردت عليه من عالم قفصة أبي يحي ابن عقيبة الأتي فأجابه عنها "و المعراج إلى استمطار فوائد الستاذ ابن سراج" أجاب فيه العالم قاضي الجماعة بغرناطة ابن سراج عن مسائل نحوية و منطقية و "نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين" تأليف ألفه في شأن البدلاء تكام فيه على حديث في أول الحلية و "الدليل الموفي في ترجيح طهارة الكاغد الرومي" و "النصح الخالص في الرد على مدعى رتبة الكامل للناقص في سبعة كراريس ألفه في الرد على عصريه و بلديه افمام قاسم العقباني صنيعهم فيها فخالفه ابن مرزوق و "مختصر الحاوي في الفتاوي" لابن عبد النور التونسي و "الروض البهيج في مسالة الخليج" في أوراق نصف كراس و أنوار الدراري في مكررات البخاري و تأليف في "مناقب شيخه الزاهد الولي طريقة الحكماء و هذه كلها تامة.
و أما ما لم يكمل من تآليفه فـ "المتجر الربيح و السعي الرجيح" و "الرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح" صحيح البخاري و روضه الأريب في شرح التهذي" و المنزع النبيل في شرح مختصر خليل" شرح منه الطهارة في مجلدين و من الأقضية لآخره في سفرين في غاية الإتقان و التحرير و الإستيفاء و التنزل لألفاظ الكتاب و النقول لا نظير له أصلا لخصه العلامة الراعي كما يأتي و "إيضاح المسالك في ألفية ابن مالك انتهى إلى اسم الإشارة أو الموصول مجلد في غاية الإتقان و مجلد في شرح شواهد شراحها" إلى باب كان و أخواتها و له خطب عجيبة.
و أما أجوبته و فتاوية على المسائل متنوعة فقد سارت بها الركبان شرقا و غربا بدوا و حضرا ذكر المازوني و الونشريسي منها جملة وافرة في كتابهما و له أيضا عقيدته المساماة "عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد" و على منحاه بني السنوسي "عقيدة صغرى" و "الآيات الواضحات في وجه دلالة المعجزات" و "الدليل الواضح المعلوم في طهارة كاغد الروم" و "أسماء الصم في إثبات الشرف من قبل الأم" و ذكر السخاوي أن من تآليفه "شرح فرعي ابن الحاجب" و شرح التسهيل" و الله أعلم.
و مولده كما ذكره هو في "شرحه على البردة" ليلة الإثنين رابع عشر ربيع الأول عام ستة و ستين و سبع مئة (766) قال: و حدثني أمي عائشة بنت الفقيه الصالح القاضي أحمد بن الحسن المديوني – و كانت صالحة الفت مجموعا في أدعية اختارتها و لها قوة في تعبير الرؤيا اكتسبتها من كثرة المطالعة كتب الفن – أنه أصابني مرض شديد أشرفت منه على موت و من شأنها و أبيها أنهما لا يعيش لهما ولد إلا نادرا و سموني أبا الفضل الأمر فدخل عيها أبوها أحمد المذكور فلما رأى مرضي و ما بلغ بي غضب و قال ألم اقل لكم لا تسموه أبا الفضل سموه محمدا لا اسمع أحدا يناديه بغيره إلا فعلت به و فعلت يتوعد بالأدب قالت: فسميناك محمد ففرج الله عنك اهـ ملخصا.
و توفي كما قاله القلصادي و زروق و السخاري و غيرهم يوم الخميس رابع عشر شعبان عام اثنين و أربعين و ثمان مئة (842) و لم يخلف بعده مثله في فنونه في المغرب و صلي عليه يوم الجمعة بالجامع الأعظم من تلمسان رحمه الله تعالى، و سيأتي ترجمة و لده الكفيف و حفيده ابن ابنته محمد ابن ابنته محمد بن مرزوق الخطيب ابن حفصة إن شاء الله تعالى.
