الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

محمد بن عمر الهواري "نيل الإبتهاج"



الشيخ الولي الصالح العارف بالله القطب أبو عبد الله كان كثير السياحة شرقا و غربا و برا و بحرا.
أخذ بفاس عن موسى العبدوسي و القباب و ببجاية عن شيخه أحمد ابن إدريس و عبد الرحمن الواغليسي و كان يثنى على أهل بجاية كثيرا لمحبتهم الغرباء و الفقراء و محافظتهم في معاملتهم على الحلال وسافر من فاس للشرق للحج فدخل مصر فلقي بها الحافظ العراقي و غيره و أخذ عنهم و جاور مدة بالحرم الشريف بين مكة و المدينة ثم سافر للقدس وجال ببلاد الشام و كان في جامع بني أمية يأوي سياحته لغيضة ملتفة فتأوي إليه السباع و الوحوش العادية ثم استقر أخيرا بوهران مثابرا على العلم و العمل و الصدق في الأحوال و انتفع به جمع و عند قرب أجله كان أكثر كلامه في مجالسه في التبشير بسعة رحمة الله و عفوه قال بعضهم: كان مقطوعا بولايته و عنه أخذ الإمام إبراهيم التازي كما تقدم في ترجمته و هو صاحب "التنبيه" المتقدم قال الشيخ أبو عبد الله بن الأزرق: وقفت لبعض العصريين أن الشيخ الولي الشهير الهواري نزيل وهران لما ألف "السهو" الذي عمل عليه"التنبيه" أخذ الفقيه أبو زيد عبد الرحمن المغراوي المقلاشي فوزن فيه أشياء و أعرب فيه أشياء فأتى به الشيخ و قال له: يا سيدي إني أصلحت سهوك فقال له الشيخ: هذا السهو يقال له: سهو المقلاشي و أما سهوي فهو.
الفقراء إنما ينظرون فيه إلى المعنى و من أين العربية و الوزن لمحمد الهواري بل سهوي يبقى على ما هو عليه اهـ.
قال ابن الأزرق: و في مراعاة هذا المعنى على الجملة أنشد غير واحد:
و ما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى
و ما ضر ذا تقوى لسان معجم
و ذكر أبو عبد الله الملالي أن شيخه أبا الحسن التالولي كان كثير المطالعة لكتاب "السهو و التنبيه" للهواري كل يوم و رأيت بخطة ما نصه: ضمن مؤلفه رحمه الله لكل من قرأ سهوه و اعتنى به أن لا يجوع و لا يعري و لا يعطش و أنه ضامنة في الدنيا و الآخرة كذا نص عليه في "التنبيه" الذي جعله في فضل السهو و سمعناه من سيدي إبراهيم التزي و ألايناه يختم السهو بالنظر في كل يوم للتبرك مرة اهـ.
و ذكر أيضا هذا السهو جعله المؤلف للأولاد و لم يتعرض لوزن شعر و لا عربية فإياك و الإعتراض تأمل و قرأ تنتفع كذا سمعناه من سيدي إبراهيم التازي اهـ. وقال بعضهم كان الشيخ آية الله في فنونه و مكاشفاته و من كراماته أن بعض العرب و مفسديهم أخذ المال بعض أصحابه فبعث فيه الشيخ إليه فأخذ رسوله فقيده و حبسه حين أغلط القول فبلغ الخبر الشيخ فقام من مجلسه و قد اسود وجهه لشدة غضبه قال سيدي إبراهيم التازي: فلما دخل خلوته سمعته يقول: مفرطخ يكرره مرارا ففي الوقت قام الظالم يلعب بخيله في بعض عرسهم فلما حرك خيله و الناس ينظرون فإذا الرجل أبيض الثياب أخذه على أسفله و ضرب به الأرض أشرع من طرفة عين فإذا هو ميت بلا روح مفرطخ دخل رأسه في جوفه من شدة ضربه منكسا فأطلقت أمه رسول الشيخ و قالت لولدها الميت: حذرتك دعوة الشيخ و شوكته فأبيت فلا حيلة لي فيك اليوم اهـ.
و توفي بوهران سنة ثلاث و أربعين و ثمان مئة (843) و قد استوفي كراماته مع صاحبه إبراهيم التازي و الحسن أبركان و أحمد بن الحسن المغراوي الشيخ ابن صعد في "روضة النسرين في مناقب الأربعة الصالحين" فلينظر فيها.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)