الجزائر

محمد بن محمد بن أحمد التلمساني



محمد بن محمد بن أبي بكر بن يحي بن عبد الرحمن القرشي التلمساني شهر بالمقريبفتح الميم و تشديد القاف المفتوحة، كذا ضبطه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في كتابه "العلوم الفاخرة و كذا الونشريسي وزاد أنها قرية من قرى بلاد الزاب من افريقية سكنها سلفه لم تحولوا لتلمسان، و بها ولد و نشأ و أقرأ و قرأ، و ضبطه ابن الأحمر في "فهرسته" و الشيخ زروق بفتح الميم و سكون القاف، الإمام العلامة النظار المحقق القدوة الحجة الجليل، أحد مجتهدي المذهب، و أكابر فحول المتأخرين الأثبات، قاضي الجماعة بفاس، ذكره ابن فرحون في الأصل و أثنى عليه، و نزيد هنا ما تيسر.
قال ابن الخطيب في "الإحاطة": كان مشار إليه اجتهاد و دؤوبا و عناية و اطلاعا و نقلا و نزاهة، يقوم أتم قيام على الفقه و التفسير و العربية، و يحفظ الأخبار و الحديث و التاريخ، و يشارك مساركة فاضله في الأصلين و الجدل و المنطق، و يكتب و يشعر مصيبا غرض الإجادة، و يتكلم في طريق الصوفية، و يعتني بالتدوين فيها، شرق و حج ولقي أجلا كابي حيان و الشمس الأصبهاني و أبن عدلان، و بمكة الرضي إمام المقام، و بدمشق ابن قيم الجوزية، و صنف في الفقه و التصوف اهـ.
قال الخطيب ابن مرزوق الجد: كان قاضيا صاحبنا المقري معلوم القدر مشهور الذكر، ممن وصل إلى الإجتهاد المذهبي و درجة التخيير و النزيف بين الأقوال و تبعه بعدموته من حسن الثناء و صالح الدعاء ما يرجى له النفع به يوم اللقاء، و عوارفه معروفه عند الفقهاء مشهورة بين الدهماء اهـ.
و قال ابن خلدون في "تاريخه الكبير": أخذ المقري العلم بتلمسان عن أبي عبد الله البلوي، ثم لازم بعده شيخنا الإبلي و ابني الإمام، و استبحر في العلوم و تفنن و لما نقض السلطان أبو عنان بيعة أبيه ندبه لكتابة البيعة، فكتبها و قرأها على الناس في يوم مشهود، و ارتحل معه لفاس، فعزل قاضيها الشيخ المعمر بن عبد الرزاق وولاه، لم يزل قاضيا بها حتى سخطه لبعض النزعة الملوكية فعزله، وولى الفقيه ابا عبد الله الفشتالي آخر ست و خمسين، ثم بعثه سفيرا للإندلس فامتنع من رجوع، فأنكر السلطان على صاححب الأندلس ابن الأحمر تمسكه به ، و بعث إليه يستقدمه منه فلاذ منه ابن الأحمر بالشفاعة، و اقتضى كتب أمان له بخط السلطان أبي عنان فأوفده مع الجماعة من شيوخ العلم بغرناطة، و منهم القاضيان بغرناطة شيخنا شيخ الدنيا جلالة و علما و وقارا و رياسة أبو القاسم الشريف السبتي، و شيخنا شيخ المحدثين و الفقهاء و الأدباء و الصوفية و الخطباء سيد أهل العلم بإطلاق أبو البركات ابن الحاج البلفيقي، فوفدوا به على السطان شافعين عظيم تشوفه للقائهمان فقبلت الشفاعة و أنجحت الوسيلة و حضرت يوم قدومها مجلس السلطان سنة سبع و خمسين، و كان يوما مشهودا فاستقر القاضي المقري فب مكانه بباب السلطان عطلا من الولاية و الجراية، و امتحنه السلطان بعد ذلك بسبب خصومه وقعت بينه و بين اقاربه امتنع من حضوره معهم عند القاضي الفشتالي، فتقدم السلطان لبعض أكابر الوزعة ببابه ياين يسحبه لمجلس القاضي حتى أنفذ فيه حكمه، فكان الناس يعدونها محنة، ثم ولاه السلطان بعد ذلك قضاء العساكر في دولته عند ارتحاله إلى قسنطينة فلما فتحها و عاد إلى ملكه بفاس آخر ثمان و خمسين اعتل القاضي المقري في طريقة و مات عند قومه لفاس اهـ.
قال الونشريسي: لما تولى قضاء فاس قام بأعبائه علما و عملا، و حمدت سيرته و لم تأخذه في الله لومة لائم، و لما توفي نقل إلى بلدة تلمسان اهـ.
و أما شيوخه فذكر هو ما خلصه: ممن أخذت عنه بتلمسان علمها الشامخان و عالماها الرسخان ابنا الإمام و حافظهما و مفتيها عمران المشدالي و مشكاه الأنوار الستاذ إبراهيم بن حكم السلوي و عالم الصلحاء و صالح العلماء أبو محمد المجاصي و القاضي الشريف الرحلة أبو على حسين السبتي، و قاضي الجماعة الكاتب أبو عبد الله بن هدية و محمد بن حسن الزهري، التونسي و إمام الحديث و العربية عبد المهيمن الحضرمي، و الفقيه المحقق السطي، و القاضي أبو إسحاق بن أبي يحي و الشقيقان ابو عبد الله محمد و ابو العباس احمد ابنولي الله محمد بن محمد بن مرزوق العجيسي في جماعة آخرين.
قلت: و ابو العباس بن مرزوق هذا والد الخطيب ابن مرزوق الجد، و أبو عبد الله المذكور عنه فاعلمه، ثم قال: و نسيج و حمده أبو عبد الله الإبلي، و ابن المسفر و قاضي بجاية محمد بن الشيخ أبي يوسف يعقوب الزواوي فقيه ابن فقيه، و إمام المعقولات أبو علي حسن بن حسن، و الخطيب أحمد بن عمران اليانيوسي، و بتونس ابن عبد السلام، و الإجمي، و ابن هارون، و ابن الحباب، و ابن سلامة، و أبو الحسن المنتصر، بمصر فذكر من تقدم و كالشيخ الصالح عبد الله لمنوفي، و التج التبريزي، و خليل المكي، و ابن تامنيت، و القاضي شمس الدين ابن سالم، و الفقيه ابن عثمان و غيرهم اهـ. ملخصا.
و قد اطال في " الإطاحة" في ترجمته، فلنذكر هنا بعض فوائده، فمنها قال: تكلم العلامة أبر زيد بن الإمام في الجلوس على الحرير فقال له الأستاذ ابن حكم: مقتضى حديث هنا بعض فوائدهن فمنها قال: تكلم العلامة أبز زيد بن الإمام في الجلوس على الحرير فقال له الأستاذ ابن حكم: مقتضى حديث أنس المنع، لقوله: "فقمت غلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس" فقال أبو زيد: لا نسلم أن مراده الجلوس لاحتمال كون ذلك الحصير يغطي، و ذكر حديثا فيه تغطيةالحصير، و كان الرجل واعية، قلت الحصيرن و كان الرجل واعية، قلت: و للأستاذ أن يقول الناخب خلاف ذلك، فيجب العمل عليه حتى ينص على غيره بالدليل على أنه روى نصا في صحيح البخاري و غيره، عن الجلوس عليه و منها شهدت الوقفة سنة اربع و أربعين و سبع مئة، و كان جمعة فذكر الخطيب بالمسجد الحرام الناس للناس أن جمعة و فقتهم هذه خاتمة مئة جمعة وقف بها من الجمعة التي وقف بها النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع، فشارع في الناس و كان علم ذلك مما تواتر عندهم، و الله أعلم و هم يزعمون أن الجمعة تدور على خمس سنين، و هذا مناف لذلك لكن كثير منهم ينكر اطراد هذا و يقول: إنها قد تنقل إلى أكثر من ذلك.
و منها قال: كنت عند الإبلي بتلمسان إذ دخل عليه أبو عبد الله المالقي المتطبب، فكان فيما تكلم به أن قال: استجدى أديب كريما بهذا الشطر "ثم حبيب فلم ينصف" قال لنا ما أراد، فجعلنا ندبر الحيلة فيه، و الشيخ و ينظر في الهواء فسبقنا بفضل ذهنه فقال: تقوقون أو نقول؟ فسألناه التربص علينا، ثم كنت أول من عثر عليه، فقلت: قطيت ملف شحمي.
و منها قال لي أبو قاسم بن محمد اليماني أحمد مدرسي دمشق و نحن يوئذ قال: لي شيخ صالح برباط الخليل عليه السلام: نزل بي مغربي قمرض مرضا طويلا، فدعوت الله أن يفرج عنى و عنه بموت أو صحة، فرايت النبي صلى الله عليه و سلم فقال لي أطعمه الكسكسون، قال: يقوله هكذا بالنون فصنعت له فكأنما جعلت له فيه الشفاء، فكان أبو القاسم يقوله بالنون، يخالف الناس في حذفه من هذا الإسم، و يقول: لا أعدل عن لفظه عليه السلام عليه السلام، قال المقري: قلت وجه هذا من الطب أن هذا الطعام المعتاد المغاربة، و يشتهونه على كثرة استعمالهم له، غلابما نبه شهوة أو ورده إلى عادة، و الله و رسوله أعلم.
و منها قال: حدثني القاضي ابو عبد الله بن الرزاق الجزولي عن الشخ النخبة ابن قطرال أنه سمعه يقول: سمع يهودي بحديث "نعم الإدام الخل" فانكر ذلك حتى كاد يصرح بالقدح فبلغ بعض العلماء فأشار على الملك بقطع الخل و اسبابه عن اليهود سنة قال: فما تمت سنة حتى ظهر فيهم الجذام.
و منها قال: صاحبنا عبد الله بن عبد الحق: قال لي أبو عبد الله بن قطرال: كنت بالمدينة إذ أقبل رافضي بفحمة في يده، فكتب بها في جدار هناك:
ما كان يعلم أن الله خالقه
فلا يجب أبا بكر و لا عمرا
فانصرف فألقي عليه من الفطنة و حسن البديهة ما لم أعهد مثله من نفسي قبل، فجعلت مكان يحب يسب و رجعت لموضعي، فجاء الرافضي فوجده كما أصلحته، فالتفت يمينا و شمالا كأنه يطلب من صنه، و لم يتهمني فأعياه ذلك و انصرف.و منها قال: سمعت الإبلي يقول: سمعت أبا عبد الله بن رشيد يقول: إن خطيبا بتلمسان كان يقول في خطبته: من يطع الله و رسوله فقد رشد، بالكسر، و كان الطلبة ينكرون عليه فلا يرجع، فلما قفلت من رحلتي تلك دخلت على الستاذ ابن أبي الربيع، بسبتة فهنأني بالقدومن و قال لي فيما قال: رشدت يا ابن رشيد ورشدت لغتان صحيحتان، حكاهما يعقوب في الإصلاح قال المقري: و هذه كرامة للرجلين أو ثلاثة.
و منها قال من عجائب تفسير الرؤيا أن ابا عبد الله القرقوني كان في سجن السلطان يوسف بن عبد الحق مع غيرهمن التلمسانيين أيام حصره، فرأى أبا جمعة على الجرائحي منهم، كأنه قائم سانية دائرة، و جميع أقداحها و أقواسها تصب في و سطها فجاء يشرب فاغترف الماء، فإذا فيه فرث و دم فأرسله و اغترف فإذا هو كذلك ثلاثا أو أكثر، ثم عدل إلى خصة ما فجاءها و شرب منها ثم استيقظ و هو في النار فأخبره فقال: إن صدقت الرؤيا فنحن على قليل خارجون من هذا السجن، قال: كيف؟ قال: السافقية الزقاق، و التغير السلطان، و أنت الجرائي تدخل يدك في جوفه فينالها الفرث و الدم، و هذا الانجاح معه، فلم يكن إلا ضحوة الغد فإذا النداء عليه، قخرج فوجد سلطان مطعونا بحنحن لإادخل يده في جوفه فناله الفرث و الدم، فخيط جراحه وفخرج فوجد السلطان مطعونا بخنجر، فأدخل يده في جوفه فناله لبفرث و الدم، فخيط جراحته و خرج فرأى خصة ماء فغسل يده و شرب، فلم يلبث السطان أن ـوفي و سرح المسجونون.
و منها قال: شهدت الشمس اين قيم مقيم الحنابلة بدمشق، و هو أكبر أصحاب ابن تيميةن و قد سئل عن حديث من مات له ثلاث من الولد كانوا له حجابا من النار كيف إن أتى بعدها بكبيرة؟ فقال: موت الولد حجاب، و الكبيرة خرق لذلك و إنما يحجب الحجاب إذا لم يخرق فإذا خرق لم يكن حجاباحجابا بدليل حديث"الصوم جنة" ما لم يخرقها.
و منها قال: سألني السلطان عمن لزمته يمين على نفي العلم، فحلف جهلا على البت هل يعيد أم لا؟ فأجبته إعادتها، و قد أفناه من حضر من الفقهاء بأن لا تعد لأنه أتى بأكثر مما أمر به على و جه يتضمنه فقلت: اليمن على وجه الشك غموس، قال ابن بونس: و الغموس الحلف على تعمد الكذب أو على يقين، و لا شك أن الغموس محرمة منهى عنها، و النهي يدل على الفساد، و معناه في العقود عدم ترتيب أثره، فلا أثر لهذه اليمين، فوجب أن تعاد، و قد يكون من هذا خلافهم فيمن إذنها السكوت فتكلمت، هل يجتزا بذلك؟ و الإجزاء هنا أقرب، لأنه الأصل، و الصمات رخصة لغلبة الحياء، فإن قلت، البت أصل، و إنما يعتبر نفي العلم إّا تعذر، قلت: ليس من رخصة الصمات.
و منها قال: سألني بعض الفقراء عن السبب في سوء بخت المسلمين في ملوكهم إذ لم يل أمرهم من سلك بهم الجادة ، و حملهم على الواضحة، بل يغتر في صلاح دنياه غافلا عن عقباه، فلا يرقب في مؤمن إلا و لا ذمة، و لا يراعي عهدا و لا حرمة، فأجبته بأن ذلك لأن الملك ليس في شريعتها بل كان شرع من قبلنا قال تعالى ممتنا على بني اسرائيل {و جعلكم ملوكا} و لم يقله في هذه الأمة بل جعل لهم الخلافة قال تعالى:{وعد الله الذين آمنو منكم} الآية و قال تعالى:{إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا}و قال سليمان{رب اغفر لي و هب لي ملكا} فجعلهم ملوكا، و لم يجعل لنا إلا الخلفاء فأبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم كما فهمه الناس فهما و أجمعوا على تسمية بذلك ثم استخلف عمر فخرج بها عن سنن الملك الذي يرثه الولد عن والده إلى سنن الخلافة الذي هو النظر و الاختيار و نص في ذلك على عهده، ثم اتفق أهل الشورى على عثمان فأخرجها عمر عن بنيه إلى الشورى دليلا على أنها ليست ملكا ثم تعين علي بعد إذ لم يبق مثله فبايعه من آثر الحق على الهوى و الآخرة على الدنيا، ثم الحسن كذلك ثم كان معاوية أول من حولها ملكا و الخشونة، لينا، ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم، فجعلها ميراثا، فلما أخرجت عن موضعها لم يستقم ملك فيها ألا ترى أن عمر بن عبد العزيزكان خليفة لا ملكا لأن سليمان رغب عن بني أبيه إيثار الحق المسلمين و لئلا يتقلدها حسا و ميتا، و كان يعلم اجتماع الناس عليه فلم يسلم طريقه الاستقامة بالناس قط خليفة، و أما الملوك فعلى ما ذكرت إلا من قل غالب أحواله غير مرضية اهـ.
و منها ما ذكره عنه أنه يحضر مجلس السلطان أبي عنان لبث العلم، و كان مزوار الشلافاء بفاس إذا دخل مجلس السلطان قام له السلطان و جميع من في مجلسه إجلالا له إلا الشيخ المقري فلا يقوم معهم، فأحس المزوار من ذلك من ذلك و شكاه للسلطان: هذا رجل وارد علينا تتركه على حاله حتى ينصرف، فدخل المزوار يوما فقام له: أيها الفقيه ملك لا تقوم كما يفعل نصره الله و أهل مجلسه إكراما لجدي و شرفي، و من أنت حتى لا تقوم لي، فنظر إليه المقري فقال له: أما شرفي فمحقق بالعلم الذي أنا ابثه و لا يرتاب فيه أحمد، و أما شرفي فمحقق بالعلم الذي أنا أبثه و لا يرتاب فيه أحمد، و أما شرفك فمظنون، و من لنا بصحبته من لنا بصحبته منذ أزيد من سبع مئة عام، و لو قطعنا بشرفك لأقمنا هذا من هنا و اشار للسلطان أبي عنان و أجلسناك فسكت المزوار اهـ.
قال العلامة أبو عبد الله بن الأزرق و على اعتذاره ذلك يكون الشرف الآن مظنونا، فمن معنى ذلك ايضا ما يحكي عنه انه كان يقرأ بين يدي السلطان أبي عنان "صحيح مسلم" بحضرة أكبر فقهاء فاس و خاصتهم، فلما وصل إلى أحاديث الأئمة من قريش قال الناس: إن أفصح بذلك قلب السلطان و إن ورى وقع في محظور فجعلوا يوقعون ذلك، فما وصل إلى الأحادييث قال بحضرة السلطان و الجمهور: إن الأئمة من قريش ثلاثا، و يقول بعد كل كلمة: و غيرهم متغلب، ثم نظر و قال :لا عليك فإن قريشي اليوم مطنون، أنت أهل للخلافة إذ توفرت فيك بعض الشروط و الحمد الله، فلما انصرف لمنزله بعث السلطان ألف دينار اهـ.
قال القاضي ابن الأزرق: يلزم من اعتذاره أن قيام السلطان لذي الشرف المحقق بالعلم أولى في المحافظة على حرمات الله، وقد روي ان بعض الأمراء تكبر عن ذلك، و استخف بمنزله من عظم به غيره، فسلب ملكه و ملك بنيه بعده اهـ.
قلت: فوائده و لطائفه و تحفة و ظرفه لا تحصى، فلنكلف بما ذكرنا، و له تآليف: ككتاب "القواعد" اشتمل على ألف قاعدة و مئتين قاعدةو مئتين قاعدة، قال الونشريسي: وهو كتاب غزير العلم كثير الفوائد، لم يسبق بمثله بيد أنه يفتقر إلى عالم قتاح، وكتاب "الحقائق و الرقائق" في التصوف لطيف الإشارة بديع المنزع، موجود بأيدي الناس، سرحه الشيخ زروقن وكتاب "التحف و الطرف" غاية في الحسن و الظروفن قاله الونشريسيو "اختصار المحصل" لم يتم و "شرح الخونجي" لم يتم، و كتاب "عمل من طب لمن حب" مشتمل على فنون فيه أحاديث حكيمة كالشهاب، و على كليات فقهية على أبواب الفقه في غاية الإفادة، وعلى قواعد و اصول، وعلى اصطلاحات و ألفاظ، قال الونشريسي: رايته عند الفقيه عبد الله عبد الخالق فتلطفت، في استنساخه فلم يسمح به، و كتاب "المحاضرات" مشتمل على حكايات و إشارات و فوائد، و قال الونشريسي: و لقد استوفى شيخ شيوخنا المحقق النظار أبو عبد الله بن مرزوق ترجمته في كتاب سماه النور البدري في التعريف بالفقيه المفري اهـ.
و ممن أخذ عنه من العلماء الإمام الشاطبي، و ابن الخطيب السلماني و اين خلدون، و الكاتب ابن زمرك، و أبو محمد ابن جزي و الستاذ القيجاطي، و الحافظ ابن علاق في خلق.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)