فائدة: قال صاحب الترجمة: حضرت مجلس شيخنا العلامة نخبة الزمان ابن عرفة رحمة الله أول مجلس حضرته: فقرأ: {و من يعش عن ذكر الرحمن} فجرى بين بيننا مذاكرة رائفة و أبحاث حسنة فائقة منها أنه قال قرئ يعشو بالرفع و نقيض بالجزم و وجهها أبو حيان بكلام ما فهمته و ذكر في النسخة خللا و ذكر بعض ذلك الكلام فاهتديت إلى تمامة فقلت يا سيدي عنى ما ذكر أن جزم نقيض بمن الموصولة لشبهها بالشرطية لما تضمنتها من معنى الشرط و إذا كانوا يعاملون الموصول الذي لا يشبه لفظه لفظ الشرط بذلك فما يشبه لفظه الشرط أولي بتلك المعاملة فوافق رحمة الله و فرح كما أن الإنصاف كان طبعه و عند ذلك أنكر علي جماعة من أهل المجلس و طالبوني بإثبات معاملة الموصول معاملة الشرط فقلت: نصهم على دخول الفاء في خبر الموصول في نحو: الذي يأتيني فله درهم من ذلك فنازعوني في ذلك و كنت حديث عهد بحفظ "التسهيل" فقلت: قال ابن مالك فيما يشبه المسألة و قد يحزمه متسبب عن صلة الذي تشبيها بجواب الشرط و أنشدت من شواهد المسألة قول الشاعر:
كـذاك الذي يبغي على الناس ظـالما
تـصبه على رغـم عواقب ما صنع
فجاء الشاهد موافقا للحال اهـ من "اغتنام الفرصة"
و قد ذكر الشيخ ابن غازي الحكاية في "فهرسته" في ترجمة شيخه النيجي الشهير الصغير و فيها بعض مخالفة لما تقدم فلنسقة قال: حدثني أنه بلغه عن ابن عرفة أنه كان يدرس من الصلاة الغداة للزوال يقرئ فنونا يبتدئ بالتفسير و أن الإمام ابن مرزوق أول ما دخل عليه و جده يفسر آية:{و من يعش} فكان أول ما فاتحه أن قال: هل يصح كون "من" هنا موصولة؟ فقال ابن عرفة: كيف و قد جزمت فقال له: تشبيها لها بالشرط فقال ابن عرفة إنما يقدم على هذا بنص من أمام أو شاهد من كلام العرب فقال أما النص فقول "التسهيل" كذا و أما الشاهد فقول الشاعر:
فـلا تحفرن بئرا تريد بها أخـا
فإنـك فيها أنت من دونه تقـع
كذا الذي يبغي على الناس ظالما
تصبه على رغـم عواقب ما صنع
فقال ابن عرفة فأنت ابن مرزوق قال: نعم فرحب به اهـ. وهو خلاف ما تقدم و رأيت في بعض المجاميع زيادة و هي أن ابن عرفة اشتغل بضيافته لما انفصل المجلس اهـ.
فائدة أخرى: ذكر الشيخ ابن غازي أن الإمام ابن مرزوق صاحب الترجمة كان يصرف لفظ أبا هريرة و أن الأشياخ الفاسيين بلغهم ذالك فخالفوه فيه قال: و مال لمذهبهم شيخاي النيجي و القوري لوجوه طال بحثي معه فيها ليس هذا موضعه اهـ.
و في ترجمة يعقوب الزغبي التونسي قاضي جماعة أبو يوسف الإمام العلامة المحقق الفقيه القاضي المفتي ما نصه: و يقال: إنه يعني الزغبي اجتمع في وليمة مع الإمام ابن مرزوق الحفيد فسئلا عمن أرى مصحفا في نجاسة و هو غير طاهر فهل يأخذه فورا و يتمم فقال صاحب الترجمة يجري على محتلم انتبه و هو في المسجد فقيل: يجب خروجه فورا و قيل يتميم فرد عليه ابن مرزوق بأن هذه الصورة اشد فيجب عليه خلاصه من المفسدة فورا لأنه إن تركه اختيار كان ردة يخلاف بقائه في المسجد فلا يعد ردة و هو ظاهر نقله الرصاع اهـ من "نيل الابتهاج"
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